اذا كنت تشعر بالناس وتري أن ظروفك صعبة وتواجه الكثير من المعوقات والاحباطات.. اقرأ هذا الحوار فهو مع شاب صغير اختبره الله هو وعائلته بمرض افقده الحركة ولكنه رفض ان يستسلم فقبل ارادة الله واعتمد علي مولاه وعلي ما حباه به من قدرة علي التحدي ليلين به الحديد ويصبح بطلا لمصر في رفع الأثقال. »طارق مصطفي وهدان..نموذج غير عادي للرياضي المصري الذي تحدي كل الظروف الصعبة التي ولد بها،والتي كانت كفيلة بأن تقضي علي حياته تماما وتجعله يفكر في الإنتحار كما أكد طارق في حوارنا معه علي صفحات»أخبار الرياضة»وكما اكدت والدته د.إيمان السيسي. طارق ولد بإعاقة بدنية جعلته أسيرا للجلوس علي كرسي متحرك،ومع السنوات الأولي في عمره كان طارق أسيرا للجلوس في منزله منذ ولادته في الاول من يناير عام 1998 بسبب هذه الإعاقة خاصة وأنه كان يذاكر في منزله طبقا لظروف المرض الذي ابتلاه به المولي عزوجل. وفي عام 2012 قرر طارق تحدي الظروف الصعبة التي يواجهها بممارسة الرياضة وتحدي هذه الإعاقة وبالفعل استطاع أن يقتحم عالم رفع الأثقال وهي اللعبة الأصعب علي مستوي الأسوياء،ولكنه تحدي نفسه واستقر علي هذا الأمر والذي كان بمثابة تغيير كامل في حياته يرصدها طارق في حواره الخاص خلال السطور القادمة في هذا الحوار الشيق. في البداية..ماهي الأسباب التي دفعتك لممارسة الرياضة واختيار لعبة رفع الأثقال؟ اخترت الرياضة لأنني بصراحة شديدة كنت في قمة الزهق من الجلوس في المنزل خاصة بعد ظروف المرض والإعاقة التي ولدت بها،ولن أكذب عليك عندما بالفعل فكرت في الانتحار مرتين بسبب جلوسي بمفردي لساعات طويلة ودون أن افعل أي شيء لدرجة انني كنت اجلس علي الكرسي بالساعات،وعندما قررت التمرد علي هذا الواقع سلكت طريق الرياضة وبالفعل اخترت لعبة رفع الأثقال وهي اللعبة التي كانت بمثابة التحدي الأصعب لي لأنني اخترتها عن قناعة كبيرة وطالما قررت التحدي فلابد أن أدخل هذا الطريق بقوة. وكيف كانت بداياتك مع رياضة رفع الأثقال؟ البدايات كانت في نهاية عام 2011 وقمت بالتدريب في نادي اتحاد الشرطة وقام بتدريبي سعيد عبدالحافظ والذي كان يري في أنني قادر علي أن اكون بطلا وبالفعل كان يحفزني علي ان اقاتل في هذا المشوار الصعب للنهاية والا اكون ضيف سريع مع هذه اللعبة وضرب لي أمثال كثيرة عن اللاعبين الابطال في هذه اللعبة من النجوم البارالمبيين الذين يرفعون علم مصر في المحافل الدولية. وماذا حدث بعد انضمامك لنادي اتحاد الشرطة؟ الظروف والأحداث التي وقعت في مصر خلال هذه الفترة تم تجميد اللعبة وبالتالي كان لدي هدف واحد ومحدد بأن استمر في هذا المشوار الذي اخترته وحتي لا اعود للجلوس في منزلي وينل مني الاكتئاب وبالفعل انضممت لجمعية المحاربين القدماء للاستمرار في هذه الرياضة التي بدأت اعشقها. هل شاركت في أي بطولات محلية أو دولية؟ شاركت في العديد من البطولات المحلية والدولية،والحمدلله انني من أول شهرين مع هذه اللعبة تم ضمي لمنتخب مصر للناشئين خاصة بعد أن لفت الأنظار في هذه الفترة وسافرت للمشاركة في بطولة الاخاء السعودي وحققت الميدالية الذهبية في هذه البطولة والتي كانت دليل كبير علي نجاحي مع هذه اللعبة بعد أشهر قليلة من دخولي عالم الرياضة. وماذا بعد هذه البطولة الدولية؟ كان من المفترض أن يكون الاهتمام أكبر ولكن للاسف ظللنا نتمرن لفترة طويلة جدا استعدادا للبطولة الأهم بالنسبة لي والتحدي الأمبر والمشاركة في بطولة دولية بالمجر وفجأة وبلا أي مقدمات تم استبعاد مجموعة كبيرة من اللاعبين من السفر ونفس الأمر لدورة الالعاب الأفريقية. هل أصابك هذا الأمر بالاحباط وقررت ترك الرياضة أم لا بمنتهي الصراحة؟ بالعكس زادني هذا الأمر اصرار غير عادي خاصة وأنني كان طموحي بالفعل القضاء علي كل المعوقات الاصعب التي تواجهني وليس هذا ما حدث معي ولكن أمور أكثر بعد ذلك. ماهي هذه الأمور الأصعب التي حدثت لك؟ خلال الفترة الماضية كنت أتدرب في اتحاد الشرطة وهو مكان غير ادمي بالمرة للتدريب فيه لأن الأجهزة متهالكة ولا يصلح بالفعل لأن يتدرب به أي لاعب..وبعد ذلك قررت التوجه لنادي الصيد الذي انتمي اليه كعضو ولكنني فوجئت بتعنت شديد من المسئولين بهذا النادي بشكل غريب اتجاهي رغم انه كان من المفترض أن يتم مساعدتي لممارسة الرياضة التي احبها واعشقها. وماذا فعل معك مسئولو نادي الصيد؟ لم يكن هناك رغبة في تدريبي وقالوا انه لاتوجد لعبة رفع أثقال في النادي،وعندما طلبت اسرتي من مسئولي النادي أن يتم توفير جهاز لي للتدريب عليه ويتم وضعه في أي مكان بالنادي تم رفض هذا الأمر وبعد اكثر من شكوي وافقوا علي طلبي ولكن بتعنت أكبر حيث تم رفض دخول صديق عمري معي بلال فتحي للنادي بحجة أنه ليس عضوا رغم انني في حاجة ماسة لصديق لي يساعدني لظروف عدم قدرتي علي التدريب بمفردي وحتي الأن لازلت أعاني من هذه الظروف الصعبة والقاسية. بصراحة شديدة..هل انت ندمان علي ممارسة الرياضة؟ بالعكس كل هذه الظروف كما قلت لك زادتني اصرارا،بأن أتحدي الصعاب والتعامل السيء للابطال من ذوي الاحتياجات الخاصة سواء كانت ذهنية أو بدنية ويكفي أن اقول ان هؤلاء الأبطال هم من يرفعون علم مصر في أكبر المحافل الدولية والحمدلله انني لا افكر مطلقا في الحصول علي الكسب المادي من الرياضي وأسرتي من تصرف علي اللعبة وسأتحدي كل هذه الصعاب التي اتعرض لها. وماهي طموحاتك وأحلامك مع لعبة رفع الأثقال؟ طموحاتي بلا حدود،ورغم انني في الصف الثالث الثانوي الا انني اعشق الرياضة وهي بالنسبة لي أهم من الدراسة واتمني أن اتأهل للعب في أكبر البطولات العالمية ومنها الدورة الاوليمبية وانجح في رفع علم مصر في أكبر المحافل الدولية خلال الفترة القادمة. ومن تدين لهم بالفضل في المكانة التي وصلت اليها؟ ادين بالفضل لاسرتي والدي د.مصطفي وهدان الذي حفزني بقوة ويساعدني علي النجاح وأيضا والدتي د.ايمان السيسي صاحبة الفضل علي بعد المولي عزوجل واخوتي اضافة الي خالي أحمد السيسي وعمي هشام وهدان الذين وقفوا بجانبي من أجل ان أصل لهذه الخطوة،اضافة الي بلال فتحي صديقي الذي لا يتركني لحظة في أي تدريب اضافة الي أحمد محمود الشهير بميكي الذي كان سببا في دخولي الرياضة والتغلب علي الظروف الصعبة التي عشت فيها. ماهي الكلمة الأخيرة التي تحب أن تقولها؟ اتمني من المسئولين عن الرياضة في مصر ألا يكون الاهتمام بكرة القدم التي لا تحقق اي انجازات ويتم صرف الملايين عليها في الوقت الذي لايوجد فيه أي نظرة اهتمام للالعاب الفردية ونفس الأمر للاعبين الباراليمبيين الذي يعانون كثيرا في مصر من ضعف الامكانيات والتجاهل الشديد ورغم ذلك فهم الأبطال الحقيقيون الذين يعدون واجهة مشرفة للرياضة المصرية.