نعم نحن كلنا كدابين الزفة ... الذين يتظاهروا بالفرح .. و الخوف و الرعب يملأ القلوب و الشماتة و الكراهية تحت الابتسامات و التهليلات ... و العروسة المقهورة تزف الي البلطجي الفتوة و لا يستطيع احد من ان يحرك ساكناً لإنقاذ العروس .. او حتي ليقول للبلطجي ان العروسة دي مش من حقك والكل اكتفي بالفرجة و التهليل و المباركة . هذا هو حال مصر وحال القوي السياسية التي تكافح بكل قواها لتزف الي مصر العروسة الجميلة الذي امتلأ ثوبها المهلل ببقع الدم واحترق زيله وتعقدت الطرحة في اسلاك العسكريين الشائكة واشتكت آلامها لشعبها و لكن لم يستطع احد منهم انقاذها فالبلطجي وحده له حق الكلام و اتخاذ القرار وهو صاحب الصوت العالي المسموع ... بالزوق او بالعافية .. القوي الاسلامية لم يعجبها وثيقة السلمي الحاكمة ... و رغم ان الرجل فتح الباب الذي امامه و الذي خلفه ومن اعلي و اسفل لأي رأي يمكن ان يقوله عم علي بتاع البطاطا اللي واقف في ميدان التحرير ... الا ان القوي الاسلامية لا تريد الوثيقة التي تؤصل مدنية الدولة وتؤكد علي شرعية التغيير وديمقراطيةالحكم فقامت الدنيا علي قوات الشرطة التي تعبت من مناشدة معتصمي ميدان التحرير من اهالي مصابي الثورة « ولا اعرف عدد المصابين الذين لم يحصلوا علي تعويضات الي الان .. لكن الاكيد ان مطالب اهالي المصابين فاقت مطالب مصابي حرب اكتوبر » لم يستجب الاهالي لمناشدات الشرطة و الجيش لفض الاعتصام والرجوع الي الحق فكانت محاولة التفريق بالقوة و التي نجحت في اول الامر و لكن كانت هذه الفرصة التي جاءت علي طبق من فضة لكي تعلن الحركات السلفية علي لسان مرشحها .. ولا ادري من الذي رشحه ..ولكنه مرشح و السلام ..لكي يخرج علينا هذا الغليظ باستغاثة للقوي الاسلامية لكي ينقذوا احبابهم في الميدان من بطش الشرطة .. وتوافد الاحباب و احباب الاحباب وفي جلابيبهم الحركات المأجورة و المشبوهه ملوثة الهدف و الذمة لكي تعلنها ثورة جديدة و ليمتلأ الميدان مرة اخري و تقوم المواجهات ويسقط المصابين .. الغريب ان الاعتصام كان في التحرير و لكن الضرب في المنشآت الشرطية و مباني الحكومة كان في القاهرة و السويس و الاسماعلية و الاسكندرية و المنصورة ... اليس هذا امر غريب .. كل هؤلاء الناس لديهم تار مع الشرطة ..امر غير مفهوم ... و لكن المفهوم ان كل تلك الحركات و التربيطات لم تجد امامها من وسيلة للسيطرة علي الساحة السياسية الا بهذه الطريقة و خاصة بعدما فشلت مليونيتهم المزعومة و اعلن المجلس العسكري عن تسليم السلطة قبل نهاية 2012 واقترب موعد الانتخابات بعد اقل من اسبوع .. فاصبح لابد ان يتصرفوا و الا سوف ينكشف مغالطاتهم ويسحب الستار من تحت اقدامهم .. وسارعت فضائيات المغالطة و التهييج و التهريج لفتح خزائن خبراتها في التحليل و التقنين واستضافة كل خبير ليقول كلماته و رمي الطوب علي المجلس العسكري مرة و الحكومة مرة اخري .. المهم ان اهل الميدان ملايكة لا يأتيهم الشر و لا الشياطين تعرف لهم مكان . غاب عن اصحاب التيار السلفي و الاسلامي بشكل عام ان الشعب المصري لا يثق فيهم ولا يعطيهم كامل عقلة ... يتعاطف معهم نعم ويناصر حريتهم نعم و لكن ان ينساق وراءهم لا المصري زكي لم يعرف التطرف الية سبيلاً و الوسطية في اسلام الشعب المصري نوع من العبقرية التي تحس و تدرس . يا اصحاب الثورة الفعلية ارجعوا الي التحرير .. قولوا لهؤلاء الادعياء عودوا الي جحوركم .. ربوا في زقونكم و قصروا في جلابيبكم واملأوا روؤسكم بافكاركم التي لم ينزل الله بها من سلطان وخاطبوا بها ما تريدون .. شعب مصر لن تخدعه حلاوة الحديث ولا التمسح في دين الله و حديث رسول الله .. و مصر لن تكون الا لمن يستحقها و يثاقلها بالدهب و يروي ارضها بدمه و عرقه