رصدت الصحف ووكالات الانباء العالمية حالة الاستنفار الامنى التى اتخذتها السلطات الامنية فى مصر مع اقتراب حلول ذكرى ثورة 25 يناير لترجع الامر الى أضطراب الاوضاع السياسية وعدم استقرارها، دون الالتفات نحو تزامن تلك الاجراءات مع سلسلة من التدابير الامنية التى اتخذتها دول اوروبية وامريكية تحسبا لوقوع هجمات ارهابية، ليصبح الارهاب هو الشبح الذى يخيم على العالم مستهدفا أكثر الدول أهمية وتأثيرا على الساحة السياسية. قرر تنظيم الدولة الارهابية داعش الظهور على الساحة الدولية منذ ايام قليلة ليثير فزع اكثر الدول الاوروبية التى يستهدفها فى الآونة الاخيرة وهى فرنسا حيث قام المركز الاعلامى للتنظيم بإصدار فيديو جديد يظهر 9 اشخاص ممن شاركوا فى هجمات باريس فى 13 نوفمبر الماضى ليسفر الحادث عن مقتل 130 ضحية، وكشف الفيديوعن العقل المدبر للتفجيرات والذى إتفق مع نتائج تحقيقات الشرطة الفرنسية السابقة والتى رصدت منذ الايام الاولى تحركات عبد الحميد ابا عود الملقب بأبو عمر البلجيكى، ونشر التنظيم لقطات فيديو يسجل لحظات الهجوم على أكثر من موقع فى العاصمة الفرنسية مهددا بشن المزيد من الهجمات الارهابية فى العواصم الارهابية والدول المشاركة فى التحالف الدولى للحرب على داعش. مركز الارهاب إنتهى بث الفيديو لتتصاعد لهجات الادانة والتحذير من شراسة التنظيم الارهابى وهو ما إعترف به مدير اليوروبول او الشرطة الاوروبية روب وينرايت الذى أكد ان التنظيم يمتلك قدرات قتالية جديدة يسعى من خلالها لشن حملة هجمات واسعة على اوروبا، ويعد لهجمات تستهدف دول الاتحاد الاوروبى وتحديدا فرنسا، ولم يخف مدير الشرطة تطوير التنظيم لمهاراته القتالية، وجاءت كلمات وينرايت بمناسبة بدء إطلاق المركز الاوروبى لمكافحة الارهاب فى امستردام والتى اتفق فيها الخبراء الوطنيين المنضمين للمركز على حقيقة قدرة تنظيم الدولة الاسلامية على شن هجمات جديدة فى اوروبا. ويقع المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب في مقر "يوروبول" او الشرطة الاوروبية في لاهاي ويتكون من 40 محلل امنى وسياسى، فى محاولة لتحسين التعاون وتبادل المعلومات الامنية بين دول الاتحاد على خلفية اعتداءات باريس التى كشفت عن خلل امنى وضعف التعاون بين الدول وتحديدا بلجيكا التى تأوى اخطر البؤر الارهابية دون تبادل المعلومات لتحذير الدول المحيطة، وأضاف روب وينرايت فى تقريره ان الهجمات الارهابية تركز على اهداف ضعيفة فى المجتمع حيث تثير فزع المواطنيين المدنيين وكشفت الهجمات الاخيرة عن تطور قدرات التنظيم ونجاحه فى شن سلسلة من الهجمات المتزامنة والمنسقة بشكل احترافى مخيف، ويفضل التنظيم اختيار انتحاريين محليين يعرفون المنطقة جيدا فى احداث محلية يصعب توقعها لتصبح اكثر صعوبة على رجال الامن، وتعهد مدير الشرطة الاوروبية بتتبع 5 آلاف مواطن اوروبى تحولوا الى اشخاص متطرفين بعد مشاركتهم فى حروب داعش فى سورياوالعراق وعاد عدد كبير منهم الى اوروبا ليشكلون خطر امنى كبير. انتحارى محلى وتستمر تحذيرات وسائل الاعلام الاوروبية من المنضمين الى داعش لتكشف الصحف البريطانية عن هوية اول شاب بريطانى إنضم الى تنظيم داعش منذ سنوات، وهو جاك ليتس الذى غير اسمه الى ابراهيم متخذا لقب "أبا محمد" وسافر سرا الى سوريا فى سبتمبر 2014 وعمره وقتها 18 عاما فقط، وأخبر جاك والده المزارع المقيم فى اوكسفورد انه مسافر الى الكويت لدراسة اللغة العربية، وكشفت جريدة الديلى ميل عن مشاركة جاك فى الصفوف الامامية لأكثر المجموعات شراسة فى داعش، وحياته مع زوجته العراقية وابنه الرضيع محمد فى مدينة الفلوجة العراقية بعد تركه مدينة الرقة السروريه. تكذيب الصحف ورصدت الصحف حياة جاك الشاب الرياضى الذى درس فى مدارس اكسفورد وهو مشجع متعصب لنادى ليفربول، ووصفه زملائه بالشاب المحبوب الذى لا يتوقف عن المزاح، وكان يشرب الكحوليات ويدخن الحشيش مع اصدقائه ومهتما بالرسم الجرافيتى، وتعمل والدته ككاتبة صحفية، وكشف جاك عن هويته بعد اصداره عدة صور يحمل فيها اسلحة فى سوريا، وجذبت الثورات العربية فى 2011 اهتمام جاك الذى حرص على تعلم اللغة العربية وزيارة المسجد فى منزله باكسفورد ليعلن دخوله الاسلام، بالرغم من اعلانه الالحاد من قبل. تناقلت الصحف البريطانية تقارير متنوعة حول قصة جاك ليظهر والديه على الساحة الاعلامية من خلال تصريحات نقلتها صحيفة اندبندنت التى نفت فيها سالى والدة جاك انضمامه للتنظيمات الارهابية وأكدت ان ابنها سافر الى سوريا من أجل مساعدة اللاجئين السوريين، وصرحت بحديثها الاخير مع ابنها عبر الهاتف ليؤكد لها انه لن يحمل سلاح طوال حياته واضطر للسفر الى سوريا لمساعدة الاطفال فى مخيمات اللاجئين، وخضعت الاسرة للتحقيق عدة مرات دون العثور على دليل انضمام ابنهم للتنظيم متهمة وسائل الاعلام ببث معلومات خاطئة عن ابنها، وتأكيده انه مجرد شاب مسلم يسعى الى السلام فى العراقوسوريا، وترصد الشرطة البريطانية حالة 750 شاب بريطانى داخل التنظيم فى سورياوالعراق وقتل منهم 100 مقاتل.