عاش أكثر من جيل علي ما أنتجة الأستاذ الكبير عباس محمود العقاد من مؤلفات ضمت رؤيته في قضايا كثيرة في السياسة والأدب والاجتماع والأخلاق. لقد كان كاتباً موسوعياًقد نختلف مع بعض أفكاره ولكن يحفظ له التاريخ أنه كان يتقن ما يكتبه وله من المكانة الأدبية ما ليس لغيره من كتاب عصره خاصة عند الذين أحبوه. اتهمه البعض أنه بلا قضية فهو يكتب في مجالات عديدة واتهمه البعض الآخر أنه ينقل عن كتاب الغرب خاصة الكتاب الإنجليز. عاش الرجل من سن قلمه حياة خشنة ومهما كان الاختلاف حوله فهو يظل ظاهرة فريدة في تاريخ الأمة. استغل العقاد مناهج الغرب في التحليل النفسي فكتب العبقريات وهي تحسب له باستثناء عبقرية محمد صلي الله عليه وسلم الذي ما كان له ولا لغيره أن يكتب عن سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم علي اعتبار أنه من العباقرة !! كما جاء كتابه عن سيدنا عيسي بن مريم شديد الغموض. هذا مجرد رأي قد يكون نصيبه من الخطأ اكبر من نصيبه من الصواب. لا ينكر إلا مكابر أن عباس محمود العقاد قيمة أدبية كبري أثري وجدان الأمة بالكثير جداً من الأعمال الهامة مع اختلافنا معه في بعض ما ذهب إليه من آراء. نعم لم تكن ثقافته عربية إسلامية خالصة مثل الرفاعي أو محمود شاكر رحمها الله ولكنه كان صاحب ثقافة غلب عليها الفكر الغربي وقد قام الرجل بالرد علي افتراءات كتاب الغرب في كتابه (حقائق الإسلام وأباطيل خصومه) لسنا بصدد الدفاع عن الأستاذ الكبير عباس محمود العقاد فلا يستطيع قلم متواضع مثلي إلا أن يقف أمام عبقرية قلم مثل قلم عباس محمود العقاد مهما كان حجم الإختلاف معه في الرأي. تعلمنا في مدرسة العقاد وتعلم أكثر من جيل في مدرستة ولكن أحببنا مدرسة الرافعي وتلميذه محمود شاكر فعشنا نتدارس أدابها ولنتأمل قول محمود شاكر في أستاذه مصطفي صادق الرافعي: ".. قد صار ميراثا نتوارثه وأدبا نتدارسه وحنانا نأوي إليه" وهو أروع ما قاله تلميذ عن أستاذه .. رحمهما الله وغفر لهما. نعود إلي الأستاذ عباس العقاد في كتابه الرائع (التفكير فريضة إسلامية) وهو من أجمل ما كتب الرجل والحقيقة إننا أمة مأمورة بالقراءة ولا نقرأ ومأمورة بالتفكير ولا نفكر ومأمورة بالإتقان ولا نتقن العمل !! منتهي الانحطاط العقلي والأدهي أن ظاهرة الانحطاط العقلي مستمرة!! شعوبنا الإسلامية نادراً ما تفكر وهذه مسألة في غاية الخطورة ونادراً ما تتقن عملها أي أنها تعيش بلا منهج. تعيش علي هامش الحياة. لا أثر لنا في الواقع شعوب مستهلكة لما ينتجة الآخر لذا فهو يستعبدها ويذلها ويستنزف قوتها فنراها قعيدة. إنها قعيدة لا تفكر !! وحديثا قال المجرم (ديان) قريباً من هذا الكلام أيام هزيمة 67 والذي حولنا الكهنة إلي نكسة !! وقالت أيضا المجرمة (جولدا مائير) نفس كلام المجرم (ديان) ونحن في غفلتنا لا نزال أمة لا تفكر ولا تتقن عملها فماذا ينتظر منها إلا المزيد من السقوط في بئر الأوهام وهي بئر لا قرار لها. الإتقان فريضة منسية! قال صلي الله عليه وسلم (ليس الإيمان بالتمني ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل وإن قوما أغرتهم الأماني حتي خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم وقالوا: نحن نحسن الظن بالله لوأحسنوا الظن لأحسنوا العمل) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم من كتاب عناصر القوة للشيخ الفقية سيد سابق ص 164. مطلوب إحسان العمل الذي هوأكبر من الإتقان !! نسأل الله أن يعفو عنا ويرحمنا. والحمد الله رب العالمين.