ناقش مجموعة من الخبراء والمتخصصين آلية وكيفية الاستفادة من الابتكارات الحديثة في قطاعات المعرفة والإعلام وغيرها وذلك ضمن فعاليات اليوم الثالث والأخير من قمة المعرفة 2015 والتي نظمتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم تحت شعار "الطريق نحو الابتكار" . وحملت الجلسة الأولى ضمن اليوم الأخير من فعاليات القمة عنوان "توظيف الابتكار في الإعلام وصناعة الأفلام" وناقشت سبل نقل ونشر المعرفة بالاعتماد على التقنيات الحديثة، وشارك بها كل من نايلة الخاجة، مخرجة وكاتبة سيناريو ومنتجة إماراتية؛ وريز خان، مذيع تلفزيوني؛ وعلي مصطفى، مخرج ومنتج وصانع أفلام إماراتي؛ جورج قرداحي، إعلامي ومقدم تلفزيوني، وديفيد بينت، مدير التطوير في ناشيونال جيوغرافيك، وأدار الجلسة مهند الخطيب، مقدم الأخبار والبرامج السياسية في "سكاي نيوز عربية". وتحدث جورج قرداحي عن الفوارق والتغيرات التي شهدها عالم الإعلام من عشرات السنوات وحتى يومنا الحالي الذي أصبح يعرف بعصر الثورة الرقمية. حيث استقاد قطاع الإعلام بكافة أشكاله التقليدية وغير التقليدية من هذا التطور الهائل وأصبح كل شيء الآن عبر شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. وأكد أن التلفاز من أكثر المستفيدين من الابتكارات الحديثة رغم التنبؤات بأن عصر التلفزيون يقترب من نهايته في بداية القرن الماضي. كما استشهد قرداحي بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حكم دبي "الابتكار أو الاندثار" مشيراً إلى أن عالم التقنية والثورة الرقمية اقتحمت كافة جوانب حياتنا من أوسع الأبواب وأصبحت عنصراً أساسياً لا يمكن الاستغناء عنه. ومن جانبه استعرض ريز خان تجربته الشخصية في عالم الإعلام، وتحدث عن مسيرة الابتكار في عالم الراديو والتلفزيون وعن مختلف التقنيات والأدوات والمعدات التي تم تطويرها على مدى السنوات وخاصة من حيث التطور الهائل في تطور التقنيات المستخدمة والسعة الهائلة في إعداد المحتوى عبر اعتماد أساليب متجددة ومتطورة، ونوه إلى أهمية دعم وتعزيز الابتكار في قطاع الإعلام والموازنة بين عملية إعداد المحتوى المعرفي وسرعة نقله ونشره. كما تحدث ديفيد بينت عن مسيرة الابتكار التي انتهجتها "ناشيونال جيوغرافيك" في عالم التصوير والمرئيات والإعلام منذ تأسيسها قبل نحو 150 عاماً. ولفت إلى الدور الكبير الذي لعبته التقنيات من حيث تعزيز جودة المحتوى الإعلامي والمعرفي وسرعة نشره وإعداده بالإضافة إلى تخفيض تكلفة الإنتاج. واستعرض نجاح "ناشيونال جيوغرافيك" عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث لديها الآن عشرات الملايين من المتابعين عى صفحاتها الرسمية. وقال ديفيد أيضاً أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أداة هامة للغاية يجب توظيفها بالشكل الأمثل لنشر المحتوى وإيصاله لأكبر عدد من الناس في مختلف أنحاء العالم. وأشاد خلال حديثه بأهمية تنظيم "قمة المعرفة" كحدث سنوي هام يهدف إلى دعم ونشر المعرفة في مختلف أنحاء دول المنطقة والعالم بأكمله. وتحدثت نايلة الخاجة عن مسيرتها في عالم صناعة الأفلام والتغيرات التي شهدتها بنفسها من حيث تطور استخدام كاميرات التصوير والتقنيات المتعلقة بها، وأشارت إلى أن الثورة الرقمية التي شهدها هذا القطاع خلال السنوات الأخيرة من خلال استخدام التقنيات الحديثة مثل تقنية الطائرات بدون طيار في التصوير والإخراج السينمائي الأمر الذي أحدث نقلة نوعية في طريقة رؤيتنا للعالم الذي يحيط بنا. كما تطرقت خلال حديثها إلى الانتشار الواسع لتقنيات التصوير وإنتاج الأفلام التي تتيح لأي شخص إنتاج فيلمه الخاص والابتكار على طريقته الخاصة. وأكد علي مصطفى أنه رغم تعلمه ودراسته لصناعة الأفلام في لندن على الطريقة التقليدية، إلا أنه وجد نفسه يستخدم التقنيات الحديثة التي لم تكن موجودة قبل عشرة أعوام خلال دراسته، وقال أن الابتكار في استخدام التقنيات الجديدة لم يعد محصوراً في دولة ما أو مجال محدد بل أصبح الأمر متاحاً وبكل سهولة لمن يرغب بالابتكار وإنجاز إبداعات جديدة. وفي الجلسة الختامية من اليوم الثالث لفعاليات قمة المعرفة 2015 والتي حملت عنوان "الابتكار في ألعاب العقل"، قال جيسون سيلفا، مذيع تلفزيوني ومتخصص في ألعاب العقل، أن التغييرات التي شهدها قطاع التكنولوجيا والابتكار في عصرنا الحالي توفر إمكانيات جديدة للقيام بإنجازات تتجاوز حدود القدرة البشرية، مشيراً إلى أن علم الوراثة وتقنية النانو وتقنية الروبوتات (GNک) ستجعل العالم في السنوات المقبلة بشكل لم يسبق له مثيل ، وقال سيلفا أن الإنسانية أصبحت مزودة بأدوات جديدة من شأنها أن تساهم في خلق أشكال جديدة للتعبير والجمال. وقال سيلفا أن الطفرة الهائلة التي شهدتها علوم الوراثة والعلوم الحيوية ساهمت في تسريع مسيرة التطور والابتكار، منوهاً أن الثورة القادمة في مجال تكنولوجيا المعلومات ستكون في مجال البيولوجيا الأمر الذي سيسهم بدوره بقفزات هائلة في مجال الرعاية الصحية. وأضاف أن تكنولوجيا النانو ستجعل عالمنا المادي مصنوعاً من ذرات قابلة للبرمجة، وسيكون من الممكن لنا أن نقول أن الأبنية تخلق أنفسها. يذكر أن القمة شهدت الإعلان عن نتائج أول مؤشر عربي للمعرفة والذي أطلقته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بالتعاون مع المكتب الإنمائي للأمم المتحدة، أما المختصين والخبراء والباحثين وطلبة الجامعات الإطلاع على نتائج المؤشر التي شملت كافة الدول العربية والتعرف على أهم المخرجات والأحصاءات المتعلقة بكل دولة، وذلك من خلال زيارة بوابة المعرفة العربية، المبادرة التي أطلقها صاحب السمو حاكم دبي أثناء الجلسة الافتتاحية للقمة.