استقالة فولفغانغ نيرسباخ من رئاسة الاتحاد الألماني لكرة القدم، لن تهدأ من روع العاصفة حول ملف مونديال 2006، بل زادت من ارتداداتها، وبات بيكنباور أول من سيشعر بها، لكونها ستضعه في قلب الصورة، أمام أدلة جديدة قد تورطه. من الخطأ الاعتقاد أن الفضيحة حول منح ألمانيا شرف استضافة كأس العالم 2006، ستُطوي صفحتها باستقالة فولفغانغ نيرسباخ من منصب رئاسة الاتحاد، بل بالعكس. فعلياً، أراد نيرسباخ عبر استقالته تحمل المسؤولية السياسية عن الفضائح المعلنة والخفية، وبذلك التقليل من الضغط الذي يواجهه الاتحاد، بيته الذي عمل فيه لأكثر من 27 عاماً. غير أن لهذه الاستقالة ارتدادات، سيكون قيصر الكرة الألمانية فرانس بيكنباور، أول من سيشعر بها، لأنه وبعد انسحاب نيرسباخ من المشهد، باتت جميع الأنظار مصوبة حالياً على المهندس الفعلي للحملة، التي قادتها ألمانيا عام 2000 للحصول على حق تنظيم مونديال 2006، والمقصود هنا قيصر الكرة الألمانية فرانس بيكنباور. ولأن الرأي العام الألماني لن يهدأ إلى حين توضيح ملابسات القضية، كونه مطلباً رفعته أيضاً الأحزاب السياسية المختلفة والصحافة ومؤسسات المجتمع المدني، سارع راينر كوخ، الذي تولى برفقة راينهارد روبول نائب رئيس الاتحاد منصب نيرسباخ بشكل مؤقت، إلى مطالبة بيكنباور »بالمشاركة بشكل أكبر في محاولة لحل هذه الأزمة«. وتابع أمام عدسات القناة الألمانية الثانية «زي.دي.إف» بالقول: هذا طلب مهم من قيادة الاتحاد الألماني لكرة القدم إليه للإجابة عن هذه الأسئلة. موازاة لذلك، تواصل كرة الثلج تدحرجها، فقد تم الكشف الثلاثاء عن «مشروع عقد» يعود إلى عام 2000 يقضي بتقديم أمول لدعم اتحاد الكونكاكاف. ولم يكن الممثل عن الجهة المستفيدة شخصاً آخر سوى جاك وورنر، نائب رئيس الفيفا ورئيس اتحاد الكونكاكاف سابقاً، والموقوف على خلفية قضايا الرشاوى والابتزاز، بعد أن تحول إلى أبرز وجوه الفساد بالاتحاد الدولي لكرة القدم. تاريخ هذا العقد يعود إلى السادس من يوليو 2000 أي قبل أربعة أيام من تحديد هوية البلد المضيف لمونديال 2006. وإلى جانب بيكنباور، وقع أيضاً على مسودة العقد فيدور رادمان، ذراع بيكنباور اليمنى، والذي عُين في ما بعد عضواً في اللجنة المنظمة لمونديال 2006. ومن غير المعروف، ما إذا اتخذ العقد في ما بعد صبغة رسمية ودخل حيز التنفيذ أم لا، لكن وجود صيغة أولية لعقد يربط بين اسم القيصر بوونر في هذا التوقيت، سيكون بمثابة الشعرة، التي قسمت بعير بيكنباور، فيما مازال هو ملتزماً الصمت. ويعود آخر بيان صادر عن بيكنباور في السادس والعشرين من أكتوبر الماضي، رد فيه على اللغط الدائر حول مبلغ 6.7 ملايين يورو، الذي يخشى المحققون وإدارة الضرائب المكلفة بالتحقيقات، أن تكون قد دفعت رشاوى للفيفا مقابل تأمين الأصوات لصالح فوز ألمانيا بتنظيم المونديال. غير أن بيكنباور أصر على أنها دفعت للفيفا، في إطار إنفاق تشغيلي يتعلق بحفل افتتاح كأس العالم. وهو الحفل الذي لم يُنظم أصلاً، ليتضح في ما بعد أن هذه الأموال استخدمت لسداد قرض لرئيس شركة أديداس السابق روبرت لويس-دريفوس المتوفى عام 2009، وفق تسريبات صحيفة «دير شبيغل» الألمانية.