" pink taxi " .. فكرة من خارج الصندوق .. سبقتنا إليها دول أجنبية وعربية , لكنها المرة الأولي التي تقدم في مصر , حيث تبنت إحدي شركات السياحة تلك الفكرة الجديدة علي المجتمع المصري وترجمتها إلي مشروع قامت خلاله بشراء سيارات أجرة تقودها الفتيات على أن تقل النساء والعائلات فحسب , وقررت أن يطغى اللون " البينك " أو الزهرى على " التاكسي", وكذا ترتدى السائقات زيا يحمل اللون ذاته . اختلفت الآراء حول تلك الفكرة التى أحدثت ضجة كبيرة مابين مؤيد ومعارض . " أخبار السيارات " .. عايشت التجربة بلونها الزهري الذي يبدأ من طلاء السيارة الخارجي حتى أظافر قائدات سيارات المشروع . - تقول ريم فوزى صاحبة مشروع "بينك تاكسى" .. الحاصلة على لقب أفضل رائدة أعمال على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا من مؤسسة كلينتون العالمية : تولدت لدى فكرة " بينك تاكسى " منذ عام تقريبا , والتى جاءت نتاجا لحاجة المجتمع لإيجاد وسيلة انتقال آمنة للنساء ولاسيما فى أعقاب ثورة 25 يناير حيث تراجعت معدلات الأمن وباتت ظاهرة التحرش والعنف وجرائم الاختطاف عائقا يهدد أمن واستقرار المجتمع فى الداخل ويسئ لسمعة مصر فى الخارج ما أثر على نمو السياحة لدينا , هذا فضلا عن شعورالفتيات بعدم الأمان فى الشارع وكذا عدم شعورهن بالخصوصية والارتياح داخل سياراتهن , الأمر الذى دفعنى إلى البحث عن أفكارغير نمطية تساهم فى الحد من مشكلة البطالة لدى النساء وتوفر لهن فرص عمل , ولاسيما أن أغلب المهن تقتصر على الرجال وتفضل تشغيلهم مقارنة بالنساء , فقلت لماذا لا نقدم تجارب ومهن جديدة لم تخوضها الفتاة المصرية من قبل وفى الوقت ذاته توفر لها وللراكبة الأمان والخصوصية وتحميها من التحرش والمضايقات , وتعمل أيضا على تنشيط السياحة , من هنا فكرت فى إطلاق مشروع " بينك تاكسى" لتحقيق تلك الأهداف على أرض الواقع , لاسيما وأنه تم تطبيقه مسبقا فى دول أخرى أجنبية وعربية عدة وحقق نجاحا ملحوظا من بين تلك الدول على سبيل المثال لا الحصر فرنساوأمريكا والهند والإمارات ولبنان , آملة أن يلاقى نفس النجاح لدينا ويحقق أهدافه . - وحول ماهية الجمهور المستهدف من ذلك المشروع , أوضحت أن كل مشروع وله جمهوره المستهدف وهى بالطبع لن تستهدف من خلال مشروعها " بينك تاكسى ال " 22 مليون مواطن القاطنين بالقاهرة لكنها تستهدف طبقة اجتماعية بعينها من الفتيات والسيدات اللاتى يستخدمن " التاكسى" أو السيارة الأجرة ويرفضن أو يخشين أن يركبن مع سائق رجل , كما تستهدف أيضا الأسر حيث يقل " بينك تاكسى " النساء والعائلات معا ، ولن يقل الرجال بمفردهم كما سيقل العائلات العربية والأجنبية القادمة لمصر بهدف دعم السياحة وإعادة تنشيطها مجددا , وقد انطلق المشروع مؤخرا فى شوارع القاهرة ، وتحديدا فى أحياء 6 أكتوبر والشيخ زايد والتجمع والرحاب ومصر الجديدة ومدينة نصر والمعادى والمهندسين والزمالك والعجوزة والدقى , لافتة إلى أنها تعمدت تقديم ذلك المشروع فى تلك الأحياء لكونها لديها القدرة على تقبل فكرة إقدام المرأة على العمل كسائقة سيارة أجرة , على النقيض تماما من الأحياء الأخرى التى لن تتقبل الفكرة بسهولة ما يجنب السائقات التعرض لمضايقات أو أخطار هن فى غنى عنها , وتمتد ساعات العمل يوميا من الساعة السابعة 7 صباحا حيث يتم تسليم السيارة لقائدتها وتنتهى فى العاشرة مساء حيث يتم تسليمها للشركة فى الحادية عشر مساء , ويبلغ الحد الأدنى للأجرة نحو 30 جنيها , ولفتت إلى حرص الشركة على عدم عمل السائقات فى أوقات متأخرة من الليل بمناطق تهدد أمنهم حفاظا على حياتهم وعملائهم , وقد قامت الشركة بعمل وثيقة تأمين على السائقات والركاب على حد سواء لتأمين سلامتهم من تعرضهم لأى أخطار كوقوع الحوادث . - وبسؤالها عن كيفية استهدافها لتلك الطبقات الراقية فى الوقت التى تمتلك فيه أصحابها سيارات تغنيها عن استقلال التاكسى , أجابت قائلة : الشركة لا تجبر أحدا على التعامل معها واستقلال سياراتها وكل فتاة أو سيدة لها مطلق الحرية فى أن تستقل " بينك تاكسى " أم لا , ثم أن هناك نماذج من تلك الطبقات تستقل التاكسى فى أحيان كثيرة , من بينها على سبيل المثال لا الحصر نجد أن الرجل الشرقى غيور بطبعه وتحديدا على أسرته وذويه , ونجده فى حال انشغاله فى عمله يفضل على الفور أن تستقل زوجته أو ابنته تاكسى تقوده فتاة عن استقلالهن تاكسى يقوده رجل فاطمئنانه على أسرته سيزيد مع الفتاة أكثر من الرجل بمراحل , والأمثلة متعددة على أن امتلاك تلك الفئات سواء من النساء أو أسرهن لسيارات خاصة لن يحول دون استقلالهن التاكسى لأى سبب أو ظروف ما قد تطرأ بصورة مفاجئة . - وبشأن كيفية إختيار الفتيات ونوعية التدريب والتأهيل الذى خضعت له قبيل قيادة " بينك تاكسى " أضافت : أن شركتها القائمة على المشروع قامت بوضع شروط بناء عليها تم اختيار الفتيات أهمها ضرورة إجادتها القيادة وأن تكون حاصلة على مؤهل عال وتجيد لغة أجنبية تسهل لها التعامل مع الراكبات الأجنبيات وأن تتراوح أعمارهن ما بين 25 – 45 عاما , بعدها بدأت مرحلة التدريب والتأهيل حيث تلقت السائقات تدريبات مكثفة استغرقت نحو شهرين ونصف الشهر تم خلالها إلتحاقهن بمعهد القيادة الآمنة لتدريبهن على كيفية مواجهة المواقف الصعبة والتكيف معها كالقيادة فى ظل ظروف سيئة كهطول الأمطار والطرق الوعرة والمنحنيات, والإلمام التام بقوانين المرور وكيفية الالتزام بها , فضلا عن منحهن تأهيلا سلوكيا يمكنهن من كيفية التعامل مع العملاء ومن بينهم الأجنبيات والأطفال , بالإضافة إلى القدرة على الدفاع عن النفس وكذا التكيف مع أى مشكلات أومضايقات قد تتعرض لها الفتاة أثناء القيادة , كما تم تدريبهن على ضرورة تمتعهن بالثبات الانفعالى لمواجهة أى مخاطر أو مفاجآت قد تحدث , بالإضافة إلى تعليمهن مبادئ الإسعافات الأولية للحفاظ على حياتهن ومن معهن من الراكبات وتوفير الأمن اللازم لحمايتهن من التعرض للمخاطر, والأهم من ذلك كله أنه قد تم إلحاقهن بدورة تدريبية خاصة بصيانة السيارات للتعرف على كيفية التعامل مع الأعطال البسيطة بالسيارة وكيفية مواجهتها على الطريق كتعلم طريقة الكشف على الزيت والمياه وفيوز الكهرباء فى حالة حدوث عطل ما أو توقف بالسيارة وكذا كيفية تغيير إطار السيارة فى حالة حدوث عيب أو تلف ما مفاجئ به , والآن لديهن جميعا دراية بأساسيات الصيانة وكيفية التعامل مع أعطال السيارة , مشيرة إلى أن شركتها لديها مركز صيانة بوسط المدينة وتنتشر فروعه بمصر الجديدة و6 أكتوبر لخدمة وصيانة سيارات السائقات فى حال تعرضها لمشكلات أو أعطال تعجز عن تداركها أو إصلاحها فى حينها . - استطردت قائلة : قمت بشراء سيارات حديثة وطلائها باللون " البينك " لكونه مميزا وأنسب لتاكسى تقوده الفتيات ويقل النساء والعائلات وكذا زى السائقات بنفس اللون حتى طلاء أظافرهن يحمل اللون ذاته كما قمت بوضع اللوجو الخاص بالمشروع على السيارات ليبدأ بنحو 20 سيارة أجرة مجهزة ومرخصة طراز 2015 وأخرى قادمة فى الطريق طراز 2016 ولكننا نهدف إلى وصولهم إلى نحو 50 سيارة كما بلغ عدد الفتيات السائقات نحو 50 فتاة حتى الآن تم استخراج رخص مهنية لهن على أن يصلوا إلى 150 فتاة فيما بعد , وأشارت إلى تمتع تلك السيارات بتوافر وسائل الراحة والأمان والرفاهية لقائدتها وركابها حيث تأتى مزودة بنظام التتبع " جى بى إس" لمراقبة السيارة فى جميع أحوالها ولتأمين قائدة السيارة والعميل معا وكذا تم تزويدها بكاميرات مراقبة وأجهزة استغاثة بالشركة تمكنهم من الوصول إليها فى حال تعرضها لأى أخطار ومزودة أيضا بفرامل " ايه بى إس "الأكثر أمانا وناقل حركة أوتوماتيك لتوفير الراحة لقائدة التاكسى هذا فضلا عن قيام الشركة بإجراء صيانة دورية وشاملة للحفاظ على السيارات وللإطمئنان على حياة وسلامة وأمان السائقات وركابها , مضيفة أنها قامت بسداد الضرائب والتأمينات والتراخيص اللازمة لتلك السيارات الأجرة . - وفيما يتعلق بالآلية الخاصة باستدعاء التاكسى للاستفادة من الخدمة , أكدت أن الخدمة ستعمل من خلال أنظمة إلكترونية تتيح للعميل الدخول على الإنترنت عبر الموقع الإلكترونى المخصص من قبل الشركة على أن يقوم بإرسال بياناته كصورة الرقم القومى أو صورة جواز السفر , أو الاتصال " بالكول سنتر " مركز الاتصال الخاص بالشركة لإستيفاء البيانات المطلوبة بعدها يتم تخصيص أقرب سيارة أجرة لمكان العميل وتوجه إليه على الفور , لافتة إلى أنه سيتم إنشاء تطبيق جديد خاص بالشركة على " سمارت فون " أو الهاتف الذكى فى غضون شهرين على أقصى تقدير يمكن الراكبة من اختيار أقرب سيارة للمكان المراد وصولها إليه , ويتم الدفع نقديا الآن حتى يتم العمل بالتطبيق الجديد الذى يمكن العميل من دفع قيمة أو ثمن الأجرة إلكترونيا من خلال " الفيزا كارد " . - وتمنت ريم فوزى أن يلاقى " بينك تاكسى " النجاح على غرار نجاحه فى الخارج وبعض الدول العربية ولاسيما أنها قامت بعمل دراسة جدوى للمشروع لتوضيح مدى نجاحه من عدمه ومدى تقبل المجتمع له أم لا , وهى على ثقة تامة من نجاحه بالرغم من الاعتراضات التى واجهته قبل انطلاقه لكون المجتمع المصرى مجتمعا ذكوريا ، يصعب فيه تقبل فكرة وجود قائدة تاكسى امرأة , وترى أن محاربة ورفض المشروع من بدايته يعد أمرا متعارفا عليه ، فكل ما هو جديد يتم محاربته ولكن فى النهاية القافلة تسير, مؤكدة أنها لاتلتفت لمثل هذه الاعتراضات والمهاترات حتى لا تعوقها عن مسيرة عملها وإنجازه على الوجه الأكمل , لافتة إلى أن الفكرة لم تسلم أيضا من توجيه الانتقادات العنيفة والهجوم من قبل بعض الحقوقيين عليها حيث يرون على حد وصفهم أنها تعزز فكرة عزل النساء عن المجتمع والمشاركة المجتمعية جنبا إلى جنب الرجل , كما يرونها أيضا تمثل عودة لعصر الحريم على حد وصفهم , لكن كل ذلك ليس له أى أساس من الصحة ولا يمت للواقع بأى صلة و ما هو إلا مجرد "شو" إعلامى أو "فرقعة" إعلامية الهدف منها تحقيق الشهرة وتسليط الأضواء عليهم فحسب , وتساءلت فى استنكار: لماذا لم يطلقون مثل تلك التصريحات على العربات المخصصة للسيدات فى مترو الأنفاق ؟! ولماذا لم يهاجموا المشروع ذاته وهو تاكسى السيدات الذى تم تطبيقه فى أمريكا وأوروبا وبعض الدول العربية محققا نجاحا ملموسا لديهم ؟! , مشددة على أنها أقدمت على هذا المشروع بهدف الحفاظ على خصوصية المرأة والحد من حوادث خطف النساء والتحرش بهن وليس من أجل عزلها عن المجتمع وعدم مشاركتها فيه , لافتة إلى أن تلك الحوادث تسئ للمجتمعات العربية بوجه عام وليس للمجتمع المصرى فحسب .