يقولون انها بلد حققت معجزة اقتصادية مزهلة وخلال اقل من نصف قرن تحولت من اكثر بلاد العالم فقرا وفسادا الي اغنى دول العالم واكثرها شفافية كل هذا ممكن لكن ان تكون دولة بلاجريمة خالية من التحرش ومعدل الفساد بها صفرى والمخدرات لاوجود لها فكان امرا دفع اخبار الحوداث للبحث فى تلك التجرية الغريبة لدولة عجيبة حققت المستحيل بالعدالة والقانون حتى الاموات يرفضون ان تنال الشائعات منهم فهى بلد حريص على عدم حفظ اى قضايا لوفاة المتهم خاصة فى قضايا الفساد لانهم يرون ان الدولة يجب ان تحصل على حقها والميت يجب فعل كل شيئ ربما يحفظ له سمعته فى رحلة البحث عن لماذا سنغافورة بلا جريمة كانت هناك عدة مشاهد غريبة ومثيرة رصدناها فى رحلة امتدت 5 أيام الى بلد العجائب وهى المشهد الاول كان مع اللحظة الاولى للوصول الى بلاد العجائب ومن اولى بواباتها عبر مطارها الدولى الاهم فى اسيا واكبر مطارات العالم ورغم بساطته الا انه كان شديد الرقى ورغم امتداد مساحته الا ان نظامه الامنى والتكنولوجيا يجعلك تسير فيه بسهولة نظام مراقبة نارى ومحكم للغاية لضبط المهربين واجهاض اى محاولة لزعزعة الامن بالجزيرة ورغم الاجراءات المعقدة الا ان الزائر لايمل ولا يصيبه القلق لحسن الاستقبال والابتسامه التى لاتفارق شفاه كل العاملين بالمطار وكان الابتسامه هى كل تعاليمهم الدينيه والحياتية تخرج من المطار وقد تسلل احساس بالراحة الى قلبك اما المشهد الثانى فكان مع "ساو "سائق التاكسى الذى يصاحبك من امام بوابات المطار وحتى نهاية وجهتك حقيقية نظافة واناقة السائق وفخامة السياره تحتاج الى وصف لكن الاهم كان امانة السائق التى كانت مفاجأة كبرى حين قال يمكنك ان تستقل التاكسى الاصفر بدلا من الازرق وعندما سألته لماذا قال لانه اقل ب10دولارات عن التاكسى الذى اقوده وامام امانته كانت الرحلة معه وكانت اسعد رحلاتى خارج مصر وربما داخلها مع سائق تاكسى تجاوز الزمان وعشقه الى بلاده جعله مرشدا سياحيا لبلاده راح يصف جمال بلاده ومزاراتها السياحية ويتغنى بالامان الذى تعيشه ويهيم عشقا فى ابرز مميزات اهلها وكانه يتغزل فى فتاه جميله سالته عن ابرز السلبيات والعيوب فى بلاده فكان رده الحاسم بلادى بلا عيوب او سلبيات بلادى مثل بنت بكر خجوله قالها ونحن نقف امام الفندق حيث كنا قد وصلنا فقلت ليتنا كلنا ساو المشهد الثالث امام فندق يعانق السحاب من ارتفاعه الشاهق وهى ثمة عقارات سنغافوره الورود تزين المكان والجمال سمة كل شيئ لكن حفاوة وذكاء ادارة الفندق تفوق جمال المكان كل شيئ متاح ليس بمنطق الزبون على حق ولكن بمنطق وطنى وحب لبلادهم اكثر من اى شيئ ولان غالبيتهم بلاديانه فجعلوا من حب بلادهم عقيدة هناك علموا بوجود مصريين وعرب فجعلوا من الفندق وكانه استراحة عربية وامروا الطهاه باعداد اكلات عربية لان العرب قليلى الزيارات الى هناك فيريدون ان يقدموا افضل صورة لبلادهم وكانت هناك لافتة لم اراها فى فندق فى العالم على الاطلاق تكشف ان العدالة تحققت فى تلك البلاد فكان الامان وكانت لافتة تقول "لاتقلقو الفندق مسئول عن متعلقاتكم الشخصية" المشهد الرابع كان فى شوارع المدينة والجزيرة الدولة وكانت سلسلة من المفاجأت شوارع بلازحام رغم ان سنغافوره اكثر بلاد العالم كثافة سكانية مساحتها 700كيلو ويسكنها 5ملايين ولايوجد مدخنين بالشارع ووضعت لهم الحكومة اماكن خاصة للتدخين بعيدا عن التجمعات والمخالفة بعقوبة قاسية لم نجد ضابط شرطة او عسكرى لاتوجد مضايقات او خناقات فى الطرقات والشوارع والفتيات يرتدون ملابس شديدة التحرر وفى المقابل اختفى المتحرشين وكانهم فى تلك البلاد باتوا مثل الدينصورات انقرضوا فما هى حكاية تلك البلاد التى تحولت الى لغزا محيرا واين شرطة سنغافوره اسئلة وجهتها اخبار الحوادث الى السفيرة فاطمة جلال سفيرة مصر فى سنغافورة فقالت سنغافوره هى امن بلاد العالم لانها بلد وضعت قانون صارم لكنه يطبق على الجميع بدون استثناء لافرق بين وزير وغفير الجميع امام القانون متشابهين ودون تمييز فتحققت العدالة كل شيئ مراقب بكاميرات تغطى كل ارجاؤء الدولة من اقصاها الى ادناها الشوارع مثل كتاب مفتوح والجميع يعلم ذلك فالتزموا مرغمين ثم صار الالتزام جذء من مكونات حياتهم وعن المرور تقول ان المواصلات العامة نظيفة للغاية يركبها الوزير ورجل الاعمال والدولة تلزم صاحب السيارة بدفع 98الف دولار رسوم ملكية للسيارة تجدد كل 10 سنوات وترخص سيارات لاتسير الا ايام العطلات فقط لذلك فلا زحام فضلا عن ان التاكسى لايسير فى الشارع بحثا عن راكب وانما اما به راكب او متجه لراكب طلبه عن طريق "ال ثرى جى بى" هذا بخلاف التزام المشاه باتباع اشارات المرور لذلك ومع الالتزام لاتشاهد رجل الشرطة الا وقت الازمات وهى قليلة لذلك مرت 5 ايام فى سنغافوره ولم ارى شرطى ولان كل شيئ هناك غريب صحيح جميل راحت الوزيرة تكشف كيف ان سنغافوره بلد بلا تحرش رغم الملابس المثيرة للفتيات وقالت ان السر فى العهقوبة وهى 10جلدات للمتحرش لاياخذها مرة واحدة بل يتم جلده المرة الاولى وتكاد تكسر ضلوعه فيذهب للعلاج وبعد شفاءه يعود لضربه الثانية ثم يتم علاجه ويستمر الوضع حتى 10جلدات بالاضافه الى نشر اسمه وتجريسه فى صحيفة متخصصة لذلك يفكر الف مرة قبلمجرد التفكير فى التحرش وتقول السفيره سنغافوره ليست بلا تحرش فقط بل ايضا بلامخدرات ايضا فسالناها كيف قالت لان العقوبة وحيدة وتنفذ دون تاخير حيث يعاقب من يحمل المخدرات حتى ولو لغرض شخصى بالاعدام كعقوبة وحيدة وخلال اقل من سنه لذلك سنغافوره بلا مخدرات ولاتتعجب ففى سنغافوره حتى اللبان ممنوع ومن يتم ضبطه يتم تغريمه ب250 دولار فورا سالنا الوزيرة عن السبب فكشفت ان لهم فلسفة فى ذلك حيث انهم يعتبرون اللبان معطلا للعمل والقاءه بالشارع يؤدى الى خسائر فى الطرقات عند ازالته فصار اللبان مثل المخدرات من المحرمات فى تلك الدولة العجيبة والتى حققت معجزة اقتصادية واخلاقية بامرين فقط هما القانون والعدالة