المافيا في العالم تحكم من خلف أبواب مغلقة، لاتترك شيئاً إلا وتمتص دماءه، إبتداء من لقمة العيش وحتي السلاح الذي يقتلون به الناس ويقسمون الأرض ويفتكون بأي شيء من أجل مصلحتهم.. هذا هو ما تجلي لدي قاريء الصورة الواضحة لما يحدث علي الأراضي العربية. هل تصدق عزيزي القاريء.. أن كل هذا يحدث في غفلة من وعي معظم الناس في الأرض.. نعم يحدث حتي في كرة القدم.. كرة القدم التي كانت يوماً غذاء وعشاء وفطور شعوب غلبانة ونحن منهم.. طبعاً عائلات المافيا الكبري ولدت عائلات صغيرة منتشرة في كل بقاع المعمورة.. عاوز تاكل كورة أو غيرها يبقي لازم تدفع.. ولما تدفع كل الحصيلة تذهب لجيوب هؤلاء البلطجية والذيول الذين يعملون في ركابهم. زمان.. وزمان قوي لما كنت صغيراً، كانت كورة القدم ببلاش، الناس بتلعب في الشوارع، والعيال بتلعب في الحواري، وأبناء الفلاحين بيلعبوا في "الجرن" والجرن لمن لايعرفه هو ساحة الدرس الذي لايستغل إلا في موسم الحصاد.. اما اليوم فلا شيء من هذا.. زمان كانت مباريات الدوري بتتلعب يوم الجمعة.. كل الناس تتفرج وتنبسط ثم تنام لتبدأ يوم السبت العمل الأسبوعي بجد ونشاط. اليوم كل هذه المظاهر "انمحت" لاكورة في الشوارع، ولامباريات محترمة في التليفزيون.. ولا احترام لوقت الناس ولا قدسية لتوقيت يحترم متعة اسرية أو نوماً ضرورياً لإنسان طبيعي.. تماماً كل شيء كالصناعة.. شركات بث تليفزيوني حصرية.. وحجب الرؤية عن الفقراء الي آخر المنظومة الكئيبة التي نعرفها ولانقول حيالها شيئاً. تحولت الرياضة والكورة بقدرة قادر إلي احتراف وإلي قنوات حصرية واللي معاه يدفع يلزمه ، واللي "ممعاهوش" مايلزموش. هل تصدقون ان الفقراء في الأرجنتين بلد مارادونا بدأوا يثورونا علي هذا الشيطان اللي اسمه المافيا.. رئيستهم وهي واحدة ست جميلة قررت إذاعة كل المباريات علي كل قنوات التليفزيون.. ببلاش.. بل والأكثر شجعت البنات و"بجد" علي لعب الكورة.. فالعملية في رأيها لايجب أن تكون حكراً علي أحد.. وفي رأيي انا شخصياً ان المافيا سيأتي لها يوم وتأكل نفسها.. عقبال عندنا وفي كل المجالات.