يطلق علي نفسه لقب " روبين هود " الإسكندرية، قد تحتار في أمره حين تستمع إليه وتعرف قصته، وماهي الأسباب التي دفعته ليمارس الدجل ، يطرق بابه علية القوم من الأثرياء والساسة والمحامين والطامعين طالبي العون وتسخير الجان لتحقيق أغراضهم التي تفضح جهلهم بالرغم من مستواهم الفكري ، الامر الذي يؤكد مدي ترسخ افكار الخرافة حتي لدي هؤلاء ! في السطور التالية يروي " الدجال قناص الأثرياء " حكايته ويكشف سر توبته، ولماذا فقد زوجته وأولاده؟! بلغ مراده وفاز بالرهان امام نفسه بالانتصار على الأصحاء، بل الأويا وذوي السطوة و النفوذ؛ برغم عجزه، لكنه قرر ان يتوقف عن ممارسة اعمال الدجل والشعوذة بشكل نهائي، ويتخلي عن كل الاموال التي جناها بذكائه وجهل مريديه في الاستعانه به لتوليد الأموال بوهم الزئبق الأحمر، او تسخير الجان لإنجاز رغباتهم او انهاء مشاكلهم والقضاء علي اسباب تعاستهم ، قرر التخلي عن سيارته الفارهة والالتفات الي زوجته وابنائه الصغار وتطلعه الي تنشئتهم من مصدر رزق حلال وظل طوال الفتره من 2007 علي الطريق المستقيم الا ان ماضيه ظل يلاحقه حتى عام 2010 وانتهي بسجنه 4 سنوات خلف القضبان! أبواب مغلقة اسماعيل محمود .. الدجال التائب او قناص الأثرياء من الإسكندرية عمره 41 عامًا ، أنهي مشواره التعليمي عند الشهادة الاعدادية، وبدأ مشواره في عالم الدجل والشعوذة في اوائل التسعينات بالاسكندريه لمدة 15 عامًا التي تحول فيها من حال الي حال ، من حالة العوز الي الثراء وامتلاك السيارات الفارهة، ومن شاب بلا اسرة الي رجل يتحمل مسؤلية اسرة مكونه من زوجه وثلاثة من الأبناء ، إعاقته الجسدية بسبب مرض شلل الاطفال في صغره لم تقف حائلا امامه عندما ضاقت به السبل ولم يستطع الحصول علي وظيفه او مصدر رزق يكفل له العيش بشرف وكرامه، بل لم تكن عائقا امامه في سن الثامنه عشرة ويتفوق رياضيًا في لعبة تنس الطوله ويحرز المركز الأول علي مستوي القارة الإفريقية ويقتنص الميدالية الذهبية فردي والبرونزية في الثنائي ، وأحرز في الداخل عددًا من البطولات علي مستوي الجمهورية، ورغم هذا المشوار لم يحظ بالتكريم والرعاية اللائقين بالأبطال الرياضيين أمثاله من الموهبين ، وبدأت الحياة تقحمه بمتاعبها من جانب بينما يتقدم به العمر في مساره الحتمي وهو لايملك ما يمكنه من تأسيس حياته الشخصية وبناء كيان عائلي خاص به يشاركه أعباء الحياة. لعبة الإقناع بعد ان بلغ منه السعي مابلغ بلا طائل وأغلق العالم ابوابه في وجهه مانعا اياه في تحقيق ذاته والاعتماد علي نفسه ، قرر " اسماعيل " ان يلجأ لطريق الدجل والشعوذة هذا العالم الغامض الذي يجهله الناس بسبب انتشار الافكار والمورثات التي تسيطر بطبعها علي غالبيه كبيرة من الناس في المجتمع المصري ، وهو الامر الذي سيضمن له المال وسيمنحه السلطة علي ضعاف النفوس . كانت البدايه علي الرغم من صعوبتها ايسر ما في الامر ، واعتمد فيها اسماعيل علي لعبة الاقناع واتقان الحيل وابهار من هم حوله بحركات خادعة اتقنها علي مر الايام بعد جهد من التدرب عليها ، حتي ظن الناس ومن ومحيطوه بانه ساحر وعلي اتصال بالعلم السفلي وملوكه من الجان ، وبدا للبعض الاخر خارق القدرات ، ومن هنا بدائت اللعبه التي كانت بهدف تحقيق تطلعاته الماديه ومن جانب اخر تحدي لنفسه واقناعها بقدرته علي السخرية من الاصحاء ، واثباته لهم ان الاعاقة الاقوي هي تلك التي تصيب الايمان قبل ان تصيب الجسد . قنص الأثرياء وكما يقول، لم يكن هدف اسماعيل هو سلب الفقراء ضعاف الحيلة ما لديهم مقابل وهم احلام واهيه ، كان قد حدد هدفه مسبقا بانه لن يكبدهم فوق قدرتهم ، او يضيف الي متاعبهم المزيد وبدأ يمارس لعبته مع شركائه من هواة الاحلام الزائفه ومعتقدي الدجل ، ومع سريان الأموال بين يديه بدأ يتقمص شخصية " روبين هود " ويعطي الفقراء ما تحصل عليه من الاغنياء ، ويساعد البعض الآخر في إقامة المشاريع الصغيرة او تامين مصدر رزق لهم ، كان حريصا في التعامل مع هواة الاوهام الزائفه في ممارسة الدجل لاعتقادهم فيه وتسابقهم اليه لطلب عونه وعون الجان او توليد الاموال عن طريق الزئبق وتسخير جان لإحضار الأموال المولدة من بنك في سويسرا وفي هذه الحيله تحديدا لجأ اسماعيل الي تأمين نفسه فهو لن يولد مالا بل سيأخذ المال نفسه وبعدها لاشيئ فقد سبق وسجل اللقاء الذي دار بينه وبين صاحب المال كاملا فلا يجرؤ علي ملاحقته . إسماعيل وشركاه ويصف اسماعيل هواة توليد الاموال والذي يحدده بمبلغ نصف مليون جنيه ، بانهم شركاؤه فهم يعلمون اني سأقوم بتسخير جن يقوم بسرقة الأموال المولدة من بنوك أجنبية وكان اشهر شركاؤه صاحب سلسلة صيدليات شهيرة واخر قيادي بحزب ديني والذي كان معه موقفا طريفا اذ تشبث الرجل بدفع 400 الف جنيه فقط وبعد ان تحصل عليها اسماعيل وغاب لفترة من الوقت عاد اليه مره ثانيه واقنعة بضرورة إكمال المبلغ نص مليون لاتمام العمليه ونجح في التحصل علي 100 الف جنيه وبعدها اختفي ، علي الجانب الآخر لجأ إليه سياسي شهير وابن عم رئيس سابق؛ طالبا منه العون في المجال السياسي! ويؤكد اسماعيل انه نجح في تنفيذ رغبات زبائنه ولكن ليس بفعل الدجل ولا السحر ولا الجان ، انما عن طريق الصدفة وحدها ، وكل من تعاملت معهم فاسدون ومع ذلك لم يجرؤ أحدهم علي تحرير محضر واحد ضدي بتهمة ممارسة الدجل وعندما تمكن احدهم من الايقاع بي وإجباري علي توقيع شيكات وحرك احدها تم التحقيق معي ونفيت صفتي في خيانة الامانه واعترفت للمحقق بأنني تحصلت علي المال عن طريق رغبته في توليده عن طريق الدجل الا انه لم يعترف بذلك وتم حفظ القضية إلا انه استخدم احد الشيكات عن طريق اخرين وحكم ضدي بالسجن اربع سنوات وهددوا زوجتي بي لتقيم دعوي الخلع والطلاق مني تُبت ولكن! ويتابع اسماعيل بعد ان خرجت من السجن تمكنت من إعادتها الا انها طلبت الطلاق مرة ثانية بعدما خرجت في حلقة تليفزيونية مسجلة مع الاعلامي عمرو الليثي، والتي اعقبتها تهديدات كثيرة بالنيل مني وسجني مرة اخري خوفا علي مستقبل ابنائي بعدما اعترفت بكل ما ارتكبته علي الملأ، فقد لفظت الماضي بكل ما فيه وبكل ماجنيته من اجل ابنائي، وآثرت تنفيذ رغبتها حفاظا عليهم ولكني الآن مهدد وبدون عمل ولا ولن أعود الي ماسبق كما لايمكن للمجتمع ان يعاقب اولادي علي ذنب لم يرتكبوه ، كل ما أطلبه وما طلبته من بعد توبتي هو توفير مصدر رزق ، والاهتمام بمن هم مثلي من المعاقين حتي لا يلجأ احد الي طريق يعتبر خروج علي شرعية المجتمع لان المجتمع رفضه ولفظه بسبب اعاقته التي لا سبب له فيها في حين كان يريد ان يعمل بشرف ويخدم بلده بامانه في المجال المناسب له ، واختتم اسماعيل كلامه علي ضرورة تفعيل وتطبيق الدستور فيما يتعلق بالمعاقين علي ارض الواقع ورسالتي الاخيرة للرئيس السيسي الذي اعتذر للمعاقين بسبب الاهمال الذي تعرضوا اليه فيما مضي