لا أعتقد ان هناك مصرياً أو عاقلاً أو مثقفا يقبل الوضع الحالي لآثار الفراعنة العظام .. ولا أتصور أيضا ان هيئة اليونيسكو وأي منظمة دولية معنية بالحضارات الانسانية يمكن ان تتهاون في مواجهة الاخطار التي تتهدد أعظم آثار الدنيا .. فهي بالفعل كنوز الارض، وهي مناجم الذهب التي يمكن ان يتدفق منها الخير علي محافظات مصر من جنوبها الي شمالها .. ويجري مع مجري النهر الخالد بالافكار والمشروعات والوظائف لشباب مصرنا الحبيبة .. لقد اهملت الدولة هذه الكنوز المنتشرة في ربوع ومحافظات مصر.. ولم تتعامل معها إلا بنظرة عتيقة إلي المقابر والتماثيل والمعابد .. وحتي هذه النظرة يشوبها شيء من الاستهتار الذي يبدو واضحا في غياب التأمين والتحصين لهذه الكنوز في الاقصر واسوان، واخميم، والبداري، وتل العمارنة، وسقارة، وميت رهينة.. و ... وهذا بخلاف الكنوز الاخري سواء كانت اسلامية او قبطية .. ولا يوجد عمل يتفوق علي مشروع إحياء هذه الكنوز وتسويقها للعالم اجمع .. وليس من المعقول ان تظل نفس الافكار والادوات العتيقة مثل الصوت والضوء الذي تم تدشينه من عدة عقود بأصوات فنانين مصريين واجانب بعضهم رحل الي جوار ربه والبعض الاخر ينازع الان توابع شيخوخته.. والاكثر من ذلك فان برامج الزيارات والتجول داخل وحول هذه الكنوز تتم سيرا علي الاقدام، وبمعاناة شديدة.. ولذلك فان الذي يقدم علي مثل هذه الزيارات هو المضطر او الباحث عن الثقافة والمعرفة فقط.. يا سادة لقد تغيرت ثقافة وتوجهات السائحين .. واصبحت السياحة الترفيهية تتصدر كل برامج السياحة في العالم .. وهذه هي المعادلة الصعبة في كيفية مزج الترفيه والاستجمام الي البرامج الثقافية والمعرفية في جولات السائحين الي كنوز مصرنا الحبيبة .. يجب ان تتغير العقلية العتيقة في وزارة الثقافة ، ويجب ان تتطور الافكار في وزارة السياحة .. وهذا هو اهم مشروع يجب ان تتبناه الدولة .. إذا ارادت أن تسترد مفهوم الدولة ..