ليست حصة تاريخ ولكنها حكاية يجب أن تُحكي يهوذا الإسخريوطي، هو واحد من تلاميذ السيد المسيح الاثني عشر ويسمي أيضًا بيهوذا سمعان الإسخريوطي بحسب ما ذكرته الأناجيل، يهوذا هذا هو التلميذ الذي خان يسوع وسلمه لليهود مقابل ثلاثين قطعة فضة وبعد ذلك ندم علي فعلته ورد المال لليهود وذهب وقتل نفسه! ولأن الخيانة بالخيانة تُذكر، فإن من يطالع تاريخ الاخوان يكتشف أنه نسخة بالكربون مما فعله يهوذا مع السيد المسيح، ولا فرق هنا بين اخوان حسن البنا في التاريخ القديم عند نشأة هذه الجماعة واخوان مرسي في العصر الحديث؛ حتى فيما بينهم كان الغدر حاضرًا، ودون اجتهاد منا أو تفسيرات تُزيل من أعيننا غشاوة التناقضات التي رأيناها خلال عام حكمونا فيه ؛ كانت مصر هي أقرب الي حكم طالبان فبدت صورة البلاد وكأنها ذاهبة الي الحاكمية الأصولية، والفارق الجوهري بين " يهوذا الاسخريوطي" و بين يهوذا الإخواني، ربما يهوذا الإسخريوطي تطهر من خطيئته حين ندم على فعلته عندما سلم السيد المسيح لليهود فلم يتردد هذا الخائن في قتل نفسه، ولكن هؤلاء لم يتطهروا بعد من خطاياهم ولا يرغبون! وليس هذا مستغربًا من جماعة تربي كوادرها على الغدر والخسة حتى صار هذا السلوك العدواني من أيدولوجيات وأدبيات جماعة تلطخت أياديها بالدماء من جيل الي جيل، صمودهم وصلابتهم وعنفهم استمدوه من البيعة التي أقسموا عليها بين يدي زعيمهم في الإرهاب داخل حجرة مظلمة! وهذه ثلاثة نماذج تدلل على غدر هذه الجماعة؛ الأول مر عليه سبعة عقود بالتحديد عام 1948 حين ارتكب أحد قادة التنظيم السري وهو عبد الحميد حسن جريمة قتل النقراشي باشا؛ وظل القاتل صامدًا أمام جهة التحقيق ينكر صلته بالجريمة قبل أن يعلم ببيان المرشد حسن البنا حين وقعه بعنوان: " بيان للناس " يستنكر فيه أعمال رجاله ورفاق طريقه ويدمغها بالإرهاب والخروج على تعاليم الإسلام؛ فينهار عبد الحميد حسن معترفًا بقتله النقراشي رئيس وزراء مصر وقتها؛ والمفارقة وتأكيدًا للغدر الذي صار عقيدة يؤمنون بها أنه بعد يومين من صدور " بيان للناس " تم القبض علي أحد قادة الجهاز السري وهو يحاول نسف محكمة استئناف القاهرة، فيضطر البنا الي كتابة بيان آخر يتبرأ فيه من القائمين بهذا الفعل ويصفهم بأنهم ليسوا من الاخوان ولا من المسلمين بل زاد فيه قائلا: " وإني لأعلن أنني منذ اليوم سأعتبر أي حادث من هذه الحوادث التي يرتكبها الاخوان موجهًا الي شخصي مقدمًا نفسي للعدالة طالبًا من جهات الاختصاص تجريدي من جنسيتي المصرية "! أما النموذج الثاني والثالث من أيام مرسي وهما يجسدان نازية تناطح نازية هتلر في زمانها ولكن على الطريقة الاخوانية؛ المشهد الأول عندما احتفل الرئيس الإرهابي المخلوع بنصر أكتوبر فدعا قتلة السادات وامتنع عن دعوة ابطال أكتوبر وهو خطأ بل خطيئة مقصودة الهدف منها عدم اعترافه واعتراف جماعته بحرب العاشر من رمضان وهي الحرب التي غيرت الخريطة السياسية للشرق الأوسط وأظهرت الدور الذي يلعبه الابطال تحت قيادة أقسمت على رد الاعتبار ثم تلاه في نفس المشهد بعدها بأيام إزاحة النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد عبد الله وهو يدعم الفكرة الأصيلة لدستور الجماعة بأن الحاكمية لا تكون إلا لله! المشهد الثاني لا يؤصل فقط لفكرة الغدر الذي تأسست الجماعة عليه وإنما لترسيخ نظرية الفاشية وظهر هذا جليًا مع بداية الانتفاضات التي توالت وتنادي بعزل مرسي ومولد فكرة تمرد، حين جمع الرئيس الوهابي قيادات جماعته مع قيادات الجماعات التي تؤمن بالعنف في استاد القاهرة وراح هو في عربة مكشوفة يطوف بها أرض الاستاد محييًا من يؤمنون به! والسؤال بعد ذلك: حتى وقت قريب لم يكن في الثقافة الإجرامية المصرية قطع رقاب الضحايا بعد قتلهم الي أن عثر سكان شبه جزيرة سيناء على ثلاث جثث مقطوعة الرأس؛ فماذا يعني هذا؟! أن بصمات داعش وبيت المقدس تركت آثارها في أفكار المجرمين في مصر دون أن يضع أيّ من هذين التنظيمين قدميهما في مصر، ولكن الخوف كل الخوف أن نري اتباع المتشدد الذي يؤمن بالعنف حازم أبو إسماعيل وقد انتهجوا خط داعش وبيت المقدس في القتل وقطع الرؤوس، خاصة وان عدد هؤلاء المجرمين قدره البعض بثلاثة آلاف متشدد! ... الي معلومة العنوان: لماذا هي امرأة استثنائية ؟! لأنها الأنثى الوحيدة على الأرض التي حررت لساني من تراث ثقيل وحمتني بحضارتها المتجددة من حماقات الثورة! [email protected]