لم يكن مجرد سباق دراجات .. ولكنها دعوة للمصريين للوحدة واليقظة والعمل الجاد عندما تلقيت الدعوة الكريمة لحضور ماراثون الدراجات الذي قاده المشير عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية .. لم اكن اتوقع ان يكون بهذا الشكل الرائع الغني ولم اتخيل ان يكون فيه هذا العدد من المشاركين ومن كل الاطياف والاعمار السنية .. وباختصار مفيد خرجت منه وانا اكثر اطمئنانا علي مستقبل مصر وعلي الشباب والرياضة واكثر فخرا بانني متخصص في الشأن الرياضي وما يمكن ان تلعبه الرياضة في بناء الانسان كما قالت الحكمة الخالدة ان "العقل السليم في الجسم السليم". ورغم انني لم اكن ليلة السباق قد نمت لاسباب تتعلق بالعمل الا انني مع اقتراب الموعد المحدد للماراثون المنتظر تحركت بسيارتي في الساعات الاولي من صباح الجمعة الماضي ولكنني استعدت لياقتي تماما بمجرد وصولي للكلية الحربية ومشاهدة كل هؤلاء النجوم وطلاب الكليات العسكرية علي اهبة الاستعداد بعد صلاة الفجر حيث كانت نقطة الانطلاق للماراثون الذي دعا اليه الرئيس ليبعث برسائل ذات مغزي ولم يكن الامر مجرد سباق رياضي تقليدي.وقد ادهشنا هذا المظهر الرائع لطلاب الحربية والكليات العسكرية الذين اقترب عددهم من الفي طالب وهم يرابضون بجوار دراجاتهم في منتهي اليقظة والاستعداد انتظارا للامر ببدء السباق. وكانت البداية لهذا اليوم الرياضي المشهود .. كلمة معبرة من الرئيس السيسي اكد فيها علي اهمية وقوف المصريين جنبا إلي جنب وان يتجمعوا علي قلب رجل واحد من اجل المستقبل، وان احدا لن يستطيع الاقتراب من مصر أبدا وانه لن يسمح بذلك، وقال ان من تسول له نفسه ذلك سوف يجد الردع اللازم.. مشيرا إلي ان القوة الذاتية للمصريين ستكون دافعا نحو التقدم. وكشف الرئيس في كلمته عن رمزية التجمع حول هدف واحد يحمل معاني الوحدة وعدم الاختلاف وان الوطن يتسع لمشاركة جميع أبنائه. كما اشار الي ان هذا اليوم وتلك التجربة تدفعنا للتفكير في امكانية البحث عن حلول غير تقليدية كما يحدث في الدول الاخري لمشاكل مزمنة كالمرور ونقص الطاقة. وأوضح الرئيس في كلمته أن مسافة ماراثون الدراجات تم تحديدها كمتوسط للمسافات التي يقطعها المصريون يومياً من منازلهم إلي أعمالهم أو جامعاتهم، مشيراً إلي ما يمكن أن يمثله تطبيق ذلك من ترشيد وتوفير لموارد الدولة. ولم ينس الرئيس التعرض لقضية التحرش التي تشغل بال المجتمع كله بعد حادثة التحرير مستنكراً ذلك ومشدداً علي أن الدولة قد عقدت العزم علي مواجهة تلك الظاهرة والقضاء عليها . وقال الرئيس: آن الأوان لكي نأتي بأفعال وانشطة إيجابية وأن يستمتع الناس بحياتهم. واعلن الرئيس انطلاق السباق فتقدم بنفسه المشاركين في الماراثون الذي انطلق من ساحة كبري بالكلية الحربية بمصر الجديدة. وحرص علي التواجد من البداية للنهاية المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، والفريق اول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، واللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية، وخالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة، وغادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي وعدد من الوزراء. كما شارك في الماراثون نخبة من النقاد الرياضيين وبعض الشخصيات الرياضية والفنانين ومنهم حسين فهمي وعزت العلايلي ومحمد هنيدي ويسرا وليلي علوي وهاني رمزي وداليا البحيري وشريف منير وايهاب توفيق وهشام عباس واحمد شوبير نجم الاهلي القديم وخالد الدرندلي عضو مجلس الاهلي السابق وايمن عبد الوهاب الرئيس الاقليمي للاوليمبياد الخاص الدولي وعزمي مجاهد مدير الاعلام باتحاد الكرة. وقد وجه الرئيس كلمة في ختام السباق قدم خلالها الشكر للمشاركين علي استجابتهم السريعة للدعوة وقال إن هذه بداية وكما جرت العادة تكون البداية صعبة إلا أنها تصبح سهلة حينما يتم بلوغ الأهداف، والطريق أمام مصر صعب إلا أنه علينا أن نتحرك، مُؤكداً أننا سنُنجز هذا الطريق الصعب بفضل من الله. كانت فعلا مباراة رمزية لم يكن مهما فيها ان يفوز احد بالسباق ولكن الحدث كان يرمز للكثير من المعاني التي نحتاج اليها كمصريين.