يعني إيه فاسد. يعني الشخص الذي قبل علي نفسه التربح من وظيفته دون وجه حق. ونافق سيدة ورئيسه الأعلي وقال إنه أحس مسئول في الكون حتي يرضي عليه ويوافق له علي حوافز وبدلات اضافية لاتجوز له ولكنها منحت له بسيد الرياء. والفاسد له أكثر من وجه.. امام زلمائه في العمل يرفع شعار التدين ويكون حريص علي اداء كل العبادات امامهم.. كل صيف نجده في مقدمة المتعمرين للأراضي المقدسة.. وبعد العودة بشرته تصل الي السعار ويسمع كلمة أصحابه عمره مقبولة غفر الله ذنبك وهي الكلمة التي تسعد الفاسد. وهل هناك ارتباط بين الفاسد والحرامي؟ السباحة في بحر الفساد تحول صاحبها الي حرامي- لأن الفاسد ضميره دخل في غيبوبة الموت وبعد موت الضمير ليس هناك فارق بين الفاسد والحرامي كل منهما عرف كيف يدبر اموره جيدا.. والفاسد يعمل باجندة خاصة أهم ملف فيها كيف ينال رضاء رئيسه في العمل الذي يرد له جميل النفاق بمكافآت مغرية سفريات ليس له فيها حق. واصعب شي في نفس الفاسد هو خوفه ان يتعرف ابناءه علي فساده فهو امامهم في نيولوك عدل عمر بن الخطاب يكذب عليهم بانه يرفض احرام في حين انه يتربح من منصبه دون حق. والفاسد صعب جدا عليه ان يشاهد نفسه في المرآة لانه سوف يري نفسه في صورة شيطان بشري ملامحه يخرج منها تفاصيل شيطانية. وسلوكيات الفاسد دائما تفصحهه هو مضطرب دائما وهناك فارق كبير بين الانسان الشريف والفاسد الشريف هو متزن لا يخشي إلا الله سبحانه وتعالي.. يعلم جيدا إنه نظيف اليد ولا يخشي أي مخلوق في الكون لأن خطاياه قليلة وليس فيها ما يخجل منه. والانسان الشريف يشرف بأن تشار عليه الاصابع بأنه محترم. أما الفاسد يحاول دائما ان يختفي عن الانظار حتي لا تشير اليه اصابع الناس وتطلق عليه كلمة يا فاسد. والغريب ان الفاسد يخشي كلام الناس ولا يخشي عذاب الله.. لم يسع الي التوبة حتي ينجو من عذاب يوم القيامة والفاسد ظلم كثيرا حتي يستمر في تحقيق ارباح من رياء سيدة ورئيسه في العمل. ولم يضع الفاسد في عقله ان دعوة مظلوم واحد يهتز عرش الرحمن. اهدي لكل فاسد وظالم قصة احد امراء الدولة العباسية الذي طغي وفسد في الأرض وحتي ينال رضاء الخليفة العباسي وفعل مثلما يفعل مسئولون في العصر الحالي الأمير العباسي القي عليه بالقبض مع ابنه ودخلا السجن معا ليجدا من ظلموهم في الأمس زملاء لهم. وعرف الأمير الاب سر وجوده في السجن وذات ليلة كان يستعد لصلاة الفجر والابن كان يمسك باناء الماء وقال له. يا ابي ماذا حث لنا.. كنا بالأمس امراء وفي مثل هذا الوقت كنا ننام علي الحرير وحولنا مئات الحسناوات من الجواري.. واليوم انا وانت في السجن كل منا لايري الاخر جيدا. اخبرني يا ابي لما حدث لنا ذلك. رد الأب بلهجة طلب عليها الحزان والندم. يابني انها دعوة مظلوم قالها في غسق الليل غفلنا عنها نحن ولكن عين الله لم تغفل عنها. هذه الرواية اهديها الي كل من ظلم انسانا عليه ان يصحح اوضاعه.. قبل ان يكون حاله حال الأمير العباسي واعتقد ان نزلاء طره يعرفون جيدا خطورة دعوة المظلوم.