احتشد عشرات الآلاف أمس في اسطنبول للمشاركة في جنازة فتي توفي الليلة قبل الماضية متأثرا بجروح أصيب بها خلال خلال احتجاجات مناهضة للحكومة التركية في يونيو الماضي، في حين اعتقلت الشرطة أكثر من 150 شخصا خلال مظاهرات عنيفة شهدتها نحو 33 مدينة احتجاجا علي وفاته. وقالت وكالة أنباء "دوجان" إن نحو عشرين متظاهرا اصيبوا في مواجهات مع قوات الأمن. وتجمع الاف المتظاهرين بشكل عشوائي في غالبية المدن الكبري في البلاد بعد وفاة "بيركين الفان" (14 عاما)، الذي تحول إلي رمز لقمع الشرطة للمظاهرات، بعدما كان في غيبوبة لمدة 269 يوما إثر إصابته في الرأس بسبب قنبلة مسيلة للدموع أطلقت علي حشود لمتظاهرين المناهضين لحكومة رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان" في يونيو 2013 بينما كان ذاهبا لشراء خبز لاسرته. وأثارت وفاته غضباً شعبياً في أنحاء تركيا حيث خرج المتظاهرون الي الشوارع ورددوا "أردوغان قاتل" و"الدولة القاتلة ستحاسب". وأطلقت الشرطة الغاز المسيل لتفريق أكثر من ألفي شخص أغلبهم طلاب من جامعة الشرق الأوسط التكنولوجية بأنقرة، سدوا طريقا سريعا رئيسيا. واستخدمت الشرطة مدافع المياه والغاز المسيل للدموع في ميدان "كيزيلاي" بوسط أنقرة لتفريق آلاف المحتجين الذين كانوا يرددون هتافات تتهم حكومة أردوغان بالفساد وتطالب باستقالتها.وفي مدينة أضنة الجنوبية رشق محتجون صفوف الشرطة بالحجارة والألعاب النارية في حين تقدمت مدافع المياه نحوهم، واحتجت جموع غفيرة أيضا في مدينتي أزمير واسكيشهر الغربيتين في أشد احتجاجات من نوعها منذ تفجر احتجاجات يونيو الماضي.وطرق أهالي بعض أحياء اسطنبول علي الأواني من نوافذ بناياتهم السكنية في تكرار لأسلوب كان المحتجون يتبعونه الصيف الماضي. وتأتي المظاهرات قبل أسابيع من انتخابات البلدية المقررة في 30 مارس الحالي في حين تهز حكومة أردوغان فضيحة فساد "غير مسبوقة" منذ منتصف ديسمبر. من جهة اخري ، تراجع أردوغان عن تهديده السابق بحظر "فيسبوك" و"يوتيوب" في تركيا. وقال أردوغان إن حكومته تعمل علي وقف التسريبات الملفقة علي مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن منع هذه المواقع غير ممكن.