«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علاقات مشبوهة للهانم.. وابنتها!
نشر في أخبار الحوادث يوم 03 - 02 - 2014

التاسعة صباحا داخل منزل السيدة هناء صاحبة واحد من أشهر المطاعم التي تقدم الوجبات والحلوى الشامية.. الشغالة تضغط على جرس الباب بإحدى يديها وتطرق الباب بعصبية بيدها الأخري.. لكن لا أحد يرد.. لا الهانم الكبيرة التى تكون فى هذه اللحظات فى كامل أناقتها وزينتها وتشريح فى مغادرة المنزل إلى المطعم الكبير.. ولا ابنتها الهانم الصغيرة فريال التى تكون فى مثل هذا الوقت داخل مرسمها بالجناح الخاص بها داخل المنزل!.. وقفت الشغالة تضرب كفا بكف و هى تسمع أصوات الهواتف الأرضية والمحمولة ترن داخل المنزل بشكل متصل دون توقف.. وبلا استجابة! بواب البرج السكنى أكد للشغالة عطيات أنه لم يشاهد الهانم الكبيرة ولا الصغيرة منذ مساء الليلة الماضية ولم تغادر احداهما البرج حتى هذه اللحظة!.. استسلمت الشغالة وجلست الى جوار البواب لعل وعسى ينجلى الأمر.. الوقت يمر.. البواب والشغالة فى اتصالات متتابعة لهواتف السيدة هناء وابنتها فريال.. لكن بلا جدوي! الحادية عشرة صباحا.. يصل الدكتور طاهر مدير عام سلسلة المطاعم بعد أن يئس هو الآخر من وصول السيدة هناء للمطعم الرئيسى أو ردها على الهاتف.. المفاجأة أربكته، لكن سرعان ما تمالك نفسه وصعد للمرة الثانية الى منزل السيدة هناء المكون من طابقين يربط بينهما سلم داخلى بالدورين التاسع والعاشر.. وكانت المفاجأة هذه المرة.. سمع صرخات متتالية داخل الشقة.. طرق الباب بشدة.. وقف مذهولا حتى فتحت له فريال وهى لازالت تصرخ وفى حالة من الانهيار الواضح.. أشارت الى الجناح الخاص بوالدتها ثم اغش عليها.. أسرع الدكتور طاهر الى جناح السيدة هناء ليفاجأ بها ترقد بعرض السرير.. ممزقة ملابسها.. شبه عارية.. وقد فارقت الحياة! لحظات قليلة وكانت المباحث فى مسرح الحادث بعد أن أكد الطبيب أن الجانى أطبق على رقبتها بكلتى يديه حتى لفظت آخر أنفاسها.. ودون أن يترك أية بصمات تدل عليه.. وأن الوفاة حدثت ما بين الثالثة والربعة فجرا؟.. الغريب أن المعاينة لم تثبت أن الجانى اقترب من الخزينة الخاصة بالسيدة هناء والممتلئة بالمجوهرات والمستندات.. ولم يحاول تفتيش الدولاب الخاص بها.. كل شيء فى مكانه كأن أحدا لم يقترب من حجرة النوم سوى الجانى الذى كان كل هدفه هو قتل المجنى عليها! أكثر من سؤال حاولت المباحث الاجابة عليه.. هل كانت هناك محاولة اغتصاب ولما فشلت تخلص الجانى من المجنى عليها؟!.. ولماذا كانت السيدة هناء شبه عارية؟!.. هل كانت محاولة سرقة من داخل حجرة النوم ولم تنجح بسبب استيقاظ المجنى عليها فأسرع الجانى بخنقها قبل أن يتم اكتشاف أمره؟! كيف دخل الجانى وخرج فى هذه الساعة المتأخرة بينما كل مداخل ومخارج الفيلا فى الطابقين سليمة تماما؟!.. ومن أين أتى اذا كان بواب البرج يغلق أبوابه مع منتصف الليل.. وكل ساكن يعود متأخرا يحمل مفتاحا خاصا به؟!.. أما السؤال الأكثر غرابة وحيرة فكان سر استيقاظ الابنة فريال متأخرة عن موعدها المعتاد ثلاث ساعات تقريبا؟! علاقة مشبوهة! المثير أن المباحث أدخلت فريال دائرة الاشتباه فور وصول معلومة موثقة عن معاناة الابنة من مرض نفسى وعقلى يصيبها على فترات متباعدة بما يشبه الصرع ولمدة تصل الى نصف ساعة تقريبا تحطم فيها كل ما يقابلها ويعجز المحيطون بها عن السيطرة عليها حتى يتمكنوا من حقنها بالمهدئات.. وأن الأم والشغالة تدربتا جيدا على مواجهة هذه الحالة المرضية وان كانت لا تحدث كما أكد طبيبها الخاص سوى مرتين أو ثلاث مرات طوال العام!.. هذا التصور كان مقنعا للمباحث للاشتباه بقوة فى فريال، لكن هذا التصور نفسه كان به نقطة ضعف واضحة لأن رقبة الأم لم تكن عليها أية بصمات خاصة بفريال أو غيرها.. ولا يتصور ان فريال وهى فى حالة الصرع ترتدى "جوانتي" فى يديها كيلا لا تظهر أية بصمات لها!!.. ومع هذا استجوبتها النيابة وجاء اجاباتها على النحو التالى بعد أن استفاقت من الصدمة: لم أكن أعانى أية أعراض مرضية منذ خمسة شهور.. وليلة الحادث كانت أمى معى فى حجرة نومى من العاشرة مساء حتى الحادية عشرة.. وكانت تشيد بآخر لوحة شاهدتها فى مرسمى ولم تكتمل بعد.. ظللنا نضحك سويا حتى انصرفت الى الجناح الخاص بها لأنها تنام فى الحادية عشرة النصف بالتمام.. حياة أمى عبارة عن مواعيد منتظمة يمكنك أن تضبط عليها ساعتك.. سواء موعد نومها أو استيقاظها أو خروجها للعمل أو مقابلاتها أو عودتها أو تناول وجبات غذائها!. نعم.. استيقظت متأخرة بشكل لم يحدث من قبل.. كانت رأسى ثقيلة للغاية.. وحركتى بطيئة.. وأتثاءب بشكل متكرر.. وربما لم أكن استيقظ لولا رنين الهواتف المستمر.. فوجئت بباب جناح أمن مفتوح وأنها لم تخرج للعمل وحينما دخلت عليها شاهدت ما لا أريد أن أتذكره!.. وأؤكد عدم وجود محاولة اغتصاب.. أمى لا تطيق الحر.. وممنوعة من هواء المكيفات والمراوح وتنام شبه عارية!! أنا حاصلة على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية.. ورغم أن عمرى تجاوز الثلاثين عاما لم أتزوج.. تمت خطبتى ثلاث مرات دون أن تتوج بالزواج لأن شخصا ما كان يبلغ كل عريش يتقدم لى بحقيقة مرضى وكان هذا الشخص يحارب أمى فى شخصها بعد أن طردته من العمل.. أما الشخص الوحيد الذى أحببته وتمنيته زوجا لى فقد رفضته أمى وأقنعتنى أنه طامع فى ثروتي.. ولأن لم أعص أمرا لأمر قطعت صلتى به! نعم.. توجد نسخ أخرى لمفاتيح المنزل والسيارتين وأبواب المطاعم يحتفظ بها الأستاذ طاهر فى خزينة المطعم الرئيسى بعد أن تعرض سلسلة مفاتيح أمى للسرقة أو الضياع فقررت تغيير جميع الكوالين وعمل نسخ احتياطية للظروف الطارئة.. والوحيد الذى يعرف مكانها هو الدكتور طاهر! هنا.. اضطر المحقق أن يوجه الى الابنة سؤالا محرجا: تحريات المباحث تؤكد أن هناك شائعات قوية عن علاقة المجنى عليها بالدكتور طاهر مدير عام مشروعاتها.. وان عددا من العاملين أكدوا أنهم سمعوا الكثير عن هذه العلاقة المشبوهة كما وصفوها.. فهل يكن أن تصل العلاقة الى حد أن يزورها ليلا وبشكل سرى ودون أن يشعر به أحد؟! أرفض السؤال.. هؤلاء يقتلون أمى مرة ثانية بعد أن قتلها الجاني.. الأستاذ طاهر شاب مثالى ونموذجي.. حاصل على الدكتوراه فى المحاسبة وادارة الأعمال.. أمى عينته مديرا عاما بعد أن راجع دفاتر وحسابات مشروعاتها واكتشف أن المدير العام السابق اختلس أموالا طائلة فقامت أمى بفصل هذا الرجل وعينت الدكتور طاهر بدلا منه.. وأؤكد أنت هذا المختلس هو الذى كان يحارب أمى فى شخصي.. ويسيء الينا جميعا.. وهو الذى اختراع العلاقة المشبوهة بين أمى والدكتور طاهر الذى حل مكانه!.. وأتسأل لماذا يقتلها طاهر الذى حل مكانه!.. واتساءل لماذا يقتلها طاهر وكل أسرار وأموال المشروع تحت يديه.. واذا كانت العلاقة مشبوهة كما يقولون فلماذا تنتهى بهذه الكارثة طالما أن أمى تمكنه من نفسها؟!.. ابحثوا عن القاتل بدلا من أن تقتلوا أمى مرة أخري.. وفى سمعتها! فريال.. مرة أخري! كانت المباحث على ثقة تامة من أن الجانى دخل المنزل بمفتاح أصلي.. ولهذا ظلت الشبهات القوية تحاصر الدكتور طاهر.. لكن المدير العام راح يقسم أنه لم يستخدم نسخة المفاتيح الاحتياطية على الاطلاق.. وان ثقة السيدة هناء فيه وما حققه لها من مكاسب كانت سببا فى شائعات العلاقة المشبوهة للايقاع بينه وبينها.. وانكان بعض حسنى النية ساعدوا على ترويج الشائعة لأن السيدة هناء منحته كل الصلاحيات ولم تكن تؤخر له طلبا فى تعيين أو فصل الموظفين والعاملين.. لكن طاهر يفجر كبرى المفاجآت حينما أدلى بمعلومتين فى غاية الخطورة.. قال عن الأولى أن السيدة هناء أرادت شراء قطعة أرض صغيرة ملاصقة للمطعم الرئيسي.. وان البائع رفض استلام الثمن شيكات وطلب مليونى جنيه نقداوعدا، فقامت السيدة هناء بسحب المبلغ من البنك ووضعته فى حقيبة متوسطة الحجم وعادت به ليلة الحادث الى منزلها لأن موعد تحرير العقد وتسليم المبلغ كان العاشرة صباح يوم الحادث!.. وكانت المعلومة الثانية تتعلق بسر استأمنته عليه السيدة هناء حينما صارحته بشكوكها فى أن علاقة ابنتها بالعريس الذى رفضته أمها لازالت مستمرة.. خاصة انه يسكن بنفس البرج بالطابق الخامس وسبق له الزواج مرتين وتخشى على ابنتها قليلة الخبرة من هذا الرجل غير المريح شكلا وموضوعا! تشكل فريق بحث من أمهر ثلاثة ضباط بمديرية أمن القاهرة.. وعليه الفور أجريت التحريات والمراقبات.. وشهد بواب البرج أن المجنى عليها ليلة الحادث صعدت ومعها حقيبة بنفس مواصفات الحقيبة التى أشار اليها طاهر وبها ثمن الأرض مليونا جنيه!.. لم تعثر المباحث فى المعاينة التى أجريت فور وصولها للمنزل على أية آثار لهذه الحقيبة!!.. وجاءت التحريات عن ساكن الدور الخامس الذى اعترفت فريال بحبها له مؤكدة أنه مفلس بسبب ادمانه الهيرويين وانه باع معظم أثاث شقته مثلما حدث مع زوجتيه السابقتين!.. وتبين من التحريات أيضا - ان ساكن الدور الخامس طبيب فاشل وسيء السمعة بالمستشفى الحكومى الذى يعمل به!.. أما المفاجأة الأخيرة فقد حملتها التسجيلات التليفونية للطبيب الفاشل والتى تمت بإذن النيابة العامة وتبين من احدى هذه المكاملات انه يحتفظ بحقيبة المليونى جنيه لدى أحد أصدقائه منشلة المدمنين بمدينة المنصورة مقابل مبلغ كبير!!.. وفى تسجيل آخر ثبتت علاقته بفريال التى كانت تعاتبه بشدة لعدم زيارته لها منذ الحادث!!.. بعد القبض على الطبيب الفاشل صبحى وابنة المجنى عليها فريال احالتهما النيابة للجنايات بتهمة الاشتراك فى قتل السيدة هناء! .. لأنى أحبه! من خلال اعترافات صبحى بالنيابة كانت تهمتى القتل عمدا والسرقة ثابتتين عليه.. لكن المحكمة لم تقتنع باتهام فريال بالاشتراك مع الجانى فى جريمته.. لهذا أعادت استجوابها وهى داخل القفص: قلت فى التحقيقات أن الجانى كان يتردد عليك ليلا بعد أن تغط والدتك فى نوم عميق.. فكيف علم بوجود حقيبة المليونى جنيه فى حجرتها؟! لم يكن لى صديق أو صديقة طوال حياتي.. حب أمى الجنونى لى وخوفها على جعلها تمنعنى من الاختلاط والخروج لأنها أنجبتنى بعد عشرين عاما من الزواج ثم استئصلت الرحم.. ربما لخوفها - أيضا - لكونى مريضة.. لهذا كان صبحى هو نافذتى الوحيدة على الحياة.. أحكى له كل كبيرة وصغيرة داخل حياتي.. ويوم الحادث دارت بيننا مكالمة فى السابعة مساء وأثناء دردشتى معه قصصت عليه أن أمى كانت بالبنك وسحبت مليونى جنيه لشراء الأرض المجاورة للمطعم.. يومها أخبرنى أنه حصل على دواء جديد سوف يشفينى تماما من مرضى ووعدنى باحضاره لى حينما يصعد ليلا لمقابلتى كالمعتاد! كيف كانت تتم مقابلاتكما دون أن تشعر والدتك؟! فى الثانية صباحا كنت أمنحه ثلاث "رنات" على الموبايل.. وحينما يرد بثلاث رنات على موبايلى كنت أتسلل وافتح له باب الشقة ليدخل متجها للجناح الخاص بى مباشرة.. ويغادر فى الرابعة صباحا بأن أن أمهد له الطريق! ولماذا ظلت علاقتكما فى الظلام؟! أمى أقسمت أنه لو كان صبحى آخر رجال العالم فلن تزوجه لي!.. وبالفعل أطعت أمي.. لكنى جعلت له وقتا فى حياتي.. ولأنه كان يسكن نفس البرج كان لقاؤنا فى منتهى السهولة، خاصة أن أمى حينما تنام لا تشعر بما يدور حولها!.. ربما كان تصرفى هذا هو الخطأ الوحيد فى حياتي.. وعذرى اننى كنت أحبه! وماذا دار بينكما ليلة الحادث؟! أعطانى الدواء الجديد الذى حدثن عنه بعد أن قضينا ساعة كاملة من الحب والمسامرة وكان حريصا على أن يتأكد من أن أمى عادت بالمليونى جنيه الى البيت.. وعرف منى أن المبلغ داخل حقيبة بحجرة نومه.. لم أتوقع ثمة لحظة أنه يدبر شيئا.. ولم أتوقع أن الدواء الذى منحه لى كان مخدرا تسبب فى تأخر استيقاظى من النوم صباحا.. وكان سببا فى ثقل رأسى وبطء حركتى وزغللت عيني.. لم أربط بين هذه الأشياء كلها إلا بعد الحادث بيوم كامل.. شككت فيه بدرجة كبيرة فلا أحد يدخل بيتنا من الرجال غيره! ولماذا أخفيت هذه المعلومات عن جهات التحقيق؟! خشيت من الفضيحة لو قلت اننى استقبله ليلا فى حجرتى الخاصة.. فى المكالمات المسجلة أخيرا كنت تعاتبينه لأنه لا يتصل بك ولا يزورك.. أليس هذا رضاء منك بجريمته؟! لقد أحببته بطريق الخطأ.. والمرأة حينما تحب بطريق الخطأ ترتكب سلسلة من الأخطاء.. وهذا ما حدث معي.. لقد خسرت أمى بالموت.. وكنت متوترة لخوفى من أن أخسر هذا الحبيب بسجنه أو اعدامه!.. لكن كيف
أشارك فى قتل أمى وهى كل شيء فى حياتى مثلما كان الجانى الذى قتلها؟! خناقة فى القفص! تأكدت المحكمة بعد جلسات طويلة ومتعددة من أن فريال لم تكن شريكة للجانب فى قتل أمها وأن تهمتها تنحصر فى التستر عليه.. ورغم مطالبة النيابة بإعدام الطبيب الفاشل إلا ان المحكمة قضت عليه بالسجن المؤبد لعدم توافر عنصر سبق الاصرار والترصد مما يتوجب معه استبعاد عقوبة الاعدام.. فقد ثبت أن الجانى بعد أن خدر ابنة المجنى عليها وتسلل لحجرة السيدة هناء وتمكن من الحقيبة شاء حظه العاثر أن تستيقظ المجنى عليها فأسرع بالاجهاز عليها دون أن يرتب لذلك ثم لاذا بالفرار!.. أما فريال فقد صدر الحكم عليها بالسجن عاما لثبوت تهمة تسترها على الجانى واخفاء معلومات عن العدالة.. ويبدو أن هناء لم تفق من الوهم الذى عاشته إلا لحظة النطق بالحكم فقد فوجيء بها الجميع توجه صفعة قوية على وجه الجانى ثم تمسك بخناقة تحاول الفتك به حتى أنقذه الحراس منها! الأوراق التى ضمها ملف الدعوى تنطق فى كل سطر منها بحب السيدة هناء لابنتها الوحيدة حبا جنونيا.. فهل كانت السيدة هناء تتوقع يوم فرحت بإنجاب فريال وأقامت الأفراح والليالى الملاح بأن تكون وحيدتها هى الجسر الذى يعبره الجانى بسهولة ليقتلها وهى نائمة؟!.. هل يتصرف الانسان أحيانا بمنتهى الغباء وهو يعتقد أنه فى غاية الذكاء؟! لقد نجت الأم من شائعة العلاقة المشبوهة وهى تحت الثري.. لكن ابنتها لم تستطع النجاة من علاقة أخرى مشبوهة التصقت بها وهى على قيد الحياة!

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.