لن تخرج مصر من عنق الزجاجة وأزمتها الاقتصادية - التي لا قدر الله لو طالت - فسوف نغرق جميعاً في بحر لجي متلاطم الأمواج.. أقول لن نخرج من هذا النفق المظلم - طالما استمرت الاعتصامات - عمال علي بطال - والتي تحولت إلي نوع من أنواع البلطجة! أعلم.. ويعلم معي كل المصريين أن النظام السابق قبل أن يسقط ترك لنا تركة مثقلة بالهموم والفساد والديون والسمعة السيئة.. ولن يستطيع حتي لو هبط نبي من السماء أن يقضي علي هذا الفساد بين يوم وليلة.. لكن يبدو أنه يروق للبعض منا - بقصد أو بدون قصد - تعطيل عجلة الانتاج عملاً بالمثل القائل: »لا فيها.. يخفيها« وأصبحنا نري كل يوم اعتصاما مفتوحا جديدا اما عند ماسبيرو أو في ميدان التحرير! بالأمس كان اعتصام الأخوة المسيحيين احتجاجا علي ما يتعرضون له من ظلم وارهاب.. مرة بعد تدمير كنيسة أطفيح وتدخل المشير طنطاوي وقرر أن يتولي سلاح المهندسين بناء الكنيسة علي أحسن ما يكون.. ومرة أخري بعد احتراق كنيسة في أمبابة وتدخل البابا شنودة لفض هذا الاعتصام!.. وبعد أيام وليال قضاها الاخوة الأقباط أمام ماسبيرو وشهدت خلالها بعض الأحداث المؤسفة من عناصر لا تهدف سوي لزعزعة الاستقرار.. قاموا بفض اعتصامهم بعد أن تأكدوا أن لا أحد فوق القانون! ولأن ساحة ماسبيرو صارت ملهمة لخيال المعتصمين - الطيبين منهم والأشرار - فوجئنا باعتصام جديد يقوده هذه المرة سكان مدينة السلام والدويقة بحثا عن شقق لهم - بعد أن عاشوا ولايزال البعض منهم - يعيش في مخيمات ايواء.. هم معهم كل الحق في مطالبهم المشروعة.. فأبسط حقوق الإنسان أن يجد المأوي الذي يحتمي بين جدرانه الأربعة.. ولكن هل مطلوب من حكومة الدكتور شرف أن يقضي علي فساد ظل جاثماً فوق صدورنا 03 عاما بين يوم وليلة؟! ويبدو أن ساحة ماسبيرو أصبحت مكاناً يتسع للجميع فقرر - الأخوة السلفيين - أن يحجزوا لهم زاوية يعتصمون بها - إذا لم تفرج الدولة عن الأخ أبويحيي - مفجر ثورة - أقصد فتنة أمبابة.. وهم - أي السلفيين - يعطون للدولة آخر انذار .. فإما الافراج عن الأخ أبويحيي وخروجه من السجن منتصراً.. أو الاعتصام حتي اشعار آخر! أما آخر الأنباء التي تصلنا عن ماسبيرو هو ما هدد به اتحاد شباب ماسبيرو - بالعودة إلي اعتصامهم يوم 8 يوليو القادم - وهي المهلة التي حددوها للحكومة إذا لم تنفذ مطالب الاقباط بافتتاح الكنائس المغلقة والكشف عن الفتيات المسيحيات المختطفات! وكأن هيبة الدولة - أصبحت ملطشة - لمن يريد أن يلوي ذراعها! أما في ميدان التحرير فقد تجمع بعض الباعة الجائلين مهددين هم أيضا بالاعتصام - دفاعا عن حقهم في احتلال الطريق العام وتعطيل حركة السير والمرور وأما أن يتركوهم أو التهديد بالاعتصام! الكرة الآن في ملعب رئيس الوزراء.. فإما أن يقف بحسم أمام هذه الممارسات التي تحركها أيادي خفية وتزكي نارها.. أو يظل صامتا فتغرق البلاد في متاهة يعلم الله وحده كيف تكون النهاية؟! .. ويا عالم.. الاعتصام غداً سيكوين فين؟!