الشمعة التي أضاءها علي أمين ومصطفي أمين قضت »هدي» حياتها مع زوجها متحملة الحياة معه رغم قسوتها، فلم تكن تنام يوما إلا ودموعها تبلل خديها، ولكنها كانت تصبر وتحتسب أجرها عند الله، خاصة بعد ان أصبحت أما لابنتين جميلتين، حيث قررت ان تلعق الصبر وتتحمل الألم، فقط من أجلهما، لكن قسوة الحياة أحاطت بها من كل جانب إذ كان الرزق شحيحا، وفي كل يوم تتأكد أن الحياة أبدا لن تبتسم لها، بعد ان ازدادت آلام الحياة بمعاملة زوجها السيئة لها حتي استيقظت ذات يوم ووجدت زوجها قد أخذ ملابسه وترك البيت، هربا من مصروفات الايجار وضروريات الحياة لابنتيه، وحتي بعد ان قامت بالاجراءات القانونية تجاه زوجها، فإنه لم يُعثر له علي أثر، وأصبحت هي من تتحمل المأساة وحدها من ايجار شقتها الصغيرة إلي المصروفات المدرسية لابنتيها، ولولا مساعدات الجيران لأصبحت في الشارع هي وابنتاها خاصة أنه لا يوجد لها أي أقارب في هذه الحياة، وأقارب زوجها لا يطيقون رؤيتها ولا سماع اسم زوجها، حتي عندما أرادت أن تعمل لتوفر رزق أسرتها، خانتها صحتها إذ تعاني من مرض الحساسية المزمنة وتحتاج إلي أدوية كثيرة لا تستطيع توفيرها، ولذلك عندما ضاقت بها السبل وعاندتها الحياة لم يكن أمامها إلا باب السماء تدعو الله أن ينقذها مما هي فيه وأن يُجازي من افتري عليها، وعندما أخبرها أهل الخير بباب لست وحدك تقدمت بأوراقها إليه شاكية باكية قسوة الحياة وقسوة زوجها، طالبة انقاذ ابنتيها من شبح الفقر والضياع. وعلي الفور قام باب لست وحدك بتقديم ثلاثة آلاف جنيه إلي الحاجة هدي وابنتيها للمساهمة في انقاذهن من حالة الضياع اللاتي يعشن بها، ويدعو أهل الخير لمساعدة هذه الأسرة التي هرب منها زوجها وعائلها الوحيد.