استيقظت مبكراً كعادتي.. كان هذا الصباح مختلفاً دون أن أدري.. وكأن وجه هذا الكون الذي ألفناه تغير بين ليلة وضحاها - ليست سطوري هذه برؤيا أقصها عليكم.. ولا هي حلما من أحلام اليقظة.. فقد مرت السنون بي وكبرت علي مثل هذه الأحلام - التي كنت أري فيها نفسي سابحاً في الفضاء - ولا أجدعها سوبرمان - وحتي لا تأخذني مترادفات الكلمات إلي غير مقصدي.. أكمل ما بدأته!! ارتديت ملابسي وتناولت أفطاري مع زوجتي.. وقبل أن أغادر البيت ومثل كل يوم قالت لي علي باب الشقة: »لا إله إلا الله« وبدوري رددت عليها: »محمد رسول الله« هبطت درجات السلم حتي وصلت إلي الشارع.. فإذا بي أصادف في طريقي جماعات من الناس يسيرون مرتدين الجلابيب البيضاء وقد اطلقوا لحاهم التي تقترب من صدورهم.. ومثلما كنت كائناً غريباً بالنسبة لهم.. رأيتهم رؤيا النائم بعد وجبة عشاء دسمة.. ومررنا بجوار بعض مروراً عابراً ثم مضيت أعبر الشارع منتظراً الحافلة التي تقلني إلي عملي.. كل من حولي يرتدون الجلابيب البيضاء وتميز وجوههم هذه اللحي التي أطلقوها تماما مثل نسخ الكربون.. وآتت حافلتي فصعدت درجات سلمها المعدودة.. فإذا بي أجد السائق الذي يقودها يرتدي هو الآخر الجلباب الأبيض.. تكاد لحيته التي يختلط شعرها الأبيض بالأسود - تغطي وجهه وعلي رأسه »طاقية« شبيكة بيضاء وينتعل في قدميه »مركوب« أبيض!.. أعطيته النقود بيدي اليمني - علي اعتبار أن اليد اليسري بنت كلب.. فنظر لي شذراً وقال لي وقد اكفهر وجهه: »السلام عليكم يا أخي هذه هي تحيتنا«!.. وبكل تواضع أقرب إلي الإستسلام وجدتني أرد عليه قائلاً وبسرعة الضوء: »وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أخي.. من فضلك أعطني تذكرة«؟! كان الرعب ينتظرني خلف ظهري دون أن أدري! التفت.. فإذا بي أجد كل الركاب الذين يجلسون علي مقاعدهم من نفس الطراز والنوع.. جميعهم يرتدون ملابساً لونها أبيض في أبيض.. عيونهم تعلقت بي وكأني كائناً فضائياً.. سقطت عيني علي قدمي بقصد وإن كنت من وقت لآخر اختلس النظرات راجيا - عبر زجاج نافذة السائق - أن تلتهم عجلات سيارته الأسفلت.. فأصل إلي عملي لاستريح من هذا الكابوس! تمنيت هذا.. ويا ليتني ما تمنيته! وصلت إلي عملي ورأيت زملائي ورؤسائي يصعدون إلي مكاتبهم يرتدون نفس الزي وقد أطلقوا لحاهم بعد أن قصوا شواربهم وفي أيديهم سبح تنوعت ما بين قصيرة وأخري طويلة! فسقطت علي الأرض.. عيني تلاحقهم وقد ابتعدوا عني وكأنهم يسبحون في الهواء.. صرخت بأعلي صوتي.. فاستيقظت من نومي علي يد زوجتي وهي تهزني في فراشي أردد: »اللهم ما أجعله خير«! الحقيقة أن ما قصصته والذي يشبه في أحداثه الكابوس الذي يضرب عقولنا ونحن نيام أحيانا - قد يتحقق يوما ما - إذا لم نأخذ بناصية الأمور ونضرب بيدًا من حديد علي هؤلاء الذين يريدون إحداث الفوضي في البلاد والفرقة بين أبناء الوطن الواحد! وفي النهاية ..! ذات مرة التقيت - سلفياً - وأنا ذاهب لأصلي الجمعة فوجدته يدعوني إلي زاوية بعينها.. فقلت له: ولماذا نضيق علي أنفسنا وهناك مسجد قريب واسع يتسع للجميع.. فقال لي: »الشهيد سيد قطب وصف دعاة هؤلاء المساجد من موظفي الأوقاف - بجاهلية مسلمي هذا القرن! فتركته.. كل منا مضي في طريقه وأنا اتذكر قول الله لرسوله عليه الصلاة والسلام: »ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك«.
رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس ألقت شرطة نيويورك القبض عليه قبل اقلاع طائرته بدقائق وعودته الي وطنه فرنسا تنفيذاً للأمر الصادر بحقه باعتقاله بعد أن اتهمته عاملة نظافة بالتحرش الجنسي بها.. المجني عليها من أصل أفريقي.. مطلقة.. مسلمة.. ومحجبة! .. ولا تعليق