لم أكن أتخيل لحظة في حياتي أن يحاكم الرئيس السابق أو يدخل حتي بوابة السجن دائما ما كنت أنظر اليه بنظرة الأب الذي يريد مصالح أبنائه والذي يُبديهم علي أي شيء آخر.. اعترف انني كنت حينما أشاهده علي شاشة التليفزيون وهو يفتتح مشروع أو في حفلة تخرج ومثل أي مواطن مصري بسيط كنت أتخيله رجل عظيم وسوف يخرج من عرش مصر الي المقابر لاعتقادي أنه لا يوجد أي شخصي مثله في الكون أكمله.. كنت من المؤيدين له، أما الآن فأنا أتحسر علي هذا الشعور النبيل الذي حملته له بعد أن قامت ثورة يناير وما كشفته من كم فساد وخراب كان في البلد ولا أدري به. اعترف انني كنت مغيب عن الوعي أنا وأبناء جيلي عن ظلم وقع علي كثيرين وكنت لا أشعر به. اعترف انني وقت قيام المظاهرات قبل ثورة 52 يناير.. الثورة التي جعلت مصر في المقدمة بحق وليس بالباطل بأنني حينما أقوم بالمجادلة مع أصدقائي الثائرين وأتحدث اليهم »انتوا عاوزين ايه البلد حلوة« كنت في قمة الخطأ وكانوا هم الصادقين وأنا المغيب. أخطأت حينما كنت أفكر عكس الناس التي كانت تبحث عن الحرية وأعتقد أنهم يؤذنون في ماطلة ولا أحد يسمعهم ولكن للأسف كنت أنا الغلطان وكل أصدقائي الثائرين هم الأصح. واليوم وبعد قرار النائب العام بإحالة الرئيس السابق الي الجنايات أشعر بسعادة بالغة لأن المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي تحمل مسئولية البلاد كان علي قدر المسئولية وجدير باحترام الشعب له طوال العمر.. كذلك السلطة القضائية والنائب العام ورجاله جعلوا من أنفسهم حماة لحق ومصالح شعب كان يبحث عن الحرية والعدالة الاجتماعية ولم يلتفتوا الي أي شيء آخر غير مصلحة شعب مصر.. من كل قلبي أوجه التحية الي كل القائمين علي أمور مصر في هذا الوقت الحرج الذي تمر به البلاد وأيضا أوجه رسالة الي الرئيس السابق هو وأولاده وزوجته. بماذا نفعتكم الأموال التي نهبتوها من دم الشعب المصري. لماذا فكرتم في أنفسكم فقط ولم تنظروا الي هذا الشعب الغلبان الذي كان يموت كل يوم من كم الفساد والخراب الذي اشتركتم فيه بطريق مباشر أو غير مباشر. لماذا هدفكم الوحيد هو الحياة لأنفسكم والباقي من ورائكم يموت. أعتقد أن الاجابة يمكن أن تكون الطمع وحش!