فلقد منّ الله سبحانه وتعالي عليك بالشجاعة في غير تهور والجرأة في غير رعونة، كما منّ عليك ببعد النظر والنظرة الصائبة للأمور الخميس: بادئ ذي بدء، وحتي لا يعتقد أحد أنني أنافق أو " أتمحلس " باعتباري صحفية في جريدة قومية، فأنا أؤكد لكل من يعنيه الأمر أن حديثي هنا كمواطنة مصرية أولا وأخيرا .. فبالأصالة عن نفسي، وبالنيابة عن ملايين المصريين رجالا ونساء .. شيوخا وشبابا .. أطالب الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة بأن يجمع أمره ويتوكل علي الله و ينزل الانتخابات الرئاسية المقبلة، ويتراجع عن نيته التي كان قد أعلنها من قبل بعدم الترشح في تلك الانتخابات .. فهو إذا كان لا يرغب في الجلوس علي كرسي الحكم في مصر، فنحن المصريين لا نجد غيره أهلا لهذا المنصب .. وإذا كان لا يريد أن يترشح في الانتخابات فإن الانتخابات هي التي تريده مرشحا رئاسيا.. أيها القائد قلب الأسد قاهر الإرهاب.. لقد استعرضنا العديد من الأسماء المطروحة علي الساحة الآن و التي ربما يتوافر لأصحابها قدر من القبول لدي الناس وقدر من الكفاءة، وربما - أيضا - اعتقد هؤلاء أنهم مؤهلون للترشح لانتخابات الرئاسة، ولكن وجدنا أن ذلك كان ممكنا فيما مضي وقبل أن تظهر أنت في الأفق ويعرفك الناس، إن القبول المتواضع لدي هؤلاء يستحيل أن يكون بقدر القبول العريض الذي حباك به الله سبحانه وتعالي .. هذا من ناحية .. أما إذا تحدثنا عن مقومات القيادة فحدّث ولا حرج .. فلقد منّ الله سبحانه وتعالي عليك بالشجاعة في غير تهور والجرأة في غير رعونة، كما منّ عليك ببعد النظر والنظرة الصائبة للأمور والقدرة علي اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، ووضع في قلبك حبا جارفا لهذا الوطن الغالي لا يعادله حب، وعشقا لترابه لا يعادله عشق وإخلاصا لشعبه لا يعادله إخلاص .. وبرهنت في تلك الفترة الوجيزة التي اختبرناك فيها بأن مصر لديك هي رقم واحد وولاءك بالكامل لها وليس لأي تنظيم أو جماعة .. مرشدك وملهمك و قائدك الأعلي هو الشعب .. أيها القائد العظيم إن الشعب قائدك الأعلي يناديك ويطالبك بل يأمرك بالنزول .. فلتمتثل للأمر .. الشفرة .. في سورة الإسراء الجمعة : لأن القرآن الكريم هو قول الله سبحانه و تعالي فلا كلمة فيه قد أتت صدفة إطلاقا، ولا حرف فيه إلاّ في مكانه الذي اختاره الله بكل دقة .. وإذا تطرقت الآيات فيه للحديث عن أي حقبة زمنية فباستمرار هناك ثمة علاقة بين هذه الحقبة وبين عدد الأحرف أو الكلمات الواردة في الآيات.. والأمثلة كثيرة.. فسورة نوح يبلغ عدد حروفها المرسومة تسعمائة وخمسون حرفا.. وهي نفس مدة لبث نبي الله نوح في قومه، وهي أيضا مدة اللبث الوحيدة المذكورة في القرآن في تفرد مدهش.. كذلك أشار القرآن إلي مدة لبث بني إسرائيل في التيه في سورة المائدة: " قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض " فلو أحصينا عدد الحروف المرسومة لهذه الكلمات فسنجد أنها أربعين حرفا .. وقد ذكر اسم سيدنا عيسي في القرآن ثلاثة و ثلاثين مرّة، وهي نفس المدة التي قضاها في الدنيا قبل أن يرفع إلي السماء .. أمّا الرسول محمد صلي الله عليه وسلم فباستمرار يجيء عدد الحروف أو عدد الكلمات الواردة في الآيات القرآنية التي تتعلق به إمّا مشيرا إلي سنوات عمره أو المدة التي قضاها في الدعوة أو مماثلا لعمره صلي الله عليه وسلم عند بداية نزول القرآن .. وهكذا مما لا يتسع المجال لذكره .. ولكن نريد اليوم أن نفرد المساحة لسورة الإسراء بالذات والتي خصها الله سبحانه وتعالي بالحديث عن نهاية إسرائيل ككيان وليس كأفراد .. ولنري مثالا تطبيقيا علي ذلك من خلال عدد الحروف المرسومة وعدد الكلمات في الآيات الشريفة .. " وقضينا إلي بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا، فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا، ثم رددنا لكم الكرّة عليهم و أمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا، إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم و إن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرّة وليتبروا ما علوا تتبيرا، عسي ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا " صدق الله العظيم .. إفسادان لبني إسرائيل ولنتمهل قليلا في تدبر هذه الآيات والتي تؤكد أن قضاء الله يحتم أن ثمة إفسادين يتلازم معهما علوان كبيران لبني إسرائيل، وقد أجمع الباحثون والمؤرخون علي أن عقوبة إسرائيل ككيان ودولةعندما علت العلو الأول وأعقبته بالإفساد الأول، كان السبي البابلي والذي وقع في منتصف القرن السادس قبل الميلاد، حيث يروي المؤرخون أنه بعد وفاة نبي الله سليمان اختلف أولاده مع بعضهم لدرجة القتال فيما بينهم وتنازع السلطة، وتحول الشعب اليهودي إلي عصابات تقطع الطرق وتمنع وصول قوافل التجارة من وإلي العراق والجزيرة العربية، الأمر الذي دفع نبوخذ نصر الملك العربي العراقي عام خمسمائة وست وثمانون قبل الميلاد إلي شن حملة تأديب لهؤلاء الشراذم المتفرقة، وأهلك لهم الزرع والضرع وحطم هيكلهم قبل تمام بنائه وأحرق توراتهم و أخذهم أسري أخذ عزيز منتصر، ومضوا في هذا الأسر ستا وسبعين عاما .. هذا عن الإفساد الأول، أمّا ثاني الإفسادين فقد أشار إليه الحق في : " فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا " .. ولعلنا نلاحظ أن الأفعال الواردة في الآية في صيغة المستقبل ومزودة بلام التأكيد، مما يعني أن القضاء علي الإفساد الثاني هو أمر واقع حتما ولكن لا يزال في طي المستقبل .. ونحسب أننا الآن في خضم هذا الإفساد، حيث نعايش بالفعل أحداث العلو الثاني حسبما جاء في الآية : " ثم رددنا لكم الكرة عليهم و أمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا " .. اليهود يحكمون العالم أموال وبنين ونفير .. يقول الباحث الإسلامي محمد عبد العزيز خليفة في كتابه الأخير ( نظرات متجددة في رحاب آيات الذكر الحكيم ) في تفسير هذه الآية : إن اليهود قد أصبحوا هم المتحكمين فعليا في اقتصاديات الدنيا وبنوك وأموال العالم .. وأمّا البنون، فقد توافد إلي دولتهم علي مدي عشرات السنين شباب اليهود من معظم دول العالم ولا يزالون .. وأمّا النفير، فلقد تمكن يهود هذا العصر من امتلاك القوة العسكرية الجبارة، وأقاموا ترسانة تصنيعية حربية تتيح لهم تملك وصناعة أحدث الأسلحة، كما تمكنوا من تطوير إمكانياتهم النووية وتقنيات الذرّة، فضلا عن إعلامهم المتغلغل عالميا بما يمكنهم علي الدوام من تحريك الرأي العام العالمي فيما يرونه يخدم مصالحهم وتوجهاتهم .. فهل بعد ذلك من علو .. مؤشرات النهاية أمّا مؤشرات النهاية من واقع سورة الإسراء فقد جمعها لنا الباحث محمد عبد العزيز خليفة من خلال ثلاث دراسات قرآنية لثلاث باحثين آخرين اختلفت معطياتهم وأدلتهم ولكن اتفقت النتائج جميعا علي موعد زوال دولة إسرائيل ( باختلاف طفيف لا يذكر ) .. فالباحث بسام جرار أستاذ الرياضيات بجامعة القدس قد أثبت في كتابه ( زوال إسرائيل نبوءة قرآنية أم صدفة رقمية ) أن المذنب هالي والذي يتم دورته في ست و سبعين عاما قمريا، وفي المعتقدات اليهودية ربط شديد بدورة هذا المذنب، قد بدأ دورته في عام ثمانية وأربعين من القرن الماضي - وقت إنشاء الدولة اليهودية - وسوف يتمها عام اثنين وعشرين من القرن الحالي .. والمعروف أن هذا الرقم يقبل القسمة علي رقم تسعة عشر (وهو رمز التحقق اليقيني القرآني)، مما يعني أن عمر دولة إسرائيل هو أربع دورات تسع عشرية قمرية .. أمّا عام اثنين وعشرين والذي نحن بانتظاره فيتميز بأنه يبدأ يوم سبت و ينتهي يوم سبت وتبدأ السنة الهجرية فيه يوم الثامن من أغسطس، والغريب أن اليهود يحتفلون في هذا اليوم من كل عام بذكري تدمير هيكلهم الأول، وهذا يعني أن اليوم الذي تم فيه تدمير علوهم الأول سيكون هو بذاته موعد تدمير علوهم الثاني بإذن الله .. الدلالات الرقمية أمّا الرأي الثاني فللكاتب و المفكر الإسلامي المهندس عدنان الرفاعي فيتحدث فيها عن الدلالات الرقمية لعدد الحروف والكلمات في الآيات المشار إليها، ويري أنها واضحة وضوح الشمس لمن أراد أن يتخذها موعدا لنهاية الكيان الإسرائيلي، وقد تحدث عن ذلك في كتابه (المعجزة الكبري)، فيقول إن مجموع عدد الكلمات في الآيات الخمس التي تصف العلوين والإفسادين خمس وسبعون كلمة، كما أن عدد حروف الآية الخامسة وحدها والتي تصف الإفساد والعلو الأول هو خمس وسبعون حرفا، كذلك فإن عدد الحروف في الآية السابعة التي تتحدث عن النهاية بدءا من كلمة : " فإذا جاء "، هو أيضا خمس وسبعون حرفا .. أمّا سبب اجتزاء صدر الآية من العدد وهو " إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم و إن أسأتم فلها "، فلأن هذا الجزء لا يدخل في وصف وقائع العلو الإفساد الثاني .. كما أن عدد حروف "ليدخلوا المسجد " مساو تماما لنظيره في " كما دخلوه أول مرة " في إشارة للمؤمنين الذين سيقضون علي الكيان الإسرائيلي وقد وصفهم الله تعالي ب " عبادا لنا " .. فإذا ما غضضنا الطرف عن الإفساد والعلو الأول حيث إنه قد وقع بالفعل، ووجهنا اهتمامنا إلي العلو والإفساد الثاني والذي نعيش أحداثه الآن فسنجد أن الكيان اليهودي قد أنشيء في العام الشمسي ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين الموافق للعام القمري ألف وثلاثمائة وسبعة وستين كبداية للعلو والإفساد الثاني، فإذا أضفنا العدد خمس وسبعين لهذا الرقم فسوف نحصل علي ألف و أربعمائة واثنين وأربعين، وهي تقابل النصف الأول من العام الشمسي ألفان واثنان وعشرون، ذلك لأن السنة القمرية المشار إليها سوف تبدأ في يوم الثامن من أغسطس من العام ذاته .. ومما سبق يتضح أن موعد زوال دولة إسرائيل وحسب رؤية المهندس عدنان الرفاعي بإذن الله في العام الشمسي القادم بعد تسع سنوات من الآن.. زوال مجدهم الأخير وتجيء ثالثة الأثافي كما يراها الباحث الإسلامي الدكتور كيميائي محيي الدين عبد الغني .. ووجهة نظره تتلخص في رؤية خاصة حيث يري أن عام ألف وتسعمائة وسبعة عشر هو بداية العلو والإفساد الثاني حيث حصل اليهود فيه علي وعد بلفور بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين، وهو ما لم يكن ليستحقونه، ويري أن الآية القرآنية المؤكدة لزوال دولة إسرائيل هي الآية مائة وأربع في نفس سورة الإسراء والتي تنص علي : " وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا " .. واعتبر الباحث أن رقم الآية هو مؤشر الزوال .. فإذا أضفنا إلي رقم ألف وتسعمائة وسبعة عشر، مائة وأربع، فسوف يكون الناتج أيضا ألفين وواحدا وعشرين (بوجود اختلاف طفيف في الموعد النهائي).. وليكون يوم زوال مجدهم الأول هو بذاته يوم زوال مجدهم الثاني والأخير بإذن الله.