طليق العشيقة أقنعها بارتكاب الجريمة للاستيلاء على أمواله . أي علاقة محرمة تبدأ في الظلام لابد أن تنتهى كما بدأت فى الظلام .. فالشياطين لا تستطيع أن تعيش فى النور وتحترق اذا طالتها أشعة الشمس .. بطلا هذه القصة رجل شهوانى وامرأة ساقطة وثالثهما الشيطان الذي تجسد فى صورة طليقها الذي أقنعها بقتل عشيقها الثرى والاستيلاء على أمواله متوهما انه يحتفظ داخل منزله بمبالغ مالية كبيرة .. وبالفعل نفذا جريمتهما وقتلا العشيق .. فهل حصلا على الثروة الطائلة التى قتلاه من أجلها.. وهل افلتا بجريمتهما من قبضة العدالة ؟! .. الاجابة سنتعرف عليها فى السطور القادمة . البداية تشبه معظم البدايات .. داخل مكتب رئيس المباحث الذى يكون دائما اول من يتلقى البلاغ عند وقوع أى جريمة واول من يتحرك لكشف غموضها وفك طلاسمها.. تلقى المقدم علاء خلف الله رئيس مباحث قسم شرطة الساحل بلاغا من شخص يدعى أسامة صبحى إسكندر 56 سنة تاجر ويقيم فى دائرة القسم يفيد باكتشافه مقتل شقيقه الأكبر كمال 59 سنة وهو تاجرأيضا ومقيم كذلك فى دائرة القسم ولم يتهم صاحب البلاغ احدا بالتورط فى قتل شقيقه و يشتبه فى أحد بارتكاب الواقعة انتقل الى مسرح الجريمة العميد عبدالعزيز خضر رئيس مباحث قطاع الشمال والعقيد علاء فاروق مفتش المباحث ووجدا جثة المجنى عليه مسجاه على ظهرها بأرضية غرفة النوم وكان يرتدي ملابسه كاملة دون الملابس الداخلية اسفل منها ووجدت فانلة داخلية ملفوفة حول العنق مما يؤكد ان الجانى استخدمها في خنق القتيل والتخلص منه وعثر على أثار سائل منوى ببنطلون القتيل كما تبين وجود بعثرة بمحتويات غرفة النوم وسرقة جهاز تليفزيون ماركة توشيبا وهاتف محمول خاص بالمجني عليه.. وبدا واضحا ان الجانى تعمد الاستيلاء على الهاتف لإخفاء المكالمات التى اجراها المجنى عليه أو تلقاها قبل مقتله.. تحرر عن ذلك المحضر رقم 7095 لسنة 2013م إداري القسم وتولت النيابة العامة التحقيق وانتقلت الأجهزة الفنية المعاونة في حينه. رحلة البحث كانت توجيهات اللواء أسامه الصغير مساعد وزيرالداخلية لقطاع أمن القاهرة واضحة بسرعة الكشف عن ملابسات الحادث وضبط مرتكبيه .. وبالفعل تم تشكيل فريق بحث تحت اشراف اللواء جمال عبدالعال مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة. وتوصلت التحريات الى وجود علاقة آثمة تجمع القتيل بامرأة كانت تتردد عليه بصورة منتظمة بشقته وشوهدت بصحبته فى توقيت معاصر لتوقيت الجريمة . واصبحت هذه المرأة هى اول خيط يقود الى كشف غموض الجريمة والتوصل الى مرتكبيها ولم يعد متبقيا سوى تحديد شخصيتها وضبطها واستجوابها للتأكد ما اذا كانت متورطة بالفعل فى الجريمة أم ان جهود البحث تسير فى اتجاه خاطئ.. وتبين بتكثيف التحريات ان هذه المرأة تدعى رضا محمد عبد العظيم وتبلغ من العمر 33 عاما ربة منزل وتقيم بشبرا الخيمة وكانت متزوجة من شخص يدعى محمد سليم سيد مصطفى 45 سنة ميكانيكى ويقيم ايضا بشبرا الخيمة ورغم انتهاء علاقتهما الزوجية بالطلاق إلا ان الصلة بينهما لم تنقطع. وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطها بمعرفة الرائد مصطفي ابراهيم والنقباء احمد القاضي ومازن جمال معاوني المباحث وبمواجهتها بما اسفرت عنه التحريات اعترفت امام اللواء عصام سعد مدير المباحث الجنائية بارتكاب الواقعة وأضافت أنها كانت ترتبط بعلاقة جنسية بالمجنى عليه ولعلمها بثرائه خططت للتخلص منه والاستيلاء على متعلقاته بالاشتراك مع طليقها الذى شجعها على ارتكاب الجريمة وأبدى استعداده للاشتراك معها في تنفيذ الجريمة. وتنفيذا للمخطط توجهت لمسكن المجنى عليه وعقب دخولها حضر طليقها وأفتعل مشادة كلامية مع المجنى عليه بحجة وجود طليقته بصحبته ثم غافله وخنقه باستخدام الفانلة الداخلية المعثور عليها بمكان الحادث ولم يتركه حتى تأكد من وفاته واستوليا على كل ما عثرا عليه بالشقة وهو عبارة عن جهاز تليفزيون ماركة توشيبا وهاتف محمول خاص بالمجني عليه ومبلغ مالى 1000 جنيه وكانت خيبة املهما شديدة حيث كانا يتوقعان العثورعلى مبلغ كبير وفوجئا بأنهما ارتكبا جريمة قتل بلا ثمن .. وفرا هاربين مستقلين سيارة أجرة يقودها شخص يدعى مصطفي عبد الفتاح محمد الرباش 50 سنة سائق ومقيم دائرة قسم شرطة شبرا وهو شريكهما الثالث فى الجريمة والذى كان بانتظارهما بالقرب من المنزل لنقلهما وبحوزتهما المسروقات . وايد المتهمان ما جاء في اعترافات المتهمة وأقر طليقها بالاشتراك معها فى قتل عشيقها فى حين اكد السائق عدم اشتراكه فى عملية القتل وان دوره اقتصر على نقل المتهمة وطليقها وبحوزتهما المسروقات عقب ارتكاب الجريمة.. وتم بإرشاد المتهمين ضبط المسروقات ومبلغ 650 جنيها وأضافوا بإنفاقهم باقي المبلغ على متطلباتهم الشخصية وبعرض المضبوطات على شقيق المجنى عليه تعرف عليها واكد انها بالفعل تخص شقيقه القتيل واتهمهم بارتكاب الواقعة والتخلص منه ثم سرقة متعلقاته. تحرر عن ذلك ملحقا للمحضر الأصلي وتولت النيابة العامة التحقيق حيث وجهت للمتهمين تهم القتل العمد المقترن بالسرقة وامرت بحبسهم على ذمة التحقيقات.