منذ سنوات ونحن نشعر بوجود أزمة حقيقية بين المسلمين والأقباط علي أرض هذا الوطن..هذه الأزمة كانت أشبه بالبركان الخامد الذي يثور من وقت لآخر مطلقا حممه الملتهبة التي تقضي علي الاخضر واليابس وتحرق كل من يعترض طريقها ومع ذلك لم يتحرك احد لعلاج المشكلة من جذورها واطفاء نار الفتنة التي تتصاعد يوما بعد آخر.. واخشي ان تصل الي درجة لا يستطيع احد اخمادها ! للاسف تعاملت القيادات السياسية والدينية مع حالة الاحتقان الديني التي تشهدها مصر منذ سنوات بطريقة ساذجة متصورة ان حضور كبار المسئولين المسلمين للقداس في الكاتدرائية واقامة مائدة إفطار الوحدة الوطنية في الكنيسة سنويا وتبادل الأحضان والقبلات أمام عدسات المصورين وكاميرات الفضائيات سينهي كل الاختلافات والمشاحنات ! يا سادة الازمة اكبر بكثير من ان تنهيها عبارات المواساة المتبادلة والشعارات التي فقدت مضمونها مثل يحيا الهلال مع الصليب وغيرها.. العلاج يبدأ اولا بتشخيص المرض وتحديد اسبابه ومضاعفاته ثم البدء في منح الجسد المصري المريض جرعات متكررة من مضادات الفتنة العلاج يبدأ من المسجد والكنيسة ..يبدأ من الشيخ والقس ..يبدأ من المعلم داخل الفصل..يبدأمن الاب والام داخل المنزل يجب ان يكون الدرس الاول الذي يتعلمه كل طفل علي ارض مصر ان الوطن للجميع وان الدين لله وحده يجب ان يتعلم اننا شركاء في وطن واحد وليس شركاء في محل تجاري حتي يمكننا ان نفسخ التعاقد ونفض الشراكة بيننا يجب ان يتعلم ان العنف لن يصلح ابدا كوسيلة للتعامل مع اخوته واقناع الطرف الآخر بوجهة نظره يجب ان يتعلم ان قمة التدين في احترام عقائد الآخرين وعدم تسفيه عقولهم يجب ان يتعلم اننا جميعا في قارب واحد ليس امامه سوي حل واحد وهو الوصول للبرالآمن يجب ان يتعلم ان القرآن قال"وجادلهم بالتي هي احسن"وان الانجيل قال"علي الارض السلام وبالناس المسرة يجب ان يتعلم ان ليس كل صاحب لحية وجلباب ابيض ارهابيا دمويا يجب ان يتعلم ان الطريق الي الجنة ليس بحرق الكنائس..