كانت الإجابة علي سؤال المرحوم حسن البنا عن الأسباب التي دعت مسئول التنظيم السري التابع لجماعة الإخوان إلي اغتيال القاضي الخازندار.. هي ان من أفتي بقتل الخازندار هو حسن البنا نفسه باعتبار انه سئل يوما عن رأيه فيمن يحكم بغير ما انزل الله، فقال انه كافر، حينها بكي البنا، ولعله أدرك ساعتها خطورة استخدام سلاح التكفير، ولعله ادرك ساعتها أيضا طبيعة المخاطر التي تهدد تنظيم اعتمد علي الحشد وليس علي التثقيف السياسي، واعتمد علي مخاطبة العواطف وليس التعامل بواقعية مع طبيعة العصر. ذلك الاغتيال الشهير قد أدي إلي صدام الإخوان وبين حليفهم السابق النقراشي باشا رئيس الوزراء الذي اصدر قرارا بحل جماعة الإخوان، فقام الإخوان بقتله واضطر حسن البنا إلي ان يصدر بيانا بعنوان ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين.. وحينها ادرك أيضا انه مقتول لأن القصر الملكي لن يقبل باغتيال واحد من حلفائه في مقام رئيس الوزراء حتي ان البنا قد طلب ان يدخل السجن حتي يأمن علي حياته فقوبل طلبه بالرفض. ذلك كان الصدام الأول في حائط الصد الثاني بين الإخوان والزعيم جمال عبدالناصر فقد تحول التحالف بينهما إلي رغبة إخوانية في الهيمنة علي قرارات مجلس قيادة ثورة 32 يوليو، فلما رفض عبدالناصر ان يراجع مكتب الارشاد قرارات مجلس الثورة شرعوا باغتياله بواسطة احد رجال التنظيم السري فكان صداما مروعا بين الإخوان وعبدالناصر. وللحديث بقية ان شاء الله...