مهرجان ‬القاهرة ‬خطوة ‬علي ‬الطريق

-‬تفائلت ‬كثيرا ‬باختيار ‬الناقد ‬الكبير ‬سمير ‬فريد ‬رئيسا ‬لمهرجان ‬القاهرة ‬السينمائي ‬فهو ‬يتمتع ‬بثقافة ‬سينمائية ‬واسعة ‬وله ‬أكثر ‬من ‬خمسين ‬مؤلفا ‬فى ‬السينما ‬وقد ‬أتيح ‬له ‬حضور ‬أكبر ‬المهرجانات ‬فى ‬العالم ‬وجرى ‬تكريمه ‬فى ‬العديد ‬منها ‬ومن ‬بينها ‬مهرجان ‬كان ‬الذى ‬منحه ‬قبل ‬سنوات ‬ميدالية ‬المهرجان ‬التى ‬تمنح ‬لكبار ‬النقاد ‬والسينمائيين ‬كما ‬أن ‬فريد ‬ساهم ‬فى ‬تأسيس ‬مهرجانات ‬عربية ‬لعل ‬أقربها ‬مهرجان ‬أبو ‬ظبى ‬السينمائى ‬علاوة ‬على ‬أنه ‬يتمتع ‬بعلاقات ‬طيبة ‬مع ‬أغلب ‬السينمائيين ‬اضافة ‬الى ‬شخصيته ‬وحضوره ‬الواثق ‬لهذا ‬كله ‬توقعت ‬أن ‬يضع ‬حدا ‬لكل ‬الخلافات ‬التى ‬وقع ‬فيها ‬المتناحرون ‬على ‬المهرجان ‬وأن ‬يستوعب ‬أكبر ‬قدر ‬منهم ‬ويحاول ‬لم ‬الشمل ‬واتخاذ ‬اجراءات ‬سريعة ‬،حاسمة ‬لانقاذ ‬ما ‬يمكن ‬انقاذه ‬لاقامة ‬الدورة ‬المقبلة ‬من ‬المهرجان ‬لكن ‬جاء ‬قرار ‬سمير ‬فريد ‬ومجلس ‬ادارة ‬المهرجان ‬الذى ‬قام ‬بتشكيله ‬بتأجيل ‬دورة ‬هذا ‬العام ‬مفاجئا ‬للكثيرين ‬،صحيح ‬أن ‬الوقت ‬ضيق ‬وأن ‬طموحات ‬فريد ‬وفريق ‬العمل ‬معه ‬كبيرة ‬لاقامة ‬مهرجان ‬على ‬أسس ‬سليمة ‬والظروف ‬الاقتصادية ‬للدولة ‬لا ‬تسمح ‬بتخصيص ‬ميزانية ‬مناسبة ‬تتيح ‬اقامة ‬دورة ‬متميزة ‬والحصول ‬على ‬حق ‬العرض ‬الأول ‬لأفلام ‬جديدة ‬والظروف ‬السياسية ‬التى ‬يمر ‬بها ‬المجتمع ‬فى ‬حربه ‬ضد ‬الارهاب ‬كلها ‬عوامل ‬ترجح ‬تأجيل ‬دورة ‬المهرجان ‬هذا ‬العام ‬كما ‬سبق ‬وتأجلت ‬فى ‬2011.‬
- كنت ‬أتمنى ‬قبل ‬اتخاذ ‬هذا ‬القرار ‬أن ‬يجلس ‬سمير ‬فريد ‬مع ‬الفرق ‬المتناحرة ‬على ‬المهرجان ‬واعنى ‬جمعية ‬مهرجان ‬القاهرة ‬التى ‬يمثلها ‬يوسف ‬شريف ‬رزق ‬الله ‬وفريق ‬العمل ‬معه ‬والناقد ‬أمير ‬العمرى ‬الذى ‬جاء ‬فى ‬الوقت ‬الخاطئ ‬وتحمل ‬أوزار ‬الوزير ‬السابق ‬والحرس ‬القديم ‬الذى ‬تمثله ‬السيدة ‬سهير ‬عبد ‬القادر ‬خاصة ‬انها ‬صحبة ‬مبادرة ‬اقامة ‬الجناح ‬المصرى ‬فى ‬مهرجان ‬كان ‬الماضى ‬بدعم ‬كامل ‬من ‬وزارة ‬السياحة ‬وأعدت ‬أفيش ‬الدورة ‬الجديدة ‬وعقدت ‬اتفاقات ‬مع ‬شركات ‬الانتاج ‬ودعت ‬سينمائيين ‬كبار ‬لحضور ‬المهرجان ‬بعلاقاتها ‬الواسعة ‬وخبرتها ‬الكبيرة ‬حيث ‬ظلت ‬هى ‬دينامو ‬المهرجان ‬مع ‬كل ‬الرؤساء ‬الذين ‬تعاقبوا ‬عليه ‬وقد ‬يختلف ‬البعض ‬على ‬شخصها ‬لكن ‬لايمكن ‬لمنصف ‬أن ‬يقلل ‬من ‬كفاءتها ‬فى ‬ادارة ‬العمل ‬كنت ‬أتصور ‬أن ‬يضع ‬الجميع ‬يدهم ‬معا ‬ويتكاتفوا ‬لاقامة ‬الدورة ‬المقبلة ‬وينسوا ‬خلافاتهم ‬التى ‬دفع ‬ثمنها ‬المهرجان ‬ورغبة ‬كل ‬فريق ‬فى ‬اقصاء ‬الاخر ‬والانفراد ‬بادارة ‬المهرجان
- ان ‬تحويل ‬المهرجان ‬لمؤسسة ‬رسميه ‬هو ‬خطوة ‬البداية ‬التى ‬طال ‬انتظارها ‬،لقد ‬ظل ‬المهرجان ‬بلا ‬تنظيم ‬محدد ‬لسنوات ‬طويلة ‬لكن ‬الخطوات ‬الاولى ‬التى ‬اتخذها ‬فريد ‬بتشكيل ‬مجلس ‬ادارة ‬له ‬ثم ‬تقسيم ‬البرامج ‬لتشارك ‬بها ‬نقابة ‬السينمائيين ‬وجمعية ‬نقاد ‬السينما ‬ومعهد ‬السينما ‬تضع ‬المهرجان ‬لاول ‬مرة ‬منذ ‬سنوات ‬على ‬الطريق ‬الصحيح
- افتقدت ‬مكالمته ‬وصوته ‬الهادئ ‬فى ‬الاسبوع ‬الماضى،وشعرت ‬بخواء ‬غريب ‬فقد ‬اعتاد ‬أن ‬يتصل ‬بى ‬ظهر ‬كل ‬خميس ‬بعد ‬ان ‬يطالع ‬العدد ‬الجديد ‬من ‬مجلة ‬أخبار ‬النجوم ‬ليبدى ‬رأيه ‬فيما ‬نطرحه ‬من ‬قضايا ‬وكان ‬يؤكد ‬لى ‬قائلا ‬أنها ‬المجلة ‬الوحيدة ‬التى ‬أقرأها ‬من ‬الجلدة ‬للجلدة ‬والتى ‬أشعر ‬بانتماء ‬مثير ‬لها ‬فقد ‬كتبت ‬فى ‬صحف ‬ومجلات ‬عديدة ‬لكن ‬انتمائى ‬لاخبار ‬النجوم ‬ظل ‬هو ‬الأكبر ‬فقد ‬بدأ ‬الكتابة ‬بها ‬منذ ‬سنوات ‬وحتى ‬قبل ‬رحيله ‬بساعات ‬وحكت ‬لى ‬زوجته ‬السيدة ‬ليلى ‬أنه ‬ما ‬ان ‬سمح ‬له ‬الاطباء ‬بالخروج ‬من ‬العناية ‬المركزة ‬الى ‬غرفة ‬عادية ‬حتى ‬طلب ‬قلم ‬وورق ‬ليكتب ‬المقال ‬الأخير ‬ويضرب ‬مثلا ‬لكثير ‬من ‬المتنطعين ‬فى ‬معنى ‬الالتزام ‬
- برحيل ‬رفيق ‬الصبان ‬فقدنا ‬سينمائيا ‬كبيرا ‬وأحد ‬عشاق ‬الفن ‬السابع ‬الذى ‬تعددت ‬كتاباته ‬كناقد ‬حرص ‬دوما ‬أن ‬يأخذ ‬بيد ‬المبدعين ‬الصغار ‬وأن ‬يترفق ‬بهم ‬فى ‬كتاباته ‬ويشجعهم ‬ويقول ‬لو ‬ظهرت ‬بوادر ‬موهبة ‬فى ‬مشهد ‬واحد ‬من ‬الفيلم ‬لابد ‬أن ‬نأخذ ‬بيدها ‬ونعطيها ‬فرصة ‬اخرى ‬كما ‬فقدنا ‬كاتب ‬سيناريو ‬كبير ‬اختار ‬أن ‬يكتب ‬اغلب ‬أفلامه ‬عن ‬روايات ‬أدبية ‬مثل ‬‮»‬قطة ‬على ‬نار ‬‮«‬ ‬عن ‬مسرحية ‬‮«‬قطة ‬فوق ‬صفيح ‬ساخن ‬‮«‬لتنسى ‬وليامز ‬والرغبة ‬عن ‬مسرحية ‬رغبة ‬تحت ‬شجرة ‬الدردار ‬
تستطيع ‬أن ‬تميز ‬لغة ‬الحوار ‬المعبرة ‬بسهولة ‬عن ‬الموقف ‬الدرامى ‬فى ‬أفلام ‬الصبان ‬والتى ‬يغلب ‬علىها ‬طابع ‬الرومانسية ‬ولعل ‬أشهرها ‬الفيلم ‬الناجح ‬‮«‬حبيبى ‬دائما ‬‮«‬الذى ‬شارك ‬فى ‬كتابة ‬السيناريو ‬مع ‬كاتبة ‬كوثر ‬هيكل
- ‬جاء ‬رفيق ‬الصبان ‬الى ‬مصر ‬أواخر ‬الستينيات ‬من ‬القرن ‬الماضى ‬واستقر ‬بها ‬ولم ‬يعد ‬الى ‬وطنه ‬سوريا ‬الا ‬فى ‬زيارات ‬متقطعة ‬صارت ‬مصر ‬هى ‬بلاده ‬و ‬أهله ‬وكانت ‬وصيته ‬بأن ‬يدفن ‬بها
برحيله ‬فقدنا ‬سينمائيا ‬من ‬طراز ‬رفيع ‬وفقدت ‬أنا ‬أستاذا ‬وصديقا ‬سأظل ‬أعتز ‬دوما ‬به
وداعا ‬توفيق ‬صالح
فى ‬يومين ‬متعاقبين ‬رحل ‬رفيق ‬الصبان ‬وتبعه ‬صديقه ‬وجاره ‬فى ‬السكن ‬المخرج ‬الكبير ‬توفيق ‬صالح ‬،وذهب ‬السينمائيون ‬لتشييع ‬جثمان ‬رفيق ‬بعد ‬صلاة ‬الظهر ‬وسارعو بعدها لوداع توفيق صالح بعد العصر ، رحم الله كلاهما ورحم شهداءنا الذين سالت دمائهم .