»عايز أختي كاميليا«! اسمها: كاميليا شحاتة زاخر.. عمرها: »52 سنة« أو يزيد قليلا.. زوجة كاهن ديرمواس.. متدينة.. صعيدية من جنوب مصر.. تعمل مدرسة علوم.. تركت منزل الزوجية منذ عام تقريباً نتيجة مشاكل زوجية.. ثم قالوا انها اسلمت وان أمن الدولة - سابقاً- يتحفظ عليها في مكان آمن.. وقامت الدنيا بعدها ولم تقعد حتي الآن - وكأن حكاية كاميليا شحاتة هي قضية أمن قومي - وتظاهر آلاف الاقباط داخل الكاتدرائية بالعباسية - وقتها - رافعين اللافتات تندد غاضبة »نريد كاميليا شحاتة« ولافتات أخري أكثر استفزازاً تستغيث بالرئيس الامريكي السابق والحالي أيضاً - ان يتدخل لانقاذ الصليب في شخص كاميليا شحاتة! .. وظهرت كاميليا شحاتة وقيل وقتها ان جهاز أمن الدولة - الله لايرجعه - سلمها للكنيسة تسليم أهالي.. ولكن قبل ان يحدث ذلك - سرعان ما ظهر أصحاب الفتنة علي مواقع الانترنت يضعون صورة كاميليا شحاتة وهي ترتدي الخمار - دون ان يجهد هؤلاء السلفيين أو الجهاديين - انفسهم ويكتشفوا ان هذه الصورة تم تحريفها بواسطة برنامج »الفوتوشب«.. فمن الذي رآها وهي محجبة وقام بتصويرها؟!.. وأين رأها؟!.. ولأن مصلحة البعض - منا - وهم من أصحاب الثورة المضادة بلاشك - تأجيج نار الفتنة باستمرار - اخذوا يرددون كذبا وافتراء - ان الست كاميليا تعمل الآن خادمة للبابا شنودة في المقر البابوي وعلي المسلمين جميعا انقاذها من العبودية وعتق رقبتها! وتمضي الأحداث! هدأت العاصفة قليلاً.. ودخل اصحاب اللحي الطويلة - التي يقترب طولها من صدورهم - والجلابيب البيضاء القصيرة - جحورهم - بفعل فاعل - وظننا وقتها ان سحابة الصيف السوداء قد انقشعت بعد عودة الست كاميليا إلي بيتها وأولادها.. وقامت الثورة في 52 يناير بأقباطها ومسلميها- لتهدم نظاما فاسداً احترف صناعة الارهاب - دون وازع من ضمير في بقاع كثيرة من أرض مصر.. مرة باسم المتشددين والمتطرفين الاسلاميين.. ومرة أخري باسم جيش التحرير التابع لمنظمة حماس الفلسطينية.. ومرة أخيرة باسم حزب الله اللبناني - ويا عالم لو لم تقم ثورة الشباب ماذا كانوا يخططون ويدبرون لنا؟!.. ولكن بدلاً من ان يستوعب هؤلاء الاسلاميون الدرس - نجدهم وقد خرجوا من القمقم لاثارة الفوضي في الشارع باسم كاميليا شحاتة يرفعون لافتات مكتوب عليها: »عايز اختي كاميليا«!.. والحقيقة أن لا الاسلام ينقصه الست كاميليا ولا المسيحية ستسقط بغياب هذه السيدة- التي لو خرجت للكافة وتكلمت لخرست الألسنة جميعاً! الذي لايعرفه السلفيون - ولاقائدهم الشيخ حافظ سلامة - العجوز الذي نسي تاريخه النضالي كقائد للمقاومة الشعبية في السويس إبان حقبة الستينات وأوائل السبعينات - حتي منتصفها - اننا كلنا سلفيون نسير علي هدي الكتاب والسنة النبوية - دون شطط ودون أن نربي ذقوننا أو نرتدي الجلابيب وأقول لهؤلاء في النهاية.. مهما فعلتم فلن تجروا مصر إلي الوراء ابداً.. فاليوم تقولون لنا بأن الدولة المدنية حرام.. والعلمانية كفر والحاد.. وغدا لو تركناكم تخربون عقول ابنائنا ستدعون ان الملابس التي نرتديها هي ايضا حرام وان ارتداء الجلابيب وترك اللحي هو ارضاء لله تعالي ورسوله صلي الله عليه وسلم! ولا استبعد - يوماً - ان نجد كتباً تباع علي الارصفة بأسم: كيف تصبح سلفيا لكي تدخل الجثة؟!