لم يكن لي يوما شرف الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين.. لكني كنت منضما بقلبي وعضوا بمشاعري ومتعاطفا معهم بكل أحاسيسي!.. لكني لم أكن اجرؤ علي التصريح بتلك المشاعر إلا في دائرة أصدقائي المقربين جدا والذين لا يزيد عددهم علي أصابع اليد الواحدة! كانت كراهيتي للنظام السابق تعتمد علي أسباب تتزايد يوما بعد يوم، لكن كان أهم هذه الأسباب علي الاطلاق هو موقف هذا النظام الذي أنهي الحرب مع اسرائيل وابقي عليها مشتعلة مع جماعة الاخوان المسلمين! كانت الرياضة المفضلة لهذا النظام والتي يمارسها بانتظام للحفاظ علي رساقته السياسية هي الزج بالاخوان في السجون بين الحين والآخر وقبل كل انتخابات محلية أو تشريعية أو رئاسية.. أو حتي انتخابات الاتحادات الطلابية أو النقابات المهنية!.. كان يؤلمني كل خبر يحمل عددا جديدا من أعضاء الجماعة الذين تم القبض عليهم أو اعتقالهم وترحيلهم للسجون.. كان يؤلمني حرص الصحف المسماة بالقومية علي نشر هذه الأخبار في صدر الصفحة الأولي دون أن تغفل لقب المحظورة لتصف به الجماعة حتي صار لقب كل عضو بمرور الوقت هو »المحظور«!.. قلبي كان يتمزق وأنا أري نساءهم وأطفالهم داخل قاعات المحاكم وأمام غرف التحقيق بالحجاب والنقاب وفي عز الحر في مشهد لا ينافسه سوي مشهد الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة! الحديث عن الاخوان يطول ويتشعب والمساحة لا تسعفني للحديث عن القسوة والظلم والقهر وكل ما تعرضوا له علي أيادي حراس النظام السابق.. الآن يثور جدل كبير ومقارنات لا تنتهي بين جماعة الاخوان والسلفيين وباقي أجنحة التيار الإسلامي.. ولن يتوقف الجدل أو المقارنات في الشارع المصري بعد أن أصبح كل جناح من هذه الأجنحة قوة سياسية لا يستهان بها في المشهد السياسي.. وان كنت لا أخفي انحيازي لجماعة الاخوان التي أعلنت أنها سوف تقبل في عضويتها المسيحيين وهذا تطور هائل في فكر الجماعة.. ولولا أنني من المدخنين الذين فشلوا حتي الآن في الاقلاع عن التدخين لكنت أول من قدم أوراق طلب العضوية بعد ثورة يناير!.. ولولا هذه الثورة ما كنت اجرؤ علي أن اعترف في صحيفة قومية بأنني مصري الجنسية.. اخوانجي الهوي!