ما إن بدأت امريكا في الاعلان عن إسم آن باترسون كسفيرة بديلة لمارجريت سكوبي حتي تعالت الاصوات الرافضة لوجودها في مصر مؤكدين ان اسمها يحمل سجل اسود من التورط في التخطيط لتنفيذ اغتيالات لرموز سياسية معروفة اثناء فترة انتدابها للعمل في كولومبيا و باكستان. الاصوات المعارضة وصفت تعيينها بمصر بكونه مؤامرة امريكية لإجهاض الثورة المصرية و تعطيل العملية الديمقراطية و طالبت المعارضة القوى الوطنية و المجلس العسكرى برفض اعتماد اوراق السفيرة مؤكدين ان اموال الدعم الامريكي لمصر هى اموال لإجهاض ثورتها فقط. من خلال البحث عن سيرة باترسون على مواقع الانترنت تكشف عن عملها كدبلوماسية امريكية منذ عام 1973 لتتدرج فى مناصب رفيعة تابعة لوزارة الخارجية الامريكية شغلت منصب كبير موظفي الخارجية والمستشار الاقتصادي للسعودية منذ عام 1984و حتي عام 1988 ثم اصبحت المستشار السياسي لدي الأممالمتحدة في جنيف في الفترة من 1988 إلي 1991. خدمت باترسون فى السلفادور ثلاث سنوات حتى عام 2000 ثم انتقلت الى كولومبيا عام واحد ثم عادت لتشغل منصب نائب المفتش العام فى الخارجية الامريكية لعام ليتم تعيينها المندوب الامريكى الدائم فى الاممالمتحدة و فى عهد بوش الابن قام بتعيينها فى باككستان حتى عام 2010 الى ان انتقلت للعمل فى مصر و كشفت برقيات ويكيليكس عن دور باترسون فى باكستان لجمع و تنسيق ملفات المخابرات بالدولة و ساعدت فى نشر قوات بلادها للتعاون مع الباكستانيين و جهاز مخابراتها. و بالعودة الى مصر و الايام الاخيرة لحكم الرئيس المعزول محمد مرسى تبارت الصحف المصرية و الامريكية فى كشف العلاقة الوطيدة التى تربط بين السفيرة و قيادات الجماعة و على رأسهم خيرت الشاطر و كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن دور باترسون الضخم لمحاولة انقاذ مرسى و جماعته من السقوط كما كشفت عن الضغوط التى مارستها على الجيش لإستمرار التوافق مع الرئيس لسابق و ارادت ان يظل فى الحكم بأى شكل حتى و لو كان بقاؤه بلا صلاحيات على ان يتم اختيار حكومة جديدة تتولى شئون البلاد و هو ما قوبل بالرفض من قبل القوات المسلحة و مرسى ايضا. ما حدث فى مصر انعكس بالفشل على مهمة السفيرة الامريكية التى كانت تضمن تنفيذ المخطط الامريكى بدعم نظام الاخوان فى مصر لتواجه موجة من الغضب يقودها المصريين ممن يطالبون بطردها من مصر و كذلك مهددة بالاستجواب من قبل إدارة اوباما للتعرف على اسباب فشلها فى تنفيذ مهمتها التى دعمتها امريكا بالمال و المجهود.