مصيبة أن أطفالنا وهم أكبادنا التي تمشى على الأرض أصبحوا لا يخافون ولا ترتعد فرائصهم هلعا وجزعا مما يشاهدوه ويعاينوه على الطبيعة من مشاهد القتل والدمار والخراب فى المظاهرات والاحتجاجات بل ويشاركون بثبات وعزيمة لا تلين فى هذه الأحداث بالقاء قنابل المولوتوف والزجاجات الحارقة والحجارة ويطلقون الرصاص على قوات الشرطة وكأنها قوات احتلال! لقد أصبح لديهم مفاهيم ومواقف فى الحياة يدافعون عنها وأصبحت لهم آراء فى السياسة والدين والوطن والدستور والحرية والعدالة وأصبحوا يناقشون ويجادلون ويضربون من يخالفهم الرأى فيها بالسنج والجنازير والمطاوى والشوم والأحذية!.. ولا غرابة فقد تعلموا هؤلاء المساكين من الكبار أشياء تدعو إلى العنف والقتل والخيانة ولا تدعو إلى القيم والمثل العليا والمبادئ واعتقدوا فى غفلة من الزمن ومنا بأن الحوار من أجل الوصول إلى الحق والحقيقة لا يحتاج إلى ثقافة وأن أقصر الطرق للوصول إلى الحق والحقيقة هى ثقافة الرصاص والقتل والتدمير والخراب! مصيبة.. لقد تعلموا أطفالنا من الكبار أن الخيانة والغدر شيمة من شيم الكبار.. لقد تعلموا أن المدارس التى يذهبون إليها للتعلم ما هى إلا أوكارا للعنف والفساد!.. لقد تعلموا أن المساجد والكنائس التى يرتادونها للصلاة ما هى الا مفرخات للمتعصبين والارهابيين! لقد تعلموا أن الحدائق المكتظة بالورود الجميلة ليست للعب أو الترويح وانما هى مقابر يدفن فيها آباؤهم واخوانهم وأحباؤهم وأصدقاؤهم! لقد تعلموا أن السكين لا تستخدم لقطع التفاح أو لتقشير البرتقالة وانما تستخدم للتهديد والذبح وقطع الرقاب وتقطيع الأوصال وبقر البطون!.. لقد تعلموا أن الوطن ما هو إلا سلعة تباع وتشترى فى مزادات السياسية العلنية وغير العلنية دون خجل أو حياء! لقد تعلموا كل ما يدعو إلى الخراب والدمار.. ألم أقل لكم أنها مصيبة.. فما يشاهدوه ويعاينوه من مصائب وأهوال وكوارث جعلهم يكتشفون هشاشة تعاليمنا لهم عن الحب والخير والسلام وأن هذه كلها لم تكن سوى حكايات قبل النوم أو للتسلية ليس أكثر فيما الواقع بشع وليس فيه مكان لهذه التعاليم المسكينة! انقذوا أبناءنا أكبادنا التى تمشى على الأرض الذين لا ذنب لهم سوى أنهم دخلوا مرغمين فى زمن الخوف والقتل واللعب مع الكبار! انقذوهم قبل فوات الآوان!!