نعم جبهة الإنقاذ بعيدة عن الشارع.. وأسباب تاريخية وراء تراجع الدور السياسي لحزب الوفد خوض الانتخابات بدون ضمانات انتحار سياسي.. والأحزاب تخسر بمقاطعتها نزول الجيش الي الشارع أمر خطير.. أتمني ألا نصل إليه مبارك نجح في تجريف كل الكفاءات السياسية والاقتصادية والفنية منير فخري عبد النور وزير السياحة السابق والعضو البارز بجبهة الإنقاذ يرصد المشهد السياسي المرتبك في مصر وانعكاسه علي الشارع.. ويري أن الاتهامات الموجهة لجبهة الإنقاذ إنما هي حملة إعلامية تهدف الي تشويه صورتها فقيادات الجبهة دعاة حوار.. كما يؤكد مشاركة الجبهة وحزب الوفد الذي هو جزء أصيل من الجبهة في الانتخابات البرلمانية القادمة بشرط توافر ضمانات نزاهتها وإلا كانت المشاركة انتحاراً سياسياً..ويصرح بأن لجبهة الإنقاذ مشروعاً متكاملاً سياسياً واقتصادياً وإجتماعياً ولكنه لم يتم نشره بشكل جيد لذا يري ضرورة النزول إلي الشارع لشرحه وعرضه لإقناع الرأي العام بأن الجبهة هي البديل الآمن للنظام الحالي ويؤكد علي ضرورة سفر وفد من الجبهة إلي الخارج لطرح أفكارها وأهدافها في عواصم العالم لنيل ثقتها في قدرة الجبهة علي الإدارة الرشيدة.. ويستنكر المحاكمات التي يتعرض لها الشباب الذين لولاهم ما قامت ثورة 25 يناير ويطالب بتكريمة بدلاً من محاكمتة.. وعن السياحة فيشير إلي أن مصر قادرة علي جذب 30 مليون سائح سنوياً وتحقيق ما لا يقل عن 25 مليار دولار سنوياً لكن ذلك يتطلب أمن واستقرار .. وإلي مزيد من التفاصيل في حوار منير فخري عبد النور ل(الأخبار).. إلي أين يتجه الوضع السياسي الآن في مصر؟ - الوضع السياسي مرتبك للغاية وأعتقد أننا في مأزق..فمن ناحية لم تستكمل بناء مؤسسات الدولة بعد عامين أو أكثر من قيام الثورة فليس لدينا مجلس نواب ولا حكومة دستورية وفقاً لأحكام الدستور..كما نشهد صراعاً واضحاً بين سلطات الدولة أي بين السلطة التشريعية والسلطة القضائية،وبين السلطة التنفيذية والسلطة القضائية..ونرصد انقساماً كبيراً علي الساحة السياسية بين الأحزاب ذات المرجعية الاسلامية والأحزاب الوطنية وليست المدنية وأصر علي هذه التسمية لأن الوطنية تعني الايمان بالوطن وعلي عكس الأحزاب الأخري التي لا تؤمن بالوطن..باختصار الوضع السياسي مرتبك جدا وغير واضح الي أين نتجه..لكن الأهم من ذلك كله أن المواطن المصري أينما نذهب نجده يشكو ويشعر بالقلق من الغد. التعديل الوزاري وما تعليقك علي التعديل الوزاري الذي كان ينتظره المواطن المصري ؟ - التعديل الوزاري كان من المفترض أن يهدف إلي لم الشمل عن طريق تشكيل وزارة تجمع بين أطراف الجماعة السياسية أوالجماعة الوطنية المصرية،أو اختيار للكفاءات،أوتشكيل حكومة محايدة لكي تدير الانتخابات البرلمانية القادمة..لكن ما حدث لم يحقق أي من الأهداف الثلاثة التي كان ينشدها الرأي العام.. لذلك التعديل الوزاري لم يقنع أحدا وأرفض أن يخرج علينا من يقول:"فلنعط فرصة للوزراء الجدد وننتظر النتيجة" لأنه ليس من المعقول أن أختار شخصا ضعيف البنية وأطلب منه أن يحمل حملا ثقيلا وأتوقع أن ينجح .. نحن أمام مشكلات عملاقة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية وهي في حاجة الي عمالقة في قدراتهم وكفاءاتهم وخبراتهم وعلمهم لمواجهة هذه المشكلات. هل تتوقع أن تتم الانتخابات في موعدها خاصة أن هناك رأيا يتوقع أن الشكل الذي انتهي إليه التعديل الوزاري مؤشر بأنها ستؤجل ؟ - علي العكس هناك من يري أن هذا التعديل سيعجل بالانتخابات وهناك آراء تزعم أنه بعد عيد الفطر سيخرج الرئيس مرسي في 10 أغسطس أو12 أغسطس ليفتح باب الترشيح كلها آراء وهذه الكارثة التي نشهدها الآن..كلنا نضرب أخماسا في أسداس وكلنا نحاول قراءة ما بين السطور وذلك دليل علي غياب الشفافية. هل مؤسسة الرئاسة طلبت من حزب الوفد أوجبهة الإنقاذ ترشيح أسماء لعرضها عليها ؟ - نعم..تمت اتصالات مع رئيس حزب الوفد والدكتور محمد أبوالغار والدكتور أحمد السعيد..ولكن هذا "عيب"هذا دليل إضافي علي عدم الجدية أوعدم الخبرة أوعدم العلم بأسلوب التعامل مع أطراف الجماعة السياسية المصرية..المشكلة ليست مجرد اختيار أفراد ولكن اتفاق علي أهداف وسياسات وهذا الاتفاق يتم بعد الحوار الجاد حول نقاط معينة وفقاً لجدول أعمال معين ومحدد..مصر دولة كبيرة وعظيمة..الرد علي سؤالك "نعم" لكن أسلوب وطريقة الاتصال والهدف منه ليس بريئا..وهنا أتساءل هل الهدف هو حل المشكلة أم تجميل الشكل ؟..الذي يريد حل المشكلات يجب أن يعرف أن كل المشكلات التي نواجهها بدون استثناء لا يمكن حلها إلا في إطار توافق وطني واسع.. التوافق هونتاج نقاش وحوار. جبهة الإنقاذ تواجه اتهامات بأنها لا تريد المشاركة..فما تعليقك؟ - للأسف هذا يأتي في إطار الدعاية السلبية..هذا كلام غير صحيح..نحن دعاة الاتفاق حول أهداف وسياسات محددة..نحن دعاة التوافق وأكرر حل كل مشكلاتنا يكمن في التوافق الوطني والسياسي ولكن يجب أن يتم الحوار بطريقة جادة لإتاحة أكبر الفرص لإنجاح الحوار..نريد أن نتوافق بعد مناقشة جادة حول النقاط الأساسية التي يبدوأننا مختلفون حولها. محاكمات الشباب ما تعليقك علي المحاكمات التي يتعرض لها شباب الثورة اليوم ؟ - نحن جميعا مدينون لهؤلاء الشباب،لولا هؤلاء الشباب لكان حسني مبارك مازال يحكمنا حتي اليوم..الحقيقة أن هذا الشباب لابد وأن يكرم لا أن يحاكم .. يجب أن يحترم لا أن يعاقب..هذا الشباب يستحق تقديرنا العظيم. الشباب يأخذ علي جبهة الإنقاذ إنها بعيدة عن الشارع وبعيدة عن مطالبهم؟ - جبهة الإنقاذ ليست بعيدة عن مطالب الشباب ولكنني لا أنكر أنها بعيدة عن الشارع وهذا نقد في محله..نعم،لابد وأن تنزل جبهة الإنقاذ إلي الشارع ويجب أن تجوب ربوع البلاد وتدخل القري والنجوع والأزقة والحارات.. خاصة إن كانت تتجه إلي خوض الانتخابات القادمة. الانتخابات البرلمانية وهل الجبهة أعلنت موقفها الأخير بالنسبة لخوض الانتخابات خاصة أن هناك تصريحات نشرت بأنها تستعد لخوض الانتخابات ؟ - موقف الجبهة واضح جداً،الجبهة علي استعداد لخوض المعركة الانتخابية شرط أن تضمن أن تكون هذه الانتخابات نزيهة وأمينة وشفافة وهذا موقفها الرسمي وبالتالي فقانون الانتخابات يجب أن يتيح تلك النزاهة وتقسيم الدوائر يجب أن يكون منطقياً وليس مفصلاً علي مقاس طرف معين وأن يكون هناك إشراف قضائي كامل علي كل صندوق ولابد وأن يتيح القانون الإشراف والمتابعة الدولية وأشدد علي الدولية..وأخيراً يجب أن تجري تلك الانتخابات في ظل حكومة محايدة وغير منحازة لطرف أولآخر وهذا ما كنا نأمله في التعديل الوزاري لكن ما حدث خيب آمالنا وزاد من إحباطنا ومن قلقنا وإن لم تتوافر تلك الشروط فلا داع للانتحار السياسي. من الانتقادات الموجهة لجبهة الإنقاذ أنها تعارض فقط وليس لها مشروع تقدمه للشعب..فما تعليقك ؟ - جبهة الإنقاذ لديها مشروع سواء كان سياسيا أو إجتماعيا أو اقتصاديا ولكنها لم تعلن عنه بشكل مناسب ولقد اتفقنا علي تنظيم مؤتمر موسع لعرض مشروع الجبهة وهومكتوب بشكل جيد جداً وهو نتاج حوارات طويلة بين أطراف مختلفة،وفي الاجتماع المقبل للجبهة أعتقد أننا سنفتح الحوار حول هذا الموضوع لأنه لابد أن نتوجه للرأي العام فهو لابد وأن يعرف أننا بديل جاد وآمن لما يدور علي الساحة..وأنا قد طالبت الجبهة في الاجتماع السابق وسأعيد الكرة في الاجتماع القادم حول ثلاثة موضوعات:عرض المشروع علي الرأي العام وقد توصلنا إلي وثيقة يجب أن تطرح علي الرأي العام لإقناعه بجدوي الأفكار الواردة بها..وضرورة النزول إلي الشارع وعقد مؤتمرات وليس بالضرورة أن تكون مؤتمرات كبيرة المهم أن يكون هناك حوار بين قيادات الجبهة وبين الشارع المصري من الدلتا إلي الصعيد..أما الأمرالذي أشدد عليه بأننا لابد وأن نقنع الرأي العام العالمي بأننا نمثل بديلاً جاداً وقادرا علي مواجهة وحل مشكلات الشعب المصري بل أيضا المشكلات الإقليمية وأدعو إلي السفر لطرح أفكارنا وأهدافنا أمام القيادات السياسية في بروكسل ولندن وباريس واشنطن. علي ذكر السفر للخارج..البعض يتهم جبهة الإنقاذ إنها تستقوي بالخارج..فما تعليقك؟ - لا..هذا ليس استقواء بالخارجفأالأخوان يسافرون بهدف إقناع الغرب بأنهم لا يهددون مصالح الغرب في المنطقة وأنهم قادرون علي تحقيق المصالحة الفلسطينية-الإسرائيلية..كما أن القوة السلفية سافرت إلي واشنطن وهي موجودة حالياً في بروكسل ما هومسموح لهم فهومسموح لأي قوي سياسية أخري دون أن تتهم بأنها تستقوي بالخارج. ما صحة الخلافات بين قيادات الجبهة وشبابها ؟ - ليس صحيحا والدليل أن شباب الجبهة من خلال ممثليه يحضرون اجتماعاتنا الأسبوعية وحلقة اتصال جيدة بين شباب الجبهة وقياداتها وأجمل ما في هذه الحلقة الصراحة التي يتكلمون بها ونسمع آراءهم جيداً ونهتم بها وكثيراً ما نأخذ بها. ما موقف حزب الوفد من جبهة الإنقاذ وما صحة انسحاب الوفد من الجبهة ؟ - هذا أيضا جزء من المعركة الإعلامية التي نشهدها اليوم..لا توجد خلافات ولكن هناك إختلافا في بعض الآراء وبعض المواقف.. فجبهة الانقاذ عبارة عن ائتلاف أومحاولة ائتلاف بين عدد كبير من الأحزاب والقوي السياسية التي تنتمي الي مدارس فكرية مختلفة وبالتالي فمن الطبيعي أن تشهد اجتماعاتها آراء مختلفة لكن في المجمل كل المناقشات رائعة لأن الحاضرين قمم فكرية وسياسية وكل الآراء تتفق في الهدف وتنتهي الجبهة بعد المناقشة الي رأي أوموقف متوافق عليه فعلي سبيل المثال هناك آراء تختلف حول المشاركة في الانتخابات القادمة فهناك بعض الأحزاب تميل إلي الاشتراك وهناك أحزاب أخري تميل الي المقاطعة تماماً..لكن ما انتهينا اليه فيما بيننا أن يكون اشتراكنا مشروطاً بتوافر ضمانات النزاهة. موقف حزب الوفد هل موقف حزب الوفد ثابت في عدم خوض الانتخابات ؟ الوفد جزء لا يتجزأ من الجبهة وداخل الوفد هناك آراء مختلفة انما ارصد أن الأغلبية تميل الي المشاركة وذلك أمر طبيعي لأن الأحزاب الزاخرة بالقيادات المحلية تنحاز الي خوض الانتخابات والتجارب اثبتت أنه عندما يقاطع حزب الانتخابات يفقد عددا كبيرا من كوادره. فهذه القيادات تخوض المعركة الانتخابية ليس فقط بهدف نشر مبادئ الحزب أوالدفاع عن سياسات إنما أيضا لتحقيق مصلحة محلية أوقبلية أوأسرية وهؤلاء لا يتقبلون فكرة المقاطعة بسهولة بل يقاومونها لذلك فقيادات الوفد تميل الي المشاركة في الانتخابات خوفا أن يفقد الحزب كوادره كما حدث سنة1990 عندما قرر الوفد مقاطعة الانتخابات.ومع ذلك سيلتزم الوفد بقرار الجبهة أيا كان هذا القرار. لماذا تراجع الدور السياسي لحزب الوفد ؟ - لأسباب تاريخية وأخري إدارية..أما عن الأسباب التاريخية،فحزب الوفد للأسف حوصر في العهد البائد حصاراً شديداً مثله مثل أحزاب أخري كثيرة..نتيجة هذا الحصار تركت كوادر الحزب وقياداته الحزب والمسرح السياسي وكان هذا جزءا مما حدث في مصر طوال ال 20 عاما الماضية نتج عنه تجريف لكل الكفاءات السياسية والاقتصادية والفنية وغيرها..نتيجة لهذا التجريف فقد حزب الوفد كثيراً في الشارع إنما أيضا فقد الحزب جزءا من شعبيته بسبب عدم اتخاذ مواقف واضحة ومحاولة إرضاء الجميع ولكني أري أنه مازال للوفد فرصة لاستعادة المكانة اللائقة بتاريخه علي المسرح السياسي في مصر فهو مازال له مكانة في قلوب المصريين..الأمر يحتاج الي إدارة سليمة وقرارات سليمة ومواقف سياسية واضحة .. في زمن الاستقطاب كما نعيشه محاولة الوقوف علي الحياد موقف خاطئ ..نحن اليوم أمام خيارين أمامنا قوتان أساسيتان قوة تسعي الي إقامة دولة دينية بمعني الكلمة لا تؤمن بالوطن تتاجر بالدين بدغدغة مشاعر المواطن المصري وقوة وطنية (مدنية) تؤمن بالوطن والديمقراطية والتقدم، والوقوف بين الاثنين لن يجدي فالشارع منقسم ولابد من اختيار طرف بالفكر وبالعمل أن نثبت للطرف الآخر أن خيارنا هوالأفضل المحقق لمصلحة المواطن المصري . حركة تمرد كيف تري مجموعة تمرد التي ينظمها بعض الشباب؟ - ليس بعض الشباب إنما مجموعة واسعة جداً من الشباب..يجب ألا نضحك علي أنفسنا،الناس في الشارع حزينة وتشعر بالقلق فلسنا أمام فشل سياسي فقط بل أمام كارثة اقتصادية واجتماعية أيضا فالمؤشرات الاقتصادية مخيفة.. يعلنون أن الاحتياطي النقدي زاد الي 18 مليارا بينما دارسو الإقتصاد يعرفون أن الاحتياطي هو ناتج فائض في ميزان المدفوعات يتراكم ويسمي احتياطيا لكن ما يعلن عنه فإنه مركز للعملات الأجنبية ناتج إما قروض أوودائع تمثل التزامات علينا.الجدارة الإئتمانية انخفضت الي (سي) وهذا معناه أسوأ الدرجات والدرجة التي تليها هي الإفلاس..أما في التنافسية العالمية فترتيبنا ينحدر يوما بعد يوم وهبطنا 15 درجة ..البطالة تزداد ،العشوائيات تتسع المرافق العامة في انحدار بدليل حالة المرور، والقمامة التي تملأ الشوارع وعدم القدرة علي رفعها.. بالاضافة إلي انهيار مستوي النقل العام سواء كان في السكك الحديدية وغيرها،وفضلا عن ذلك فكيف سنتمكن من جذب المستثمرين في هذا المناخ. ما دلالة ما يخرج به علينا الشباب من تكوين حركات مختلفة كحركة تمرد من وجهة نظرك ؟ - الشباب غاضب جداً ويشعر بالقلق ولا يري أمامه أي بصيص أمل فكل منافذ الأمل مسدودة ،فهو لا يجد عملا ولا مصدر دخل ،والأسعار ترتفع ولا يقدر علي أن يحلم بأن يتزوج ويستقر،وليس عنده ما يخسره لذلك لا يمانع في أن يستشهد،لا يجد حوله من يهتم لأمره ويحاول حل مشاكله أو يعطيه أملا في المستقبل أوحتي في الغد.. وبالتالي سنجده كل يوم يكون حركات.. نحن نتكلم عن ملايين الشباب من خريجي المدارس والمعاهد والجامعات تكبد أولياء أمورهم تكاليف علي أمل أن يجد فرصة عمل فلم يجدها والنتيجة انه ينفجر لأنه فقد إيمانه بالبلد وفي قياداته.. والحاكم لابد أن يفهم أن وظيفته الأولي هي توحيد هذا الشعب والثانية هي إعطاؤه الأمل في غد أفضل مبني علي حقائق واقعية فالشارع أذكي مما يظنه الحاكم ويجب مصارحته بالحقيقة حتي إن كانت مؤلمة . ما تعليقك علي الدعوات بنزول الجيش إلي الشارع؟ - قامت الثورة وهي تهدف إلي بناء دولة ديمقراطية مدنية عادلة وحديثة..ومعني مدنية ألا تكون دينية أوعسكرية ومن منطلق انتمائي لحزب ديمقراطي ليبرالي أملي أن يتم تداول السلطة من خلال صندوق الانتخابات وإذا تم ذلك سنكون حققنا هدفا من أهم أهداف ثورة 25 يناير..ومع ذلك الوضع مرتبك جداً والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية كبيرة لدرجة أننا جميعاً نخشي أن تسوء الحالة الأمنية في الشارع نتيجة للغضب والقلق الشديد الذي ينتاب الشباب مما تضطر القوات المسلحة المؤسسة الوطنية لتتدخل لإعادة الأمن والاستقرار فبدون شك هي الوحيدة القادرة علي القيام بهذا الدور وأرجو ألا نصل إلي هذه النقطة لأن هذا أمر خطير. الفتنة الطائفية هل هناك فتنة طائفية في مصر ؟ - بالقطع هناك فتنة طائفية في مصر وأي شخص ينكر هذا فهو يكذب علي نفسه ولا يريد حل المشكلة.. الخطوة الأولي لحل المشكلة هي الاعتراف بوجودها..نحن أمام مشكلات طائفية نشهدها أسبوعياً وتمثل خطرًا ليس علي الحياة السياسية فقط بل علي الوطن كله الجامع لكل أبنائه دون تفرقة. كيف تري زيارة البابا تواضرس للفاتيكان لأول مرة منذ 40 سنة..ولماذا في هذا التوقيت ؟ - هذه خطوة تأخرت كثيرا فكان المفروض أن يستمر هذا الحوار بين الكنيسة المصرية القبطية الأرثوذكسية وكنيسة روما للتوافق حول النقاط الخلافية كما اتفق قداسة الأنبا شنودة مع البابا بولس السادس عندما زاره في الفاتيكان في مايو سنة 1973.وتأتي هذه الزيارة بعد مرور أربعين سنة من الزيارة الأولي ولتهنئة بابا كنيسة روما. وأريد أن أؤكد أن انفتاح الكنيسة الوطنية المصرية وهذا هو اسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - علي الكنائس الأخري غربية أوشرقية هوإضافة لها وبالتالي إضافة لمصر وللوطن.