كان حصاد السياسة الخارجية مريرا ففي الارتباط العضوي بأمريكا أصبحنا نتلقي معونة سنوية نسمع عنها ولا نراها مقابل التخلي عن كل خطط التنمية التي كانت كفيلة بأن تضعنا في مصاف الدول الصناعية قبل تركيا أو الهند فسارعنا إلي بيع كل وحداتنا الانتاجية وطردنا العمال واكتفينا بأن نفتح توكيلات لتصريف المنتجات الأجنبية في سوقنا الوطني. وها هو الحصاد، نتسول العطف فهل يتصور أحد أن روسيا التي ورثت تجربة الاتحاد السوفيتي سوف تأتي مرة أخري لكي تبني لنا ما ضيعناه، وانها سوف تفعل ذلك حبا في عيوننا دون أن يحدث تحول في السياسة المصرية يقدم نقدا ذاتيا للتحولات التي حدثت في مصر منذ السبعينيات والتي انتهت إلي أن أصبحت دولة تعاني من عجز رهيب في الميزانية تستهلك أكثر مما تنتج بكثير، فعلي سبيل التذكرة كان خصوم تجربة عبدالناصر التي طبقت برامج التنمية، لم يقدموا حتي الآن نقدا لمواقفهم السياسية المعادية للتخطيط والتنمية، وإنما لجأوا للتعمية عن طريق رفع الشعارات وأن قصاري ما يستطيعونه هو أن يطلبوا معونات من روسيا أو الصين أو قطر بعد ان أصبح واضحا للجميع أن أمريكا لا تعطي شيئا وانها تنحاز كليا لإسرائيل. محاولة بناء علاقات مع الدول الكبري مثل الصين وروسيا والدول التي قدمت مساعدات حقيقية لمصر تستلزم قيام جبهة وطنية تحمل برنامجا تنمويا حقيقيا تعبر عنه السلطة السياسية لبناء علاقات سياسية واقتصادية حقيقية.