في صباح أحد أيام الشتاء الباردة.. خرج «سوكا» مع صديقه الذي لا يفارقه أبدا في أي مكان.. وفجأة تساقط المطر بغزارة، ففتح صديقه الشمسية ليحتمي بها حتي لا يبتل أما »سوكا« فكان يعاني ويسير بصعوبة فوق الرصيف المكسر المغطي بالمياه الممزوجة بالأتربة التي تحولت في دقائق إلي طين يعوق »سوكا« عن السير بعد أن لوثه الطين من كل جانب. وحاول صديق »سوكا« أن ينزل من فوق الرصيف ليصبح السير أكثر سهولة ولكن لم يكن هناك ممر ممهد يسمح »لسوكا« بالانزلاق بسهولة إلي الشارع فاصطدم بالأسفلت بقوة وتألم كثيرا هو وصديقه. وحاول »سوكا« الهروب من الجو الممطر بركوب أتوبيس يوصلهما إلي المكان الذي يريدان الذهاب إليه ولكن.. مر أتوبيس.. اثنان.. ثلاثة.. عشرة دون فائدة.. فالكل يرفض »سوكا« لأن كل الأتوبيسات والمواصلات العامة كلها غير مجهزة لاستقباله ومعه صديقه.. هل تعرفون لماذا؟!! لأن »سوكا« كرسي بعجل يستخدمه بعض أصدقائنا من ذوي الإعاقة الحركية!فلا هو سيارة ولا هو مشاه فلذلك يعاني والكل يرفضه! وبعد طول انتظار قرر صديق »سوكا« العودة إلي المنزل وعاد الاثنان والحزن والصمت يخيمان علي المكان وحاول صديق »سوكا« بصعوبة أن يزيل عنه آثار الطين الملتصق بالعجل حتي لا يتسخ المنزل.. وفي تلك الأثناء تذكر »سوكا« زملاءه الذين يعملون بالخارج ويشاهدهم في التليفزيون وهم ينتقلون في كل مكان بسهولة لأن لهم مكانا مخصصا ومريحا في الشوارع وفي المواصلات وفي الأماكن العامة وفي المحلات ولا يعانون من نزول وصعود السلالم لأن هناك ممرات خاصة تسمح لهم بالمرور فوقها دون جهد وعناء.. وسرح »سوكا« في أحلام وردية بأن يعامل هو وصديقه مثلهم.. فهل ياتري ستتحقق قريبا أحلام سوكا؟!!