لا تصدقوا دموع هذه العجوز ! فقد خدعتني .. لكن ليس أكثر من دقيقتين . شعرت خلالهما أنى امام سيدة معترفة أنها لصة .. لكن الله تاب عليها منذ أربع سنوات .. تخيلت أن الشرطة ظلمتها وألقت القبض عليها لأنها مسجلة خطر ليس إلا .. لكن سرعان ما تبدل الشعور بداخلى .. اللهم أني لست قاض لأحكم عليها .. لكن الدموع التي انهمرت بسهولة ويسر من عينيها تبددت فجأة .. وحل مكانها ابتسامة عريضة ونشوة عجيبة وذلك بمجرد أن تحدثت معها عن اول جريمة لها وأول مرة تم القبض عليها .. شعرت وكأني ذكرتها بأيام الزمن الجميل من وجهة نظرها .. وبدأت فى التحدث بكل تفاخر كأنها تتحدث عن تاريخ يشرف صاحبه. إنها كريمة ابو العز عبد المجيد البالغة من العمر 62 عاما .. والمسجلة خطر نشل فئة ( أ ) .. وسبق وتم القبض عليها واتهامها فى 29 قضية سرقة بنفس الاسلوب .. واليوم هى مقبوض عليها بقسم شرطة روض الفرج متهمة فى القضية رقم 30 .. اسلوبها قديم ومعروف لدى السيدات فى مصر .. تدخل الاسواق المزدحمة بالنساء وتفتح شنطة ايديهن وتأخذ ما فيها .. وبالرغم من كبر سنها إلا أن يدها مازالت اخف من الهواء واسرع من الصوت .. تلتقط البوك الحريمى من داخل الشنطة أو المهمانة بلغة الهنجرانيات .. تلتقطها فى لمح البصر .. وتختفى وتذوب وسط الزحام قبل اكتشاف الامر كما يذوب الملح فى الماء. لكن المرة ال 30 كانت كريمة ليست بمفردها .. لكنها كانت مع سيدة شابه أخرى تدعى ثريا جمال عبد العال 27 سنة .. انطلقت معها لتشرب الصنعة من الخبيرة الشمطاء .. انطلقت معها بعدما أنقذتها من القبض عليها والفتك بها من المارة بدوران شبرا. فكانت كريمة تسير في شوارع روض الفرج تنتظر الفرصة لنشل أى سيدة .. وبالفعل وسط الزحام وداخل احد المحلات وجدت ضالتها .. لكن حدث ما لم تكن تتوقعه العجوز .. المرأة التى قررت أن تسرقها تتعرض لعملية سرقة من سيدة اخرى .. وقفت العجوز مكانها تراقب مايجرى .. تراقب عن كثب اسلوبها .. وبالفعل نجحت اللصة الأخرى فى السرقة .. لكن قبل أن تخرج اللصة من المحل لاحظت كريمة ان السيدة التى سرقت تنظر إلى شنطتها .. وفي نفس الوقت تخرج اللصة من المحل بخطوات سريعة .. فشعرت كريمة أن هناك خطرا على بنت كارها .. فتحركت كريمة باتجاهها ومسكتها بقوة من كتفها وقالت لها بصوت خافت. -" لا تخافى انى معك .. ابقى معى حتى لا يتم القبض عليكى" .. بعدها مباشرة صرخت كريمة بقوة وقالت :" انا اتسرقت .. البوك اتسرق يابنتى " .. قالتها وهى تنظر للصة الاخرى ! وما حسبته كريمة وجدته .. بعد صراخها صرخت السيدة المسروقة واعلنت امام الناس بعدها انها تعرضت للسرقة هى الاخرى .. وبذلك ابعدت شك من حولها عن اللصة .. وخرجت من المحل والجميع مقتنع انها فى اتجاه القسم لتحرير محضر بالواقعة. وعندما خرجتا شكرت اللصة الصغيرة كريمة صاحبة الخبرة الكبيرة .. وهنا اتفقت كريمة معها على تكوين فريق معا لحماية بعضهما البعض .. وقيام احداهن بمشاغلة المجنى عليها والاخرى تتولى سرقتها .. وبالفعل كانت عمليات السرقة بالنسبة لهما اسهل بكثير من أن تعمل كل واحدة على حده .. وان ناتج سرقاتهما ازداد بالرغم من أنه ينقسم على اثنتين. تعلمت اللصة الصغيرة ثريا الكثير من كريمة .. ووجدت فيها الاستاذة المعلمة صاحبة الفضل الكبير .. أما كريمة فمن فرط اعجابها بمهارة ثريا قررت أن تضمها لعائلتها لتكون بجوارها طوال العمر .. فعرضت عليها أن تزوجها ابنها .. لكن القدر لم يمهلهما لاكتمال هذه الزيجة لانهن وببساطة سقطتتا فى قبضة الشرطة! ففى احد الايام كانت كريمة ومساعدتها تعملان على اصطياد شنط النساء من داخل الاسواق بحى روض الفرج .. وسرقتا بالفعل خمس من السيدات .. لكن قبل اتمام السرقة السادسة حدث ما لم يتخيله احد . فأثناء مرور النقيب كريم ايمن الفقى معاون مباحث قسم شرطة روض الفرج لتفقد الحالة الأمنية بالدائرة سقطت عيناه على مشهد غريب .. سيدتان فى الشارع سقط منهما حوالى اربعة بوك حريمى على الارض .. ولاحظ الضابط وجود علامات القلق عليهما أثناء التقاطهما لهم من على الارض .. فترجل الضابط من سيارة الشرطة واتجه اليهما .. طلب منهما أن يشاهد ما سقط على الارض .. لاحظ الضابط انهما يتصببان عرقا .. وتحاول ثريا الهرب من امام الضابط لكن القوة المرافقة للضابط استطاعت القبض عليها .. وبتفتيشهما تم العثور عدد 4 هاتف محمول وعدد 5 بوك حريمى وحقيبة يد حريمى بداخلها هاتف محمول .. وامام الرائد معوض نور الدين رئيس مباحث قسم شرطة روض الفرج اعترفتا بسرقتهن المضبوطات من نورا طارق دسوقي عبد الجواد سن20 ربة منزل ومقيمة دائرة القسم روض الفرج بأسلوب " المغافلة " وسرقتهن لباقى الهواتف المحمولة من السيدات بذات الأسلوب .. وتم تحرير محضر بالواقعة وعرضهما على النيابة العامة التى امرت بحبسهما على ذمة التحقيق تمهيدا لمحاكمتهما.