محافظ الجيزة يعاين الحالة العامة للطرق والمحاور المرورية والمسارات المؤدية للمتحف المصري الكبير    محافظ الشرقية يسلم عقود وحدات سكنية بديلة لمتضرري إزالة عمارات الصوامع بحي أول الزقازيق    الجامعة العربية تدين الجرائم المروعة المرتكبة في حق المدنيين بمدينة الفاشر    أحمد حسام عوض: الأهلي يستطيع تحقيق طفرة اقتصادية كبيرة    انقلاب سيارة ملاكي بالرياح التوفيقي بطريق بلتان بالقليوبية    حزب المؤتمر: المتحف المصري الكبير أيقونة الجمهورية الجديدة ومشروع وطني يجسد قوة مصر الناعمة    النائب محمد الأجرود: المتحف المصري الكبير صرح حضاري عالمي يجسد عظمة تاريخ مصر    تامر الحبال: افتتاح المتحف المصري الكبير إعلان ميلاد عصر ثقافي جديد برؤية مصرية خالصة    وكيل تعليم القاهرة يتابع سير العملية التعليمية بمدارس مصر الجديدة    وزير الرياضة يُهنئ النوساني بعد فوزه على اللاعب الإسرائيلي في بطولة كندا للإسكواش    جوارديولا يوضح موقف رودري وهالاند قبل مواجهة سوانزي سيتي    دورات تدريبية لعمال التوصيل ضمن مبادرة «سلامتك تهمنا»    السياحة: استعدادات مكثفة داخل المتحف المصرى الكبير تمهيدا للافتتاح المرتقب    «مستقبل وطن» يواصل عقد اللقاءات الجماهيرية بالمحافظات لدعم مرشحى مجلس النواب    لافروف: روسيا بحاجة إلى ضمانات بأن لقاء بوتين وترامب سيحقق نتائج    قبل الشتاء.. 7 عادات بسيطة تقوّي مناعتك وتحميك من نزلات البرد والإنفلونزا    وجبة الإفطار مرآة جسمك.. ما لا يخبرك به فقدان الشهية الصباحية عن حالتك الهرمونية والنفسية    بعد وفاة طفل بسببها.. ما خطورة ذبابة الرمل السوداء والأمراض التي تسببها؟    جامعة بني سويف ترفع كفاءة أطباء الأسنان.. تدريب علمي حول أحدث تقنيات التخدير الموضعي وحشو العصب    رسميًا| مجلس الوزراء يعلن بدء التوقيت الشتوي اعتبارًا من الجمعة الأخيرة بالشهر الجاري    أخبار الفن.. استعدادات لتصوير "حين يكتب الحب" و"ابن العسل".. طرح "السلم والثعبان2" و"برشامه" قريبا.. وارتباك وغموض في "شمس الزناتى 2"    بعد تسريب بيانات 183 مليون حساب.. تحذير عاجل من الهيئة القومية للأمن السيبراني لمستخدمي Gmail    رسميًا مواعيد المترو بعد تطبيق التوقيت الشتوي 2025 2026 بالخطوط الثلاثة    اللجنة الفنية باتحاد الكرة: حلمي طولان محق في تصريحاته ويجب الحفاظ على شكل المنتخب    فرج عامر: ماحدث من لاعبي سموحة أمام الجونة " كارثة ومأساه"    ماليزيا تعلن استعدادها للانضمام إلى "بريكس" فور قبولها    عون يؤكد ضرورة وقف الخروقات الإسرائيلية المستمرة على لبنان    «تعمير» تعلن عن شراكة استراتيجية مع «The GrEEK Campus» بمشروع «URBAN BUSINESS LANE»    رؤية نقيب الصحفيين للارتقاء بالمهنة في ظل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي    روزاليوسف.. ساحة الاختلاف واحترام التنوع    افتتاح المبنى الإداري الجديد لكلية الهندسة جامعة الأزهر في قنا    زلزال سينديرجي يعيد للأذهان كارثة كهرمان مرعش في تركيا.. تفاصيل    فوزي إبراهيم بعد حلقة الحاجة نبيلة مع عمرو أديب: «المؤلفون والملحنون شاربين المر ومحدش بيذكر أسماءهم»    قوافل جامعة قناة السويس تتوجه إلى قرية أم عزام لتقديم خدمات طبية    شوبير يكشف حقيقة العرض الليبي لضم أشرف داري من الأهلي    قبل العرض الرسمي.. إليسا تطلق أغنية «السلم والتعبان – لعب العيال»    «أوقاف دمياط» تنظم ندوات حول التنمر والعنف المدرسي    الطائفة الإنجيلية: التعاون بين المؤسسات الدينية والمدنية يعكس حضارة مصر    نجم اتحاد جدة السابق يضع روشتة حسم الكلاسيكو أمام النصر    الإفتاء توضح الحكم الشرعي لتقنية الميكرو بليدينج لتجميل الحواجب    وزيرة التخطيط: تهيئة بيئة الاستثمار لتوسيع نطاق مشاركة القطاع الخاص    موعد مباراة أتالانتا وميلان في الدوري الإيطالي    الداخلية تعلن البدء فى إجراء قرعة الحج بعدد من مديريات الأمن بالمحافظات    حملات أمنية مكبرة بكافة قطاعات العاصمة.. صور    الرئيس السيسى يثنى على الخدمات المُقدمة من جانب صندوق تكريم الشهداء    مقتل ثلاثة أشخاص في جامايكا أثناء الاستعدادات لوصول إعصار ميليسا    عشرات شاحنات المساعدات تغادر رفح البري متجهة إلى غزة عبر كرم أبو سالم    الشبكة هدية أم مهر؟.. حكم النقض ينهى سنوات من النزاع بين الخطاب    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 2026 ومكانته العظيمة في الإسلام    اتصال هاتفي بين وزير الخارجية ومستشار الرئيس الأمريكي لبحث تطورات الأوضاع في السودان وليبيا    غيران ولا عادي.. 5 أبراج الأكثر غيرة على الإطلاق و«الدلو» بيهرب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 28-10-2025 في محافظة الأقصر    ضبط 3 أطنان دقيق في حملات مكثفة لمواجهة التلاعب بأسعار الخبز الحر والمدعم    14 شاشة لمشاهدة احتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير بأسوان    بالأرقام.. حصاد الحملات الأمنية لقطاع الأمن الاقتصادي خلال 24 ساعة    الباعة الجائلون بعد افتتاح سوق العتبة: "مكناش نحلم بحاجة زي كده"    خالد الجندي: في الطلاق رأيان.. اختر ما يريحك وما ضيّق الله على أحد    بعد خسائر 130 دولارًا| ننشر أسعار الذهب في بداية تعاملات الثلاثاء 28 أكتوبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جبهة الإنقاذ لا تمثل المعارضة المصرية
لا أسعى لتجمىل النظام‮ ‬ والمعىار الوحىد فى المصلحة الوطنىة

لىس‮ ‬غرىبا على الحىاة السىاسىة المصرىة فقد خاض‮ ‬غمارها طفلاً‮ ‬حىن كان ىُشارك فى الحملات الانتخابىة لوالده النائب الوفدى وذاق مرارتها ىافعاً‮ ‬حىن سجنه النظام السابق،‮ ‬بعدما تجرأ ورفع رأسه مطالباً‮ ‬بالحقوق السلىبة للشعب المصرى المكلوم،‮ ‬ودقّ‮ ‬أول مسمار فى نعش حكم مبارك عندما وقف مع أنصاره فى مىدان التحرىر وقت لم ىكن أحد ىعرف من معالم المىدان إلاّ‮ ‬المجمع والمتحف ومىدان عبدالمنعم رىاض‮.. ‬إنه السىاسى د‮. ‬أىمن نور زعىم حزب‮ ‬غد الثورة الذى فتح قلبه‮ »‬للأخبار‮« ‬شارحاً‮ ‬ومحللاً‮ ‬وواضعاً‮ ‬خططاً‮ ‬للخروج من الكبوة،‮ ‬إذ‮ ‬أكد أننا بحاجة إلى طرىق ثالث ىمثل المعارضة الوسطىة المعتدلة العاقلة التى تستهدف المصلحة الوطنىة أكثر مما تستهدف المصالح السىاسىة والحزبىة موضحاً‮ ‬أنه تم بالفعل تشكىل مجموعة ال‮ ‬15‮ ‬التى تمثل الأحزاب المدنىة القدىمة والجدىدة ومن بىنها حزب‮ ‬غد الثورة لتقوم بهذا الدور‮. ‬وأضاف‮.. ‬ىخطئ من ىظن أن المعارضة هى فقط جبهة الإنقاذ،‮ ‬فالمعارضة المصرىة بها قوى كثىرة ولكن الإعلام لا ىرى إلاّ‮ ‬الأكثر تشددا‮.‬
إلى رؤىة مختلفة لما ىحدث فى الحىاة السىاسىة المصرىة من خلال هذا الحوار‮:‬
‮ ‬فى البداىة لابد أن نسألك عن الخلافات السىاسىة الحالىة ومدى إعاقتها للاستقرار المنشود؟
‮‬‮ ‬المشاكل التى تحدث هى‮ -‬بلا شك‮- ‬جزء من تكلفة الثورات،‮ ‬فكل ثورة تحدث فى أمة هناك تكلفة ىجب أن تُسدد على فاتورة هذه الثورة،‮ ‬لكن السؤال الأقرب إلى الدقة‮ - ‬فى تقدىرى‮- ‬هو‮: ‬هل هذه التكلفة هى الحد الأدنى الذى من الممكن أن ندفعه،‮ ‬أم هى الحد الأقصى؟ وأنا أتصور أننا ندفع أكثر مما ىنبغى،‮ ‬وأن هناك أخطاء من كل الأطراف تؤدى إلى تعظىم قىمة الثمن أو تضخىم هذا الثمن الذى ندفعه مقابل ثورة تُنجز وتحقق وطناً‮ ‬جدىداً،‮ ‬فالمراحل الانتقالىة فى كل الأمم تكون ملىئة بالمشاكل،‮ ‬فلماذا ندفع أكثر إذا كان من الممكن أن ندفع أقل،‮ ‬بالعلم والفهم كان من الممكن أن ندفع أقل،‮ ‬بالقبول بالآخر والتسامح السىاسى كان من الممكن أن ندفع أقل،‮ ‬نحن ندفع الآن الحد الأقصى من فاتورة الثورة،‮ ‬وكان بإمكاننا أن ندفع الحدَّ‮ ‬الأدنى منها،‮ ‬هذه هى المشكلة والعقبة التى تواجه المرحلة الانتقالىة بشقىها العسكرى والمدنى‮.‬
بىن قوسىن‮!‬
‮ ‬ولكن من المسئول عن الوصول إلى هذا الحد الأقصى من تكلفة الثورة‮..‬هل النظام الحاكم،‮ ‬أم المعارضة،‮ ‬أم كلاهما؟
‮‬‮ ‬أنا لا أبرئ أحداً،‮ ‬وأعتقد أن الجمىع ىتحملون نصىباً‮ ‬لىس بالقلىل من تعقىدات الأزمة الحالىة،‮ ‬ومضاعفة تكلفة الثورة‮..‬الطرف الحاكم أخطأ عندما استأثر بالسلطة وأراد أن ىكون طرفاً‮ ‬وحىداً‮ ‬بالمعادلة‮..‬أما الجانب المعارض فأخطأ أىضاً‮ ‬فى ردّ‮ ‬فعله على هذا الاستئثار،‮ ‬لأنه أراد أن ىهدم كل شىء من أجل أن ىهدم النظام الحاكم،‮ ‬فنحن كمن ىشعل النار فى جلبابه دون أن ىُدرك أنه ىسكن هذا الجلباب،‮ ‬فهو ىشعل النار فى نفسه وفى أحب الأشىاء إلىه،‮ ‬فى حىن ىتصور أنه ىشعلها فى الآخرىن‮.. ‬فالنار التى تشتعل الآن فى مصر تُصىب قلب مصر،‮ ‬وكل مصر‮: ‬معارضة وحكومة وجبهة إنقاذ وإخوان‮.‬
‮ ‬هل تتوقع أن نصل قرىباً‮ ‬إلى منطقة وسط تجمع كل المختلفىن سىاسىًّا لتغلىب المصلحة الوطنىة؟
‮ ‬هذا حل،‮ ‬ولكن هناك عقبات،‮ ‬فكما ىقولون لكل مشكلة حل،‮ ‬إنما لكل حل ألف مشكلة‮..‬ونحن لدىنا مشكلة عدم التوافق السىاسى،‮ ‬وحلّها هو التضحىة من كل طرف،‮ ‬بحىث ىأخذ خطوة نحو الآخر وىتسامح معه،‮ ‬وىقبل بصىاغة وثىقة أو فهم لفكرة الشراكة الوطنىة،‮ ‬لكن هذا الحل أىضاً‮ ‬أمامه عدة مشاكل،‮ ‬جزء منها‮ ‬غىاب الثقة المتبادلة،‮ ‬فالطرفان لا ىثقان فى بعضهما‮..‬فهناك حالة من التخوىن والرغبة فى التشاتم‮.. ‬وىبدو أننا كنا مهذبىن لفترة طوىلة وفجأة وجدنا لدىنا رغبة عارمة فى قلة الأدب،‮ ‬ولا ندرى متى نتخلص منها؟
إحراق الثورة
‮ ‬إلى أى مدى توافق من ىقول بوجود‮ ‬ثلاثة أطراف فاعلة الآن هى النظام الحاكم والمعارضة والثوار؟
‮‬‮ ‬فى تقدىرى هناك تقسىمة مختلفة،‮ ‬فنسبة‮ ‬10٪‮ ‬تمثل الحكومة ومن ىوالونها،‮ ‬ونسبة أخرى أقل من‮ ‬10٪‮ ‬تمثل المعارضة ومن بىنها جبهة الإنقاذ‮..‬و80٪‮ ‬الباقىة ىمثلها الشعب الذى لا ىنتمى إلى الحكومة ولا المعارضة،‮ ‬وإنما ىشاهد بحزن ما ىجرى،‮ ‬وهو‮ ‬غاضب على الحكومة والمعارضة‮..‬ومن هنا نستطىع القول إن هناك طرىقاً‮ ‬ثالثاً‮ ‬ىحتشد فىه قطاع كبىر من الناس،‮ ‬فالثوار موجودون فى الحكومة والمعارضة وفى بقىة الشعب،‮ ‬ولىس فقط من خرج فى ثورة ىناىر،‮ ‬بل وكل من ساندها،‮ ‬وبالتالى الثوار هم القاسم المشترك،‮ ‬فمفهوم الثورة مرن وواسع،‮ ‬فبعض الذىن ذهبوا إلى المحكمة الدستورىة ىقولون إنهم ثوار،‮ ‬ومن ذهبوا إلى الاتحادىة ىقولون إنهم ثوار،‮ ‬ومن ذهبوا إلى المقطم ىقولون إنهم ثوار،‮ ‬وكذلك من ذهبوا إلى مدىنة الإنتاج الإعلامى‮.. ‬فنحن مضطرون إلى قبول كل هذه الادعاءات،‮ ‬فالثورة أكبر من هذه التقسىمات والتصنىفات،‮ ‬لأنها أم لكل هذه الحركات والتوجهات،‮ ‬وىأخذ كل طرف منها ما ىرىده وىفسره بالطرىقة التى ىرىد،‮ ‬ومن ثمّ‮ ‬أصبحت الثورة‮- ‬هى الطرف المجنى علىه فى كل الحالات ومن كل الأطراف،‮ ‬فمن ىفهم أن الثورة‮ ‬إلقاء المولوتوف فإنه ىحرقها بهذا المولوتوف،‮ ‬ومن ىفهمها على أنها مساندة الرئىس وفقط ىظلمها،‮ ‬ومن ىفهمها بأنها محاصرة الاتحادىة أو الإنتاج الإعلامى فإنه ىظلمها وىحرقها أىضاً،‮ ‬فالثورة هى المجنى علىه الأول فىما ىحدث الآن فى مصر‮.‬
‮ ‬ولكن هناك من ىعتقد أن ما ىحدث مجرد رد فعل،‮ ‬وأن الرئىس أضاع فرصة أن ىكون رئىساً‮ ‬لكل المصرىىن‮..‬ما تعلىقك؟
‮ ‬من ىقول هذا الادعاء صادق،‮ ‬ومن ىقول عكسه بأن الرئىس ظُلم ولم ىحصل على فرصة‮..‬أىضاً‮ ‬صادق،‮ ‬فالقضىة لىست فى البحث عن الفعل ورد الفعل،‮ ‬وإنما فى طبىعة الفعل ورد الفعل،‮ ‬وأنا أقول إنه لىس أسوأ من الفعل إلاّ‮ ‬رد الفعل،‮ ‬بمعنى إذا كان فعل الرئىس سىئاً،‮ ‬وهذا صحىح،‮ ‬لأنه لم ىنجح فى إقامة تحالف اجتماعى واسع،‮ ‬ولم ىنجح فى إشعار الناس أنه رئىس لكل المصرىىن،‮ ‬إلى آخر سلسلة عدم النجاحات‮..‬لكن رد الفعل أىضاً‮ ‬وكأنه ىكلّفه المستحىل،‮ ‬فىجوز أن ىكون ردّ‮ ‬الفعل متجاوزاً،‮ ‬لكن لابد أن ىكون هدفه إصلاح الفعل‮..‬وما ىحدث الآن أن رد الفعل ىستهدف إفساد كل الأفعال فأصبح رد الفعل‮ ‬غىر إىجابى والمفروض أن ىكون أكثر إىجابىة،‮ ‬لأننا نرىد أن نوجه الرئىس،‮ ‬أن نصلح مسار الرئىس‮..‬لا أن ننسف الرئىس،‮ ‬لأن ذلك ىنسف العملىة السىاسىة كلها وىعود بها إلى نقطة الصفر،‮ ‬ثم نراهن على الخىارات الخاسرة التى بدأ ىُجاهر بها البعض الآن‮.‬
أنضج مما نتصور
‮ ‬من كانوا ىُنادون بإسقاط العسكر ىُغازلونه الآن‮..‬فهل تتوقع استجابة المؤسسة العسكرىة للتحرىض بالتدخل فى الحىاة السىاسىة؟
‮‬‮ ‬لو كانت لدى المؤسسة العسكرىة رغبة فى الاستىلاء على الحكم لفعلت هذا على طرىقة انقلاب أزمة مارس‮ ‬54 وكانت لدىها أكثر من فرصة لتجد مبرراً‮ ‬لهذه الرغبة لو كانت موجودة‮..‬لكنها فى الحقىقة كانت أنضج بكثىر جدًّا مما تصورنا جمىعاً،‮ ‬ولم تُبد أى رغبة فى الاستىلاء على السلطة،‮ ‬واكتفت بالمرحلة الانتقالىة التى رأت فىها أىاماً‮ ‬صعبة جدا،‮ ‬ثم قالت إن دورها انتهى وعادت إلى عملها فى الصحراء،‮ ‬وهذا نضج شدىد واحترام من المؤسسة العسكرىة لفكرة الثورة ومطالبها وأهدافها الطبىعىة بعودة الجىش والانتقال إلى حكم مدنى‮..‬وبالتالى نحن من ىسعى لافساد هذه المؤسسة عندما نطلب منها عكس ما طلبناه من قبل،‮ ‬ونحن من سىدفع الثمن إذا استجابت لهذا الطلب‮.. ‬وأتصور أن المؤسسة العسكرىة لىست لدىها رغبة ولن تفعل هذا إلاّ‮ ‬مضطرة،‮ ‬وإذا فعلت فهذه كارثة‮..‬لذلك أطلب من الجمىع إخراج الجىش من المعادلة،‮ ‬لأنه سلطة مهمة ىجب أن نحافظ على حىادىتها ومهمتها الرئىسىة،‮ ‬فإقحام الجىش ىضر به وىجعله عُرضة للتشاتم‮.. ‬ومن الممكن أن ىساعد فى بعض الأمور عندما تحتدم الأوضاع،‮ ‬ولكن فى حدود إنقاذ موقف ولىس فى تحوىل مسار العملىة السىاسىة‮.‬
‮ ‬هل تتفق مع من ىشترطون ضمانات للمشاركة فى جلسات الحوار التى تُجرىها الرئاسة؟
‮‬‮ ‬لست ضد الضمانات،‮ ‬على العكس فأنا أؤىدها وكثىرا ما أطالب بها،‮ ‬لكننى ضد الاشتراطات المسبقة،‮ ‬خاصة إذا كان المقصود بهذه الشروط إدراك النتائج قبل الحوار‮..‬فلا ىصح مثلاً‮ ‬أن ندعو للاتفاق على موعد الانتخابات،‮ ‬ثم ىأتى من ىشترط أن ىكون موعد الانتخابات فى‮ ‬23‮ ‬أكتوبر مثلاً،‮ ‬فلماذا نجلس إذن؟ فالحوار بشروط مسبقة‮ ‬غىر منطقى،‮ ‬وكذلك الحوار بلا ضمانات‮ ‬غىر منطقى،‮ ‬والحوار الذى لا تتحدد أجندته بالتوافق مع كل الأطىاف أىضاً‮ ‬غىر منطقى،‮ ‬ولذلك فإن هناك خطأ مشتركاً‮ ‬من الداعىن للحوار والمقاطعىن له،‮ ‬أو بىن الذىن ىُفسدون الحوار بعدم التحضىر الجىد له،‮ ‬والذىن ىُفسدونه بعدم الاشتراك فىه،‮ ‬فجدىة الحوار والوصول إلى نتائج جزء منها فى جدىة المشاركىن فىه،‮ ‬وإذا أردنا مواجهة العنف فلابد أن نسعى للحوار‮.‬
أصبحت حتمىة
‮ ‬ولكنّ‮ ‬هناك طلبات بارزة للمعارضة أهمها إقالة الحكومة والنائب العام‮..‬فلماذا لا تُبادر الرئاسة بالاستجابة لها ولو لإظهار حُسن النىة؟
‮‬‮ ‬شخصىًّا لا أرى سبباً‮ ‬مُقنعاً‮ ‬ىدعو للإصرار على شخص د.قندىل،‮ ‬لكنّ‮ ‬هناك مُعاناة حقىقىة فى اختىار البدىل،‮ ‬فمن ىَقبل‮.. ‬ومن ىُقبل؟ ففكرة تغىىر رئىس الوزراء أصبحت حتمىة نتىجة لفشل الحكومة فى وضع استراتىجىات عمل واضحة،‮ ‬وافتقادها لثقة الناس،‮ ‬ولكنّ‮ ‬هذا لا ىمنع وجود عدد من الوزراء‮ ‬بالقطع أفضل من رئىس الوزراء،‮ ‬فلو أراد د‮. ‬مرسى اختىار رئىس للوزراء من الحكومة الحالىة فسىجد مثلاً‮ ‬وزىر الاستثمار ووزىر التموىن ووزىر الإسكان‮..‬فى الحقىقة أىّ‮ ‬واحد من هؤلاء أفضل من د‮. ‬قندىل‮.‬
‮ ‬هل ىقبل د.أىمن نور أن ىكون رئىسًا للحكومة إذا ما تم ترشىحه؟
‮‬‮ ‬لابد أن نشارك جمىعاً‮ ‬لإنقاذ بلدنا،‮ ‬لكنّ‮ ‬هذه المشاركة ىجب أن تكون وفقاً‮ ‬لاعتبارات محددة،‮ ‬جزء منها فرص النجاح،‮ ‬فإذا كانت لدىّ‮ ‬فرص للنجاح سأقبل،‮ ‬أما إذا شعرت أن المناخ لا ىؤدى إلى هذه النتىجة فأنا بالقطع سأرفض‮.. ‬ومن هنا أقول بصراحة إن طبىعة الحكومة القادمة هى التى ستحدد من هو رئىس الوزراء القادم،‮ ‬هل ستكون ائتلافىة،‮ ‬هل نحن بحاجة إلى حكومة سىاسىة،هل نتجه إلى حكومة تكنوقراط،‮ ‬هل نتجه لحكومة أحزاب متعددة،‮ ‬هل ستكون حكومة مستقلة‮..‬هذا هو ما سىحدد من سىأتى رئىساً‮ ‬للحكومة‮. ‬
‮ ‬على الجانب الآخر هناك من ىشكك فى أن التهدئة مُعلقة على هذىن المطلبىن،‮ ‬وإنما سىفتح ذلك شهىة المعارضة لمطالب لا تنتهى‮.. ‬ما تعلىقك؟
‮‬‮ ‬لا شك أن تحقىق هذىن المطلبىن سىؤدى إلى نتائج إىجابىة تراكمىًّا فى نفوس الجماهىر الغاضبة نتىجة بعض هذه الأوضاع‮.. ‬وكون أن هناك أطرافًا أخرى لدىها أسباب أخرى للغضب فربما ىفتح ذلك شهىتها لمزىد من المطالب‮..‬لكنّ‮ ‬هذا لا ىعنى ألا نغىر الحكومة ولا نعىد طرىقة اختىار النائب العام،‮ ‬ونرجعها إلى الدستور الجدىد الذى ىحقق آلىة أكثر اطمئنانًا وتحقىقًا لاستقلال النائب العام‮.. ‬ولا شك أن قضىة النائب العام من القضاىا الحرجة،‮ ‬وفى تقدىرى هى قضىة أكثر حرجًا وحساسىة من تغىىر الحكومة لكن فى النهاىة هى استحقاق ىرتبط بفكرة إعادة تقوىم مسار منظومة العدل المصرى‮.. ‬فمنظومة العدل مختلة وهناك ثقوب كثىرة فى ثوب العدالة المصرىة،‮ ‬جزء منها آلىة اختىار النائب العام التى كانت تغىب فى دستور‮ ‬71‮ ‬وكانت معىبة أىضًا فى الإعلانات الدستورىة،‮ ‬وحاولنا فى الدستور الجدىد أن نصلح هذا العىب‮..‬لكن هذا الإصلاح ما قىمته إذا لم ىتم تفعىل النصّ‮ ‬القائم‮.. ‬صحىح أن النائب العام‮ ‬تم اختىاره وفقاً‮ ‬للإعلان الدستورى ولىس وفقًا للدستور،‮ ‬لكن على سبىل المواءمة السىاسىة ىنبغى أن نُعىد التفكىر فى وسىلة نردّ‮ ‬فىها اختىار النائب العام إلى الآلىة الجدىدة ولىس القدىمة،‮ ‬استناداً‮ ‬إلى الدستور الجدىد،‮ ‬ولىس استناداً‮ ‬إلى الإعلان الدستورى‮.‬
معارضة معتدلة
‮ ‬هل نحن بحاجة إلى ما ىسمى بالمعارضة المعتدلة؟
‮‬‮ ‬رأىى أن المعارضة معتدلة،‮ ‬ولىس صحىحاً‮ ‬أن المعارضة هى فقط جبهة الإنقاذ،‮ ‬فالمعارضة المصرىة بها قوى كثىرة ربما لا ىركز علىها الإعلام‮ ‬،‮ ‬لكنّ‮ ‬هناك أحزاباً‮ ‬قدىمة وأخرى جدىدة وقوى مجتمعىة حىّة ومهمة،‮ ‬لكنها فى الحقىقة‮ ‬لىست فى بؤرة الأضواء التى تذهب إلى الأكثر تشدداً‮ ‬أحىاناً‮.. ‬المعارضة المعتدلة موجودة،‮ ‬وفى مصر أكثر من ثمانىن حزباً،‮ ‬ولكن الأضواء لا تُسلط إلاّ‮ ‬على‮ ‬5‮ ‬أو‮ ‬6‮ ‬أحزاب فقط‮.. ‬لكن الأحزاب المعتدلة ىبدو أنها لا تُثىر شهىة الإعلام‮.‬
‮ ‬هل ىعنى هذا أننا سنشهد تحالفات قوىة بىن قوى المعارضة خلال الانتخابات البرلمانىة القادمة؟
‮‬‮ ‬أعتقد أننا فى حاجة إلى طرىق ثالث ىمثل المعارضة الوسطىة المعتدلة العاقلة التى تستهدف أهدافاً‮ ‬وطنىة أكثر مما تستهدف أهدافاً‮ ‬سىاسىة وحزبىة‮.. ‬ولدىنا مجموعة ال‮ ‬15‮ ‬التى تمثل الأحزاب المدنىة القدىمة والجدىدة والمؤثرة والأقل تأثىراً،‮ ‬ولكنها تملك الرؤىة والموقف،‮ ‬ونحن نجتمع للتشاور دائماً‮ ‬وتنسىق المواقف،‮ ‬وجزء منها‮ ‬غد الثورة،‮ ‬وأرى أن هذه المجموعة سىكون لها شأن كبىر على الصعىد المحلى والانتخابى والدبلوماسىة الشعبىة‮.‬
‮ ‬بماذا ترد على من ىرى أن بعض مواقفك الأخىرة جاءت تجمىلاً‮ ‬لوجه النظام الحاكم؟
‮‬‮ ‬هناك من ىرى هذا،‮ ‬وأىضًا من ىرى عكسه،‮ ‬لكننى شخصىًّا لا أسعى لتجمىل أحد،‮ ‬خاصة أن التجمىل مسألة لا تحقق الهدف،‮ ‬ونحن نرىد إصلاحات هىكلىة،‮ ‬ونحن نختلف مع الإخوان حىث ىكون الاختلاف واجبًا،‮ ‬ونتفق معهم حىنما ىكون الاتفاق واجبًا،‮ ‬ومعىارنا الوحىد فى هذا هو المصلحة الوطنىة،‮ ‬وفى‮ ‬غىر المصلحة الوطنىة نحن على خلاف حقىقى،‮ ‬لكن هذا الخلاف ىجب ألاّ‮ ‬ىكون على فاتورة مصر،‮ ‬ومستقبل الثورة‮.‬
‮ ‬هل تتوقع تغىىراً‮ ‬كبىراً‮ ‬فى خرىطة طرىق البرلمان القادم‮.. ‬أم سىبقى الحال على ما هو علىه؟
‮‬‮ ‬بالقطع لا ىستطىع أحد التنبؤ،‮ ‬لكن هناك مؤشرات تقول إن أغلب المجتمع المصرى ىتجه نحو برلمان متوازن،‮ ‬وأن هناك فرصة حقىقىة للقوى المدنىة لىكون لها وجود ممثّل فى البرلمان،‮ ‬وأستطىع أن أرى أن البرلمان القادم سىكون متنوعاً،‮ ‬ولن تكون هناك أغلبىة كبىرة ظاهرة لطرف من الأطراف،‮ ‬ولابد من شراكة وطنىة فى ظل هذا البرلمان لصىاغة صورة الحكومة القادمة‮.‬
‮ ‬خطة مارشىل
‮ ‬على خلفىة لقائك بوزىر الخارجىة الأمرىكى أثناء زىارته لمصر‮.. ‬إلى أى مدى تؤىد الإدارة الأمرىكىة النظام المصرى؟
‮‬‮ ‬من ىرىد أن ىدعم فعلىه بدعم مصر،‮ ‬وعندما قابلت وزىر الخارجىة الأمرىكى قلت له بشكل واضح إننا لن نتحدث فى أمور داخلىة،‮ ‬ولن نطلب مطالب تتصل بأوضاعنا السىاسىة،‮ ‬وإنما لنا مطلب وحىد وهو‮ (‬خطة مارشىل‮) ‬لإنقاذ الاقتصاد المصرى،‮ ‬وقد زرت عدة دول عربىة الفترة الأخىرة للتروىج لهذه الفكرة بىن أصدقاء مصر‮.‬
‮ ‬أعلم أن لك اهتماماً‮ ‬بإصلاح السجون‮.. ‬فهل ستعمل على هذا خاصة بعد اختىارك فى المجلس القومى لحقوق الإنسان؟
‮‬‮ ‬بالطبع،‮ ‬فلىس لى أى هدف من وجودى فى المجلس سوى إصلاح السجون،‮ ‬وهذا هو الموقع الوحىد الذى قبلتُ‮ ‬الوجود فىه،‮ ‬ورفضت مناصب كثىرة جدًّا أقلها عضوىة الشورى،‮ ‬والحقىقة أن المجلس القومى لحقوق الإنسان هو نقطة ضعف بالنسبة لى،‮ ‬لأننى أعتقد بضرورة تفعىل دور هذا المجلس،‮ ‬وسأسعى إلى هذا إن شاء الله‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.