كل قواعد المنطق والعرف الاجتماعي تؤكد أن المهمة الرئيسية للمرأة هى رعاية الاولاد والاهتمام بشئون المنزل في مقابل مهام أخرى للزوج ليس من بينها رعاية الأبناء والاعتناء بالمنزل.. ولذلك عندما نجد امرأة تطلب من زوجها أن يقلب الآية ويتبادل الادوار مع زوجته .. فهو امر لا يتقبله عقل أو منطق! الأكثر دهشة أنه عندما رفض الزوج أن يتحول إلى ست بيت و يجلس فى المنزل لرعاية ابنائه خلعته زوجته فى محكمة الاسرة واتهمته بالانانية وأنه لا يريد لها النجاح .. القضية المثيرة شهدتها محكمة اسرة مدينة نصر وكان لابد من الوقوف امامها وعرضها .. امام محكمة الاسرة بمدينة نصر كانت القضية رقم 2370 .. والتى تحمل اغرب سبب لدعوى خلع تقدمت بها زوجة شابة ضد زوجها المحاسب الشاب وهو أنه رفض أن يلعب دورها ويجلس فى المنزل يرعى ابناءه لحين عودة زوجته من عملها وذلك لانها رفضت أن تترك العمل وأن مصاريفها الشخصية كثيرة نظرا لانها تعمل فى العلاقات العامة فى احد البنوك الاجنبية فى مصر .. وتريد الحفاظ على مكانتها التى وصلت اليها .. وعلى مظهرها الأنيق الذى يتطلبه العمل فى هذا المجال .. أوراق الدعوى المثيرة كانت بين الملفات الموجودة فى مكتب المحامى الشاب محمد عز الدين وهو محامى الزوج .. تعود بداية المشكلة عندما وقع محمد فى حب منال منذ اكثر من عشر سنوات .. جمالها واهتمامها بمظهرها وانوثتها الطاغية .. بجانب ذكائها ولباقتها الشديدة .. كل هذه الاسباب جذبته اليها .. فهو يعمل محاسبا فى احد البنوك كما كانت هى تعمل فى نفس البنك ولكن موظفة صغيرة شابة حديثة العمل فى قسم العلاقات العامة .. وقع فى حبها من اول نظرة .. وتمنى من قلبه أن تصبح زوجته فى يوم من الايام .. وبات يحلم بها ليل ونهار .. ويفعل كل ما بوسعه حتى يحقق هذا الحلم .. فعمل بكد واجتهاد حتى تمكن من شراء شقة للزوجية فى حى مدينة نصر الراقى .. كما تمكن من توفير مبلغا وفيرا من المال لشراء الشبكة وكل مستلزمات الزواج المكلفة .. كل هذا فى وقت وجيز .. خاصة أنه من اسرة ميسورة الحال وتمكنوا من مساعدته والوقوف بجانبه. اسرع للتقدم لخطبتها .. ولانه شاب لا يختلف عليه اثنين .. فقد وافقت عليه اسرتها على الفور .. وتمت الخطوبة بعد أن اشترطت عليه منال شرطا وحيدا وهو ألا يأتى عليه يوما يطلب منها ان تترك عملها مهما حدث .. وأن عملها هو حلم لها طيلة حياتها .. وان يتركها تحقق ذاتها والنجاح الذى تتمناه لنفسها .. ووافق محمد على شرطها الوحيد .. قائلا لها أنه دائما يتمنى أن يتزوج من امرأة تعمل وتحب عملها لان العمل يغير من تفكير المرأة ويجعلها تقدم حياة افضل لبيتها ولزوجها وابنائها .. واتفق الاثنان على المبدأ .. لكن لم يعتقد محمد أن هذا الشرط سيسبب له المتاعب إلى هذا الحد. عاش الزوجان فى بداية حياتهما حياة سعيدة مستقرة وكانا مثالا للزواج المثالى الذى لا يشوبه اى مشاكل أو متاعب .. فالزوج يحب زوجته بشدة ويشجعها على العمل وفى البيت يساعدان بعضهما البعض بالمشاركة والحب الزوجة كل يوم تزداد نجاحا فى عملها بتشجيع الزوج وكان ذلك يزيد من ثقتها بنفسها وحبها للحياة وكان ينعكس على بيتها بالسعادة وبعد مرور عام كامل على الزواج جاء الخبر الذى كان ينتظره الزوج بشدة وهو ان منال حامل فى طفلهما الاول واتفق الاثنان على انجاب طفلين فقط حتى يتمكنا من تربيتهما تربية سليمة جيدة .. ويوفران لهما حياة كريمة نظرا لظروف الدنيا الصعبة وبالفعل رزقهما الله بطفلهما الاول ليأتى وراءه الطفل الثانى على الفور. كانت سعادة الزوج محمد لا توصف بأبنائه أما الام منال فقد حملت هم الدنيا ولم تشعر بالسعادة بل كانت دائمة التذمر لان الاطفال يعطلونها عن العمل ورعايتهما تحتاج إلى الكثير من الوقت ولا يمكنها أن تعطى لعملها أى شىء وان ذلك سوف يؤخر النجاح الذى وصلت اليه .. لم يعتقد الزوج أن الشرط الذى اشترطته زوجته عند الزواج ليس له حد واعتقد انها بمجرد أن تنجب الاطفال سوف يكون اهتمامها بأبنائها اهم من اى شىء فى الدنيا .. لم يتصور أن حبها للعمل والنجاح يملآن كل تفكيرها وكيانها الى هذا الحد. كل يوم كان يمر بين الزوجين خلال الثلاث سنوات الاخيرة كانت تزداد فيها الفجوة بينهما .. وكلما كبر الابناء كانت تكبر المشاكل بين الابوين .. فالاب يحب ابنائه مثل أى اب .. ويتمنى لهما الاستقرار لكن الام تحب عملها اكثر من أى شىء آخر ولا تعطى لأبنائها هذا الاستقرار الذى يريده الاب فهى دائمة التأخر فى العمل حيث تعود بعده والتعب يبدو ظاهرا عليها وتحتاج الى قسط من الراحة والنوم حتى تصحو فى صباح اليوم التالى تسرع بارتداء ملابسها الانيقة وتأخذ سيارتها الفارهة وتسرع إلى عملها الذى وصلت فيه الى مركز مرموق. لم يتحمل الزوج مشهد ابنائه وهما يذهبان كل يوم إلى الحضانة ثم يسرع هو اليهما ليصطحبهما إلى منزل حماته أو امه لرعايتهما بقية اليوم .. حتى يعود هو من عمله مع نهاية اليوم بعدها أخذ الزوج ينهر زوجته ويأمرها بأن تأخذ اجازة لرعاية ابنائها ويكفيهم هذا العذاب الذى يلاقوه يوميا بسبب غيابها عن المنزل لكنها لم تتحمل اهانته وردت اليه الإهانة قائلة انها لن تجلس فى المنزل تنتظر منه مصروف كل شهر الذى لا يكفى لسد احتياجات نصف الشهر ثم تنتظر الحسنة باقى الشهر وانها لن تترك كل ما وصلت إليه من مركز ودخل عالى وذلك لأن مصروفاتها الشخصية التي تنفقها على نفسها من اجل مظهرها لن يتمكن هو من تغطيتها كل شهر من راتبه الضعيف امام راتبها الذى تأخذه بالدولار نظرا لانها تعمل فى بنك اجنبى. لم ينتظر الزوج وانهال على زوجته بالضرب دون أن يشعر ورغم شعوره بالندم لانه ليس من طبعه العنف ومحاولاته للصلح إلا أنها اصرت على الانفصال لكنه رفض تطليقها مما جعلها تسرع إلى محكمة اسرة مدينة نصر وتتقدم بدعوى خلع ضده وكان اصرار الزوجة اقوى من كل المحاولات .. وبالفعل حكمت المحكمة لصالحها بتطليقها خلعا.