عاطفة الأمومة اقوي عاطفة في الوجود ولاتفوقها عاطفة اخري. هذا ما نعلمه جميعا ونجزم عليه.. ولكن محكمة الأسرة بمدينة نصر شهدت ما يؤكد ان الطموح الشخصي وحب المادة احيانا يكون اقوي من عاطفة الأمومة ومشاعر الحب نحو الزوج وشريك الحياة. الدهشة سيطرت علي اعضاء مكتب تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة أسرة مدينة نصر.. وهم يستمعون الي الزوجة الشابة شيماء.. وهي تبرر سبب طلبها للخلع.. الذي تقدمت به ضد زوجها بعد زواج عمره عام واحد.. اثمر عنه الطفل الرضيع عمر! وفي أولي جلسات الصلح.. حضر الزوج لمواجهة زوجته.. حيث استمع اليه أعضاء مكتب التسوية.. وقال بحزن شديد: لم أتوقع ما فعلته زوجتي معي.. بعد ان كانت بالأمس القريب سبب سعادتي.. بعد ان تمكنت من ايقاعي في حبها أيام فترة خطوبة.. تحولت الي سبب تعاستي! فقد اتفقت مع زوجتي منذ أول يوم ارتباط لنا.. علي عدم خروجها للعمل.. ليس تحكما فيها او عدم ثقة.. ولكن لاني أعلم انها تعاني من مغازلة مديرها لها.. وكثيرا ما كانت تشتكي لي من سوء اخلاقه في التحدث معها.. لأننا كنا زملاء في مكتب واحد وفي نفس الشركة.. وهي ما جمعت بيننا حتي تمت خطبتنا! وفي البداية وافقت زوجتي.. أخبرتني بانها تقدر جدا حبي لها وخوفي عليها.. لم ادرك انها كانت تخدعني.. وبدأت ان بعد الزواج تجبرني علي خروجها للعمل.. لكني رفضت كل محاولاتها.. واخبرتها انه قرار لا رجعة فيه.. بل وحتي اؤكد لها علي حسن نيتي.. اخبرتها علي موافقتي لخروجها للعمل لكن في مكان اخر وشركة مختلفة.. سوف ابحث لها بنفسي عن تلك الوظيفة! لكنها فجأة اخبرتني باصرارها علي العمل في نفس الشركة.. لانها تحصل علي راتب جيد جدا.. لا يحلم به احد.. وسوف تحقق لنفسها مكانة رفيعة.. خاصة انها قبل زواجنا كانت متقدمة جدا في عملها! واتسعت الفجوة بيننا.. وبعد زواجنا بثلاث شهور فقط.. ذهب كل واحد منا في طريق.. بعد ان حملت حقيبتها واسرعت الي منزل اسرتها.. وحتي بعد ان علمت بحملها من اول طفل لنا.. رفضت محاولاتي للصلح الا بعد ان اخضع لشرطها! ومرت الشهور حتي وصلت عاما وفشلت كل محاولات الصلح بيننا.. حتي كانت النهاية عندما اصرت علي موقفها وقالت بانها لن تعود الا بعد موافقتي علي عملها لانها تريد تحقيق ذاتها من خلال عملها! وقد استمع اعضاء المكتب لها.. لكن بهدوء بالغ وغرور شديد تحدثت الزوجة مؤكدة علي صحة كلام زوجها وقالت: يعتقد زوجي انه يهددني بانجابي لطفلنا.. لكن انا اؤكد له بان حبي للعمل وشعوري بالنجاح وتحقيق الذات أهم من حياتي معه ومن طفلي.. لانه ممكن يطلقني ويتركني في اي لحظة.. لكن عملي لن يكون السبب في ضياعي! انتهت الدعوي بان الزوج رفض طلب زوجته للخلع.. وقال انه رجل شرقي ويأبي علي نفسه ان تخلعه زوجته.. واتفق معها امام اعضاء مكتب التسوية علي ان يطلقها بعد ان يعطيها كل حقوقها المادية ويتفق معها علي مواعيد لرؤية طفله!