كتب إحدى مسرحياته عن القضية الفلسطينية، بعد معايشة ميدانية للأعمال الفدائية. فجاءت فى بنائها محكمة قوية، ومن أحداثها. ومشاهدها تفيض بالصدق والواقعية عاش الكاتب المسرحى الفريد فرج مع الفدائيين الفلسطينيين وعايش جهادهم ونضالهم، قبل أن يكتب مسرحية (النار والزيتون) عن النكبة التى اصابت الشعب الفلسطينى وأدت إلى سلب أرضه ووطنه بعد مؤامرة دفينة اعطى فيها من لا يملك، وطنا لمن لا يستحق وطرد أصحاب الأرض الحقيقيين الذين عاشوا عليها لآلاف السنين. أكدت المسرحية أن حق الشعب الفلسطينى قادم وإن طال المدى وأن الأرض عائدة لأصحابها وان طال الفراق. والرمز فى المسرحية واضح جلى فالنار رمز المقاومة والكفاح، والزيتون رمز الأرض الطيبة المباركة. كانت قصص ألف ليلة وليلة من المصادر الأساسية فى مسرح الفريد فرج، ومنها حلاق بغداد، وعلى جناح التبريزى وتابعه قفة، ورسائل قاضى اشبيليه، والأميرة والصعلوك. جمع فيها بين الواقع والخيال، وقدم شخصيات حملت رسالته بمهارة وسهولة ويسر. كما استلهم الفريد فرج مسرحياته من السير الشعبية ومنها مسرحية الزير سالم، وهى من الموضوعات التى تلقى قبولا من القراء والمشاهدين فى مصر والعالم العربى بل وفى كل زمان ومكان، لأنها تروى قصص البطولة والشجاعة وتحقيق الأحلام وعودة الحقوق. ومن مسرحياته التاريخية (سليمان الحلبى) عن كفاح الشعب المصرى ومقاومته للحملة الفرنسية 1798 - 1801 وبطولة الشاب السورى، الطالب الازهرى سليمان الحلبى الذى قتل القائد الثانى للحملة، بعد نابليون وقبل جاك مينو. ويشير الكاتب فى المسرحية إلى أن كل استعمار إلى هزيمة ورحيل، وتبقى الأرض لاصحابها والحرية لشعبها. حصل الفريد فرج على جائزة الدولة التشجيعية ورشحته جامعة القاهرة لجائزة نوبل وحصل على العديد من الجوائز، منها جائزة سلطان العريس من الإمارات العربية المتحدة وجائزة القدس من اتحاد الكتاب العرب. ونالت الباحثة الانجليزية (اللبنانية الأصل) على درجة الدكتوراه فى الأدب المقارن عن الاغتراب فى مسرحيات الكاتب المصرى الفريد فرج والألمانى بيترفايس. اجريت له عملية لتغيير صمامات بالقلب فى ديسمبر 1991 تحت إشراف الجراح المصرى العالمى د. ذهنى فراج فى لندن. وبعد 14 عاما توفى الكاتب الكبير بأحد مستشفيات لندن وعاد ليدفن فى وطنه بعد رحلة من العطاء الغزير المتميز.