تحظي قضايا الحوار بين الأديان والمواطنة باهتمام متزايد من جانب المثقفين ومنظمات المجتمع المدني في ظل ما شهده المجتمع خلال الفترة الماضية من تلاسنات وحوار غير منضبط.. الهيئة الإنجيلية نظمت مؤخراً لقاء فكرياً تحت عنوان "الحوار بديلاً للسجال" شارك فيه عدد كبير من الصحفيين والمفكرين.. وكان السؤال الرئيسي الذي تباري الجميع واجتهدوا للإجابة عليه: كيف نعالج النبرة العدائية التي طالت طرفي الحوار؟ ولماذا لا يكون هناك ميثاق استرشادي لإقرار حقوق المواطنة؟ * في البداية يؤكد الدكتور عصام عبدالله أستاذ الفلسفة بجامعة عين شمس أن أنواع الحوار تتعدد بين الحوار الإعلامي والحوار السياسي وغيرهما.. ولكن الغلبة أصبحت للصراع.. نظراً لافتقاد الحوار للأسس الديمقراطية الحقيقية.. وهو ما يؤدي إلي تحويل الحوار إلي صراع جسدي بين الأفراد.. مما يعد علامة خطر تهدد المجتمع. وأوضح حمدي رزق رئيس تحرير مجلة المصور أن الحوار المجتمعي افتقد إلي الأساس الأخلاقي وهو ما أوصلنا إلي حالة من الصراخ وجعل الشباب يتحولون إلي الحوارات المعلبة المستوردة من الخارج أو الجلوس إلي النت أو خلق تفاعل في الوعي الافتراضي وهذا ما يحدث في الصحافة أيضا والحوار السائد حالياً هو حوار الطائفية بين المسلمين والمسيحيين والذي وصل إلي عنف في الخصومة أو الثأر وهو ما حدث في العمرانية وقديماً لم نجد هذه المشاهد ولكن الجميع كانوا متساوين لوجود علاقة حوارية هادئة أصبحنا نفتقدها ووصلنا إلي حوار الطرشان والرجوع إلي البداوة فمثلاً في الانتخابات الأخيرة اعتمدنا علي العصبيات والدين والسلطة وهو ما جعل لدينا لدداً في الخصومات وعدم رغبة في الحوار وتحول الحوار بيننا إلي حرب عقائد وأفكار. * أوضح عبدالعظيم حماد الكاتب الصحفي بالأهرام أن الحوار يصبح عديم الجدوي بدون اتفاق في الرؤية ويتحول المجتمع إلي تجمع من البشر فمثلاً الحوار بعد أن كان بين الحكام والمحكومين أو بين الأغنياء والفقراء تحول إلي حوار بين المسلمين والمسيحيين وأصبحوا أطراف مشكلة والمفترض أن الحوار يكون خارج نطاق العقائد إلا في الأماكن المخصصة لذلك حتي لا نصل إلي الخصومة ويتحول الحوار إلي سجال كالذي كان يحدث بين الفلاسفة. ويجب للتغلب علي الحوار عودة الوعي للكيان المعنوي للإنسان والبعد عن زرع قيم جديدة بديلاً للقيم النوعية خاصة مع وجود محفزات ويجب العودة إلي الهوية ثم تصحيح المفاهيم المغلوطة وتنظيم الحوار تحت قيادة وتوجيه وطالب عبدالعظيم حماد بتفعيل ميثاق استرشادي لإقرار حقوق المواطنة ومناقشة قوانين تحمي العقائد ومكافحة ظاهرة التدين الغوغائي. وعقبت أمينة شفيق عضو مجلس الشعب علي كلام الحضور بأننا أصبحنا بالفعل غير قادرين علي إدارة الحوار بدون تغليب الأيدولوجية وهذا مكمن الخطر فالنظم المتقدمة تعرف ما هي أسس إدارة الحوار وفي الحوار المجتمعي يجب المناقشة علي أساس أخلاقي وعلي خلفية مجمل توجه القانون ولكن التغيرات التي تحدث في المجتمع المصري تجعل دفة الحوار تتغير وهو ما يؤدي إلي الخلل في الحوار.