عندما هدد محمد فريد خميس معلقا علي وصف روشتة علاج لصناعة الغزل والنسيج إما بالاغلاق أو بالاصلاح أو بالبيع التي طرحها محسن الجيلاني رئيس الهيئة القابضة للغزل أمام لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ بقوله قسما. بالله لو بعت المحلة لاشتري مسدس واصطادك انت ومن وراءك. تهديد جاد جاء في صورة مداعبة فلا الجيلاني يريد أن يبيع أو يملك ذلك ولا خميس يستطيع اطلاق الرصاص أو ينوي ذلك.. ولكنها صرخة عالية في وجه بيع مصر الذي تبناه مسئولون ربما بحسن نية وعافروا رغم سوء عواقبه بل طاردوا من فتح فمه معارضا.. ولقد كان عمر أفندي مثالا صارخا والطريق الي جهنم مفروش بالنوايا الطيبة.. منهم من خلع ومن صمت ومن ينتظر.. يعطيهم الله علي قدر نيتهم. فما بالك بصناعة مصرية رائدة وكله إلا قلعتها الكبري المحلة. هل خاف محسن الجيلاني من المسدس فأسرع يوضح انه لم يقصد المحلة بالذات وانما الحل لجميع شركات الغزل والنسيج التابعة للقطاع العام التي هي في وضع مأساوي التعايش معه أكثر تكلفة علي المجتمع. نعرف من مناقشات اللجنة البرلمانية ان 120 مليون دولار لدعم صناعة النسيج منحة من الاتحاد الأوروبي تم صرفها علي التوسع في المعاش المبكر وهو كارثة أخري تفقد المصانع أكثر عمالها ومهندسيها كفاءة وحتي لا نظلم وزارة الاستثمار التي بددت تلك الملايين من الدولارات ولم تستخدمها في شراء معدات جديدة أو استخدام تكنولوجيا حديثة أو زيادة لتدريب فقد اتضح ان المنحة مشروطة أي انما لا تخصص للتطوير وانها للتفكيك وتشجيع تفريغ المصانع والشركات من كوادرها ليصبح الحل هو البيع! ومشكلة أخري هي القيود المفروضة علي استيراد القطن بعد أن لم نعد نزرع قطنا أو قمحا ويقتصر شراء القطاع العام علي ثلاث دول هي اليونان والهند وأوزبكستان وأحيانا قصير التيلة من أمريكا وهي الدول التي تزورها كل سنة لا أدري لماذا السفر وبدلاته بعثة من وزارة الزراعة للتأكد من سلامة الأقطان المستوردة! وتعرف من رئيس القابضة للغزل وهو أدري - بأن هناك شخصيات في الحكومة تقول بأن فتح باب استيراد القطن علي جثثنا! أما عن المعونات ففيها أكثر من قصة آخرها المحاولات المستمرة من وزير المالية لوضع مليارات التأمينات والمعاشات تحت سيطرة الخزينة العامة للدولة تفرج عليها عند اللزوم.. وأقدمها كان مليون دولار تبرعت بها الجميلة زمان "اميلدا ماركوس" سيدة الفلبين الأولي وقتها والتي مازالت حية ترزق في بلادها.. كانت تزور مصر وآثارها الفرعونية عندما ساءها حال مقبرة نفرتاري وقد تصورت نفسها سليلتها فرأت أن تعيد للمقبرة رونقها بمليون دولار أخذتها وزارة الثقافة أيام يوسف السباعي رحمه الله وحولتها لعلاوات وترقيات واصلاح حال الموظفين باعتبار ان الحي أبقي وبينما "اميلدا" توصي سفراء بلادها الواحد وراء الآخر بأن تكون أول مهمة له في بداية مهمته بالقاهرة أن يسأل: فين الفلوس؟!من غير ليه [email protected]