تبين من التحريات الأولية بإشراف اللواء ناصر العبد مدير المباحث واللواء خالد غرابة حكمدار الإسكندرية أن المصنع المنهار هو مصنع (طيرة) للملابس الداخلية، ملك سيدة تدعى فاطمة كامل، والمدير المسئول عنه يدعى مصطفي أحمد، وتحت درجات حرارة تقترب من الصفر وأمطار غزيرة، وجاءت مهمة رجال الإنقاذ عسيرة في رفع الأنقاض لوقوع المصنع في منطقة سكنية مزدحمة ذات أزقة وحارات ضيقة، وتمت أعمال الإنقاذ وسط صراخ وعويل أهالي الضحايا الموجودين حتي الآن تحت الأنقاض، وقد تم انتشال جثتين الأولى تم التعرف عليها لعامل يدعى محمد خميس، كما تم إنقاذ 4 أحياء هم جهاد عبدالمنعم وأحمد محمد أحمد وأشرف حمدي ومصطفي عبدربه ومن المرجح كأسباب أولية للحادث أن تكون أمطار نوة قاسم الغزيرة والرعدية سببًا في الانهيار. وأمر اللواء عادل لبيب بصرف إعانات ومساعدات عاجلة لأسر الضحايا والمصابين في الحادث. أسفرت معاينة النيابة العامة التي أشرف عليها المستشار عادل عمارة محام عام أول نيابات شرق إسكندرية بحضور محمد جميل الزهري رئيس النيابة الكلية عن أن مصنع طيرة عبارة عن 6 طوابق مبنية على أعمدة بدون أساسات منذ 30 عاما، والطابق الأول لتجهيز المنتجات وبه 3 عمال والثاني به ماكينات للتفصيل ويعمل عليها 15 عاملا وعاملة والدور الثالث لماكينات القص والفرز وبه 5 عمال ومكتب المدير. وكشفت معاينة النيابة عن أن العقار المذكور لم يعثر له على ملف بالحي، وطلبت النيابة سؤال المصابين ومناظرة جثث المتوفين بالمشرحة، كما طلبت تحريات المباحث، وانتداب مهندس تنظيم من الحي لبيان أسباب الانهيار، وتبين أن أحد من تم إنقاذهم وهو أشرف حمدي صاحب مكتب للاستيراد والتصدير تواجد وقت الحادث للاتفاق على رسالة ملابس، والثاني هو أحمد محمد أحمد خليل محاسب بالمصنع، ومازالت الأحوال الجوية السيئة تعوق أعمال الإنقاذ وتجعلها بطيئة. وقام المجلس الشعبي المحلي للمحافظة بتقديم المساعدات والبطاطين للمصابين. التليفون المنقذ التقت (الجمهورية) بأولى العاملات والتي تم إنقاذها بالمستشفى الرئيسي الجامعي وتدعي فاطمة مصطفي جابر محرم (29 سنة) مصابة بكسور وكدمات بجميع أنحاء جسدها، والتي قالت إنها تعمل بالمصنع المنكوب منذ 4 سنوات ويجاورها في العمل بالدور الثالث 35 عاملا، بينهم مجموعة من الأطفال وأنها وقت الحادث سمعت صوتا مدويا يشبه الفرقعة، وتبعه اهتزاز جميع جدران المصنع، ولم تشعر بنفسها إلا وهي تحت الأنقاض، حيث ظلت تدعو الله أن تخرج سالمة لأسرتها. وأضافت أنها تمكنت من الاتصال بوالدتها علي تليفونها المحمول واتصلت والدتها بالمطافئ، وتم تحديد موقعها وأخرجوها، حيث تم نقلها علي الفور بسيارة الإسعاف للمستشفي ولا تتذكر من المحيطين بها سوي زميلها مصطفي عبدربه الذي تم إنقاذه ومحمد طايع الذي لا تعلم عنه شيئا. توجهت (الجمهورية) لمصطفي عبدربه المصاب بانهيار عصبي من جراء الحادث والذي وصل للمستشفي فقال إنه عامل فرز بالدور الثالث للمصنع وأن المصنع آيل للسقوط وسبق إخطار مالكه بضرورة الترميم ووقت الحادث فوجئ بأمطار غزيرة وصقيع أعقبه انقطاع التيار الكهربائي ثم السقوط المدوِّي، حيث لم يشعر إلا بيديه ترفع بعض الحجارة من فوق ترابيزة الفرز التي حمتهم ثم فوجئ بيد رجال الإنقاذ ترفعه. انفجار شديدقال أول شهود العيان بالحادث السيد إمام ويعمل مدير إدارة بشركة ستيا إنه يقيم بمواجهة المصنع المنكوب وقد سمع صوت انفجار شديد فخرج لاستطلاع الأمر وفوجئ بعاصفة ترابية شديدة واختفاء المصنع تماما والمكون من 6 طوابق بشارع ست النعم بمنطقة أمبروزو، مشيرا إلى أن العناية الإلهية أنقذت معظم العاملين بالمصنع لتصادف يوم العمل بيوم طقس شديد السوء من برودة وأمطار أحجم معها عدد من العمال عن الذهاب للمصنع. ومازالت عمليات الإنقاذ تتم ببطء وحذر من خلال أجهزة استشعار حساسة بسبب احتمال وجود أحياء تحت الأنقاض تم الاتصال بهم لتحديد مواقعهم حتي لا يصاب أحدهم، وذلك بناءً على تعليمات مشددة من اللواء محمد إبراهيم مدير الأمن الذي يتابع إنقاذ المصابين خطوة بخطوة.