كنت أظن ان أحدا لا يستطيع أن يورط صحيفة قومية رصينة في نشر مواد تبث سموم الكراهية بين أبناء الوطن الواحد لكن ظني خاب عندما طالعت مقالا للأستاذ عبدالناصر سلامة تحت عنوان "أقباط 2010" في صفحة يوم جديد عدد الجريدة الصادر يوم الاثنين الموافق السادس من ديسمبر الجاري. الأستاذ عبدالناصر لم يكتف بكيل الاتهامات والسباب واللمز والغمز علي الأقباط علي خلفية احداث العمرانية بوصف بعضهم بأبناء العم سام تارة وبأصحاب النفوس الضعيفة وغيرها من التعبيرات التي تحض علي الكراهية لكنه تطاول علي البابا شنودة الثالث بعدما نسب إليه كلاما مرسلا لا أعرف من الذي ينبغي محاسبته عنه ولكي تكون أيها القاريء المحترم في الصورة وتحكم بموضوعية أنقل إليك مقطعا من مقال الاستاذ عبدالناصر سلامة. "استطيع ان أؤكد ان مصطلحات الطائفية والفتنة الطائفية والمواطنة والاستقواء بالخارج وغيرها لم تتداول علي الألسنة ولم تكن تعرف طريقها إلي وسائل الاعلام حتي اعتلي البابا شنودة عرش الكنيسة المرقسية في عام 1971 وألقي خطابه العجيب بالكنيسة بالاسكندرية عام 1973 والذي أتي فيه بالبشري لشعب الكنيسة علي حد تعبيره - بأن عدد المسيحيين في مصر سوف يتساوي مع عدد المسلمين عام 2000 طبقا لخطة شرحها في خطابه". ولا تندهش ايها القاريء العزيز ان أول ما تبادر لذهني هو ان استمع لذلك الخطاب لكي اتأكد ان البابا تفوه بمثل هذا الكلام بنفسه أو حتي تحدث بما يمكن أن يفهم منه مثل هذه الافتراءات لكنني اكتشفت بعد البحث علي شبكة الانترنت ان مصدر المقال هو تقرير نسب إلي أحد الشيوخ يدعي اشياء ما انزل الله بها من سلطان. والكلام في التقرير والمقال يطرح تساؤلات لا حصر لها مثل: كيف تأتي لشيخ مسلم الحصول علي محضر اجتماع للبابا وكبار رجال الكنيسة عقد خلف أبواب مغلقة بينما لم يسمع عنه قبطي واحد سواء في السر أوالعلن؟ ثم متي استقوي البابا شنودة بالخارج أو حرض رئيسا أو منظمة علي الضغط علي مصر؟ وأين ثمار هذا التحريض في واقعنا المعاصر؟ وأخيرا وليس آخرا لماذا لم يصبح عدد المسيحيين معادلا لعدد المسلمين في مصر طالما ان التخطيط كان محكما هكذا؟! العجيب ان ذلك التقرير منشور علي نطاق واسع علي شبكة الانترنت وتبثه مواقع من أمثال فرسان السنة وغيرها من المواقع. لقد أثار المقال المئات من التعليقات الغاضبة علي موقع جريدة الأهرام مما دفعها إلي حذفه مساء يوم نشره كما سارعت بعض المنتديات القبطية إلي بث ردود عليه لكن أبلغ تعليق سمعته جاء من زميل صحفي وصف التقرير المزعوم بأنه أشبه ب "بروتوكولات حكماء صهيون" القبطية.