فازت مجموعة القاص الشاب إيهاب عبدالحميد قميص هاواي. الصادرة عن دار ميريت بجائزة يوسف إدريس للقصة القصيرة. والتي يمنحها المجلس الأعلي للثقافة. وقد أعلن الروائي الكبير خيري شلبي رئيس لجنة تحكيم الجائزة النتيجة في مؤتمر صحفي بالمجلس الأعلي للثقافة. عن الجائزة معتذرا في البداية عن تأجيل إعلانها والذي كان مقررا الأسبوع الماضي. نظرا لازدحام أجندة المجلس الأعلي بالعديد من الفعاليات. وأشار شلبي إلي أهمية الجائزة والتي تعد من أهم الجوائز في العالم العربي. فالجائزة تحمل اسم كاتب كبير رائد في عالم القصة وهو الكاتب الكبير يوسف إدريس. وحول الأعمال المشاركة أوضح شلبي أنه قد تقدمت للمسابقة 36 مجموعة قصصية معظمها من مصر. والقليل من العالم العربي. وتعاملت معها لجنة التحكيم بدقة وإمعان بهدف البحث عن المجموعات التي نستطيع أن ندافع عنها باعتبارها إضافة جديدة لفن القصة القصيرة. وعن لجنة التحكيم للجائزة أوضح شلبي أنها شملت كتاب ونقاد هم: يوسف الشاروني. ابو المعاطي ابو النجا. يوسف القعيد. سامي سليمان. إبراهيم عبدالمجيد. سعيد الكفراوي. هالة البدري. اماني فؤاد. يسري عبدالله. كما قدم د.خيري دومة كلمة عن يوسف إدريس ودوره في القصة القصيرة مؤكدا علي ارتبط اسمه من البداية بالقصة القصيرة. تلتقط قصصه لمحات من موروث الحكي علي لسان المصريين. مشيرا إلي حيرة النقاد لتصنيفهم بواقعية يوسف إدريس الذي اكتشف النقاد أنه يقدم فهما جديدا للواقعية. وأشار دومة إلي أنه ليس في قصة يوسف ادريس شيء واحد أو حبكة النموذج الوحيد. وأن الذي تخضع له قصص يوسف ادريس هو طريقة الحكي. وما قد ينتج عنها من بنية. وقد تناول في قصصه موضوعات متباينة وبيئات متعددة. حين تقرأ هذه الملامح المتعددة تشعر أنك تقرأ رواية كبيرة متعددة الفصول أو ملحمة يحكيها هذا الراوي المحنك بطريقته المؤثرة في الحكي. وقدمت الروائية هالة البدري القائمة القصيرة للأعمال المتنافسة والتي كانت علي الترتيب الحرفي للمشاركين علي النحو التالي:أولا:المنطقة العمياء للقاصة والروائية أسماء شهاب الدين. مشيرة إلي أن المجموعة تقدم نافذة علي التجارب الإنسانية من المنحي الاجتماعي إلي المنحي النفسي الغائب في أعماق النفس البشرية. وللكاتبة نزوع يتجلي في معظم القصص. وهي تعتمد علي إضاءة المنطقة العمياء وجوانب الشعور المطوية في العوالم الداخلية للشخصيات. لكن حرص الكاتبة علي اصطياد الشخصيات غير المألوفة يتم علي حساب التوازن الذي يتطلبه البناء الفني للقصة القصيرة. ويؤخذ عليها إغراق بعض نصوصها في استخدام المصطلحات العلمية والأجنبية بما لم يفد المسار السردي ثانيا: قميص هاواي للكاتب إيهاب عبدالحميد.. ويبدوا ان هذا الكاتب يعرف تماما عن اي شيء يريد ان يكتب وما الذي ينبغي ان يتوقف عنده ويبرزه بأقل قدر من الجمال. وقميص هاواي مجموعة عالية القيمة شلا ومضمونا وللكاتب قدرة علي تحويل ما يجري في الواقع إلي سرد فني واختلاق الصور عبر علاقات مدهشة بين البشر. وهي ذات بناء قوي ولغة حقيقية. وموضوعات إنسانية جذابة وشخصيات إنسانية من الحقيقة والخيال. وثمة جهد واضح في إظهار التفاصيل. فهذا الكاتب يعرف كيف يصور الشخصية ويرسم علاقتها بالراوي. ثالثا: شرفة بعيدة تنتظر..بسمة الخطيب.. وهذه القصص تؤكد امتلاك الكاتبة كتابة نص قصير لعالم واسع دون ان يكون ذلك علي حساب السرد القصصي. وتتميز قصصها بأنها مقطوعات إيقاعية. تملك بناء قصة مركبة لكنها لا تملك من الحياة وخبرتها ما يلاءم هذا البناء المحكم. رابعا: قبل ان يعرف البحر اسمهل محمد الفخراني. وهي كتابة جديدة لغة وموضوعا. وهي أيضا تأملات حرة لا تخلو من جمال ينبع من رؤية ما هو إنساني. وما هو طبيعي. هي تجربة جيدة وجديرة بالاهتمام والتقدير. خامسا: عفاريت الراديو محمد خير. هذه النصوص قصيرة شبهها البعض بأنها تشيكوفية لها من القوة ما يبقي كمعني عارض . لغتها الشعرية تغذي الفكرة. وهي قصص حارة رغم أنها تعكس ذات واحدة. وحول المجموعة الفائزة يقول الروائي خيري شلبي انها تميزت باعتماد القصص فيها علي تراكم التفاصيل المرتبطة بحالة أو موقف أو شخصية يسعي القاص إلي تصويرها.ويجعل من ذلك التراكم وسيلة لاثارة مشاعر القارئ او الكشف عن وجه غير مرئي من الوجوه الشخصية المحكي عنها. ويحرص القاص علي تنويع التفاصيل دون ان يفقد الخيط الاساسي قابضا علي لحظته القصصية ببراعة شديدة. كما يقدم الكاتب نصوص التفاصيل الدقيقة طارحا موقفا احتجاجيا للعالم عبر التندر عليه والسخرية منه حيث تخرج من المجموعة عبثية الحياة وعدميتها من منظور يتكي علي المفارقة بوصفها غير اساسية. واستخدام التنويعات السردية المختلفة. وتقدم المجموعة شخصيات إنسانية تحيا بين الحقيقة والخيال وتدعو إلي اعادة طرح الكثير من التصورات عبر خلخلة المعتاد والمألوف. وخلق صور لشخصيات علي شفي الجحيم.. هي مجموعة تكشف عن كاتب يعي ماهية الكتابة وما يود التوقف عنده وما يراد من كتابته.