أعود بكم مرة أخرى إلى جبال الهموم التى تحملها قلوب آباء وأمهات, ابتلتهم الأقدار فى فلذات أكبادهم, فظلوا – ومازالوا – يكتوون بنار إصابتهم التى طالت وطالت, ويبدو أن نهايتها غير معروفة, إلى أن يأذن الله بأمره, وفيض رحمته الواسعة, فينجو هؤلاء المساكين من براثن المرض اللعين, والمعروف باسم مرض الشلل الدماغي! وكل أسرة عندما يصاب طفلها بارتفاع فى درجة الحرارة, فإن البيت ينقلب رأسا على عقب, ولايعود الهدوء إلى الحياة إلا بعد أن يتم الله شفاءه على الطفل المسكين, لكن مابالكم إذا استمر ارتفاع درجات الحرارة عشرة أيام فى الشهر, وضيق التنفس ثلاثة أسابيع , والتشنجات ونوبات الصرع طوال 72 ساعة؟! هذا وصف بسيط لأى طفل يعانى من ذلك المرض, والذى – بمرور الوقت – يحول الطفل إلى مجرد (جثة) تتنفس, ومازال الأطباء – حتى كتابة هذه السطور – يقفون عاجزين أمام هذا الوحش الكاسر, وكل ما يفعلونه أن يكتبوا أدوية لتخفيف أو وقف نوبات الصرع والتشنجات, والسيطرة قدر الطاقة على حالات ضيق التنفس, أو المساعدة على عدم تيبس المفاصل والعضلات أو (تخشب الجسم) عن طريق (تكثيف) جلسات العلاج الطبيعي! أحدثكم اليوم عن حالة الطفل (علي) الذى أصيب بالشلل الدماغى.. وأبيه محمد على عاشور علي, المقيم بقرية الخرقانية, بالقناطر الخيرية بالقليوبية وتليفونه رقم 7814496/011 وهذا الأب المسكين كان يعمل فى إحدى شركات القطاع الخاص كعامل نسيج, وتم تصفية العمالة, ليجد الرجل نفسه بين عشية وضحاها فى الشارع, بلا عمل أو مصدر للدخل, فلم يجد أمامه سوى العمل فى (حمل الرمل والطوب والزلط) حتى لا تموت أسرته جوعا!! ويا ليت الأمر اقتصر عند هذا الحد بل عندما بلغ طفله المريض سن الخامسة, ورزقه الله بطفل آخر (عمر) ولكنه أصيب بنفس المرض, فلحق بأخيه, وأصبح فى البيت طفلان مريضان بمرض لم يجد الطب له علاجا وتحول الهم إلى همين والغم إلى غمين, والرجل يحاول بكل السبل أن يوفر القوت الضروري, لكن بلا جدوي, خاصة وقد تقدم للحصول على معاشه برقمه التأمينى 38958762 لمكتب تأمينات العاشر من رمضان أول بعد تصفية الشركة التى كان يعمل بها بتاريخ 31/3/2010 قال مسئول تأمينات العاشر أول إن هناك مدة خاصة للرجل بالمنشأة رقم 114157 عن الفترة ما بين 18/9/1986 إلى 30/12/1990 مكتب تأمينات القناطر الخيرية وأعطوه خطابا لإحضار المدة الخاصة به وبعد أن ذاق الأمرين بين مكتب تأمينات العاشر أول والقناطر الخيرية انتهى الأمر بأن قال المسئولون إن المدة لم تصل. ظل أبوالعيال يتردد على المكتبين طوال شهرين بلا جدوى ومازال الوضع (متجمدا) ولا يدرى ماذا يفعل وكيف يتصرف ومن أين له بصرف روشتات العلاج الملحة للطفلين وثمن جلسات العلاج الطبيعى إذا كان مسئولو التأمينات جعلوه يتجرع كاسات المر والهوان ألوانا؟! ألا يظن أولئك المتغطرسون الذين يتلذذون بتعذيب عباد الله, أنهم ربما يبتلون بنفس المصيبة, فماذا عساهم فاعلين ساعتها؟! ** أعتقد أن الدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية لن يرضى بهذه (السخافة) ونحن فى انتظار (البشري) ليعود حق الرجل له, عسى أن تكون جنيهات المعاش هى (النواة) التى تسند المسكين وتشترى (علبة لبن) أو دواء لطفليه المريضين. أخيرا.. أدعوكم للاتصال بالرجل وزيارته والتصدق عليه والوقوف بجانبه فى محنته, والتخفيف من كربه.. خفف الله عنكم كربات يوم القيامة.