إذا كان ابنك يحب الرسم والألوان ويمارسها في كل الأوقات فلا تنهريه ولتعلمي ان هناك ارتباطاً كبيراً بين الخطوط والرسومات وشخصية الإنسان. فكثير منا يرسم في اطراف الكراس بعض الرسومات مثل المربعات والمثلثات والقلوب والخطوط الطولية والعرضية. ويغلب علي تلك الرسوم طابع التلقائية. فالرسم والألوان اسقاط لمفهوم الذات لدي الفحوص. أو لصورة الجسم أو اتجاهاته نحو شخص آخر. أو تعبير نحو الحياة والمجتمع. وكما تقول د.صباح عمار المدرس بجامعة حلوان ان البعض يرجح ان عملية الإسقاط تظهر حينما يصبح من الصعب التعامل مع خطر داخلي أو خارجي. ومن ثم يتعين كبته ثم إسقاطه. وقد تتعرض للتحريف بالقدر الذي يكون فيه الإسقاط وظيفة دفاعية وبالقدر الذي تطفو فيه كثرة الجزئيات والسطحيات في الرسم مثال الوسواس القهري من دون ان يقابلها في عالم الواقع. وكل وحدة مرسومة تثير في صاحبها ارتباطات شعورية ولا شعورية. تضيف: اذا أردنا تحليل الرسومات العفوية "الشخبطة" التي تصدر من شخص. فلابد من الإطلاع علي بعض الأمور المهمة قبل معرفة نوع الشكل. وهناك دراسات عديدة قام بها تربويون في الفن وكان من ابرزها: شكل الشخبطة واين تقع فإذا وقعت في يمين الصفحة. فإن تفكيره يركز علي الماضي ولديه بعض الخوف. أما إذا كانت في يسار الصفحة. فإن تفكيره مركز علي المستقبل وانه منجز في عمله ويحب الحياة. أما اذا كانت في وسط الصفحة. فإنها تعني ان الشخص بحاجة الي الانتباه ويطلب الحرية وإذا كان في الصفحة من اعلي. فإن خياله واسع وروحاني. في حالة تحمس دائم وآخرها في اسفل الصفحة. ويقوم بها بعض من لديه كآبة ونظرة حرجة للحياة. ونوعية الرسوم أيضا مهمة فإذا قام الشخص بتظليل الحروف فإنه تعبير عن القلق والتوتر. أما رسم الأشكال الهندسية بتلقائية أثناء المذاكرة أو الاطلاع يعني ان صاحبها متسامح. سلمي. كريم. ويعني رسم المربع انه محدود في التعامل ومقتصد ويدل رسم المثلث علي سرعة الحكم في المواقف المختلفة أما رسم النجوم فتعني انه منضبط ينفذ ما يطلب منه. وحكمه موضوعي. ومن الأمور المهمة. ملاحظة الطفل في طريقة وضع اليد علي القلم. فإن قوة ضغط القلم علي الورق لها علاقة بشخصيته فإذا كان الضغط ثقيلاً. فإن نشاطه كبير وطاقته عالية. وعصبي. واحيانا متحمس ولديه ثقة بنفسه. واذا كان الضغط متوسطا. فهو يعني شخصية متوازنة ومنظمة ومرتبة أما اذا كان خفيفاً. فإنه يتأثر بالمواقف بسرعة.. عاطفي ورومانسي وخجول احياناً. وتشير الي انه يجب علي الآباء والأمهات والمحيطين بالأطفال ملاحظة رسومات اطفالهم من حيث ان الرسم بالنسبة للطفل لغة للتعبير أكثر من كونه وسيلة لخلق شيء جميل وان الطفل في مراحل حياته الأولي يرسم ما يعرفه لا ما يراه وان المبالغة والحذف. سمة السنوات الأولي في حياة الطفل. فيبالغ في رسم الأب. فمثلاً يجعله أكبر من المنزل كما يغلب التعبير التسطيحي. وكلما تقدم في السن زاد إدراكه للنسب بين الأشياء. وتؤكد انه من خلال الرسم يمكن ان نضع أيدينا علي المشكلات النفسية والعقلية للطفل فهو يعاني من عدم إحكامه العلاقة بين الأشكال اذا كان يرسم اليدين خارجتين من الرأس. أو عدم التناسب الزائد في الرسم والتكرار الآلي للأشكال وقلة التفاصيل وتشتت الأفكار فنجد الرسم اقرب للجمود ويكون لديه ميل للعزلة اذا لجأ الي تصغير حجم الوحدات المرسومة واقتصار الرسمة علي جهة واحدة. وفقدان التنظيم. وعدم إكمال الرسمة ووضعها داخل إطار والصغير يعاني من النزعة العدوانية اذا اتجه للمبالغة في حجم الفم واستطالة الأذرع والتأكيد علي إظهار الأسنان.