يواصل الدكتور أبوبكر الصديق بيومي عالم الرياضيات المصري العالمي تحديد المتطلبات الأساسية لتحقيق النهضة الاقتصادية المصرية والتي لخصها في 6 متطلبات نشرنا في العدد الماض أولها وهو الإصلاح المالي ونتناول اليوم تقديم 5 متطلبات هي التعليم والاستثمار في البحث العلمي والإدارة ومحاربة البطالة والاستفادة من الموارد المصرية. يقول الدكتور أبوبكر: يعتبر التعليم من أهم متطلبات التنمية وللنهوض به لابد ان تتحرك سياسات التعليم بكل المراحل وبكل الاتجاهات معا ذلك لان التعليم هو الثقة والأخذ بأسباب التقدم بل هو التقدم بعينه وسياسات التعليم هي مسئولية الدول فلا يتدخل في وضعها قطاع خاص أجنبي أو وطني لانها ترتبط بأمن مصر القومي. العنصر الثالث للتنمية بعد الإصلاح المالي والإصلاح التعليمي هو الاستثمار في تصنيع الأجهزة البحثية لانه قبل ان نفرض من وجود تطبيق الوحدات ولا تستغرب إذا علمت ان فنلندا تصنع الأجهزة الطبية لأمريكا علينا في مصر ان تتعاون أكاديميات البحث العلمي مع كليات الهندسة والعلوم في ذلك الشأن وخصوصاً "الهندسة الطبية" للتعاون معا لتنفيذ الأجهزة البحثية طبية كانت أو غير طبية ويمكن ان نتعاون مع بعض الدول بشرق آسيا مثلا في بناء مصانع للأجهزة البحثية وتصديرها للخارج بعد سد الاحتياجات بمصر. رابعاً الإدارة صانعة الحضارة وهي مقولة حقيقية ولكن كيف نصل إلي ذلك علينا ان ندرس تجارب الدول التي سبقتنا من قبل وأتذكر انني كنت بالسويد في عام 1975 وطلبت بالبريد من إحدي الشركات باليابان آلة كاتبة وتم الرد علي بعد يومين فقط وأرسلوا إلي عنوان توكيل الشركة اليابانية بالسويد أي ان يوماً بالبريد ذهاباً ويوماً أيابا هذا قبل تصنيع الكمبيوتر واكتشاف البريد الالكتروني اذن الإدارة تربية وممارسة نظام عمل أتفق عليها بل علينا ابتكار طرق جديدة لتطوير إدارة المؤسسات المختلفة كيف؟ بتنظيم المحاضرات وإرسال البعثات ولا نغفل دور الإعلامي في هذا المجال. خامساً تقليل البطالة الكارثة التي بعد المرض هي البطالة حيث ان كرامة الإنسان وتكوين أسرته الصغيرة ولكن كيف نجد الوظيفة لكل خريج؟ إنها ليست معضلة بشرط ان ندرس الأسباب وراء تفشي البطالة في المجتمع المصري الحل يبدأ من وقت معرفة أسباب البطالة التي منها التخطيط الخاطئ لاحتياجات السوق المصرية المستقبلية من عمالة و عدم وجود خطط استثمارية مستمرة لايجاد مصانع جديدة ومشاريع لاستيعاب عمالة جديدة وغياب رأس المال أو كساد السوق من أجل مشاريع جديدة. وارتباط عدد الطلاب بالجامعات بإمكانات استيعاب الجامعات لهم وليس بمتطلبات السوق وجميعها أسباب علينا وضع الحلول لها. أهم المتطلبات وآخرها هو السادس وهو كيفية الاستفادة من موارد مصر في مختلف المجالات فوضع الخطط الاقتصادية يتطلب الإيمان بموارد مصر البشرية لإنها كل شئ لكثير من الدول المتقدمة مثل اليابان وكوريا وعلينا معرفة كيف نوجهها ونعدها لكل برنامج يثمر بالخير أعدادها التعليمي والتربوي أهم الأمور وعلينا ان نزرع حب العلم وحب الوطن وغيرها. كذلك علينا معرفة موارد الطاقة التي لدينا ومنها الشمس الدافئة المستمرة بمصر فهي مصدر عظيم للطاقة غير مستغل لماذا لا نبدأ الأبحاث حتي نصل إلي تسيير السيارات بالطاقة الشمسية انه الأمل انه التقدم والرفاهية. أما موارد مصر الجغرافية فمما لا شك فيه ان البحرين الأبيض والأحمر والبحيرات ال 11 الموجودة بمصر وكذلك مناخها وأمطارها ومياها الجوفية إلخ تمثل واحدة من صور مصر التي تقدم وتوضع أمامنا عند التخطيط الاقتصادي وذلك إلي جانب خريطة مصر التعدينية فمناجم المعادن وأماكن وجودها والكفآت الحالية والمستقبلية لكل منها وخصوصا المعادن الثمينة وكل معدن له ارتباطه بصناعات معينة. وتعتبر السياحة أهم الموارد هي خريطة مصر للسياحة بما تتضمنه من تراث فرعوني وإسلامي وقبطي عجيب فهي بحق أم الدنيا كما تحتوي علي ثلث آثار الكون ونحن نحمل كل وزير سياحة المسئولية ولو بصورة جزئية عن عدم جعل مصر من أعظم 3 دول سياحية في العالم ان لم تكن أفضلها فلربما هناك أسباب سياسية واقتصادية وراء ذلك. وتبقي موارد مصر الزراعية وبصراحة فإن عدم الاهتمام بالزراعة يعتبر كارثة حقيقية يعاقب عليها المتسببون في الاكتفاء الزراعي يعني الكرامة الإنسانية. يمكننا ببساطة تحقيق هذه المتطلبات والبدء في طريق النهضة لتصبح مصر خلال 10 أو 15 سنة من النمور الاقتصادية فهل نبدأ الطريق؟