من المؤكد أن رؤية أساتذة الجامعات لمشاكل المجتمع ومتطلباته، تتسم بالكثير من الموضوعية، لأنها رؤية تقوم علي الدراسة والبحث والتحليل.. ولذلك فإنهم عندما يشاركون الحزب الوطني الديمقراطي في وضع تصورهم لبرنامج الحزب الذي يتقدم به إلي أبناء مصر، وهو يستعد للانتخابات البرلمانية القادمة، فهم يساهمون بفعالية وايجابية في تحديد القضايا والآمال التي ينتظر المواطنون من الحزب التركيز عليها، لتنمية المجتمع وحل المشاكل، ورفع مستوي المعيشة من أجل حياة أفضل..فماذا قال أساتذة الجامعات؟.. وكيف ينظرون إلي دور الحزب الوطني الديمقراطي في المرحلة القادمة؟ يقول د.أحمد جمال الدين وزير التربية والتعليم السابق وأستاذ القانون: هناك عدد من القضايا يجب أن تكون لها الأولوية في البرنامج الانتخاب للحزب الوطني خلال الفترة القادمة، وأن يؤكد للمواطنين بأنه سيعمل علي متابعة تنفيذها، وأولي هذه القضايا تدعيم الحرص علي »إنفاذ القوانين« لأن المواطنين جميعا يريدون أن يطبق القانون علي الجميع ودون تفرقة، فالبعض يعاني من أزمة ثقة وهذا أمر في منتهي الخطورة علي المجتمع ولابد أن نعالجه.. وكذلك التأكيد علي الشفافية والحرص علي محاربة الفساد، وأن نؤكد في البرنامج الانتخابي علي أنه لا أحد يعلو فوق القانون علي القانون مهما كان، وأن نعمل علي تنفيذ هذا التأكيد بعد ذلك. ويجب أن تراجع الحكومة نفسها بأن تعمل مستقبلا علي أن تكون الأولوية للتنمية الاقتصادية لتحسين أوضاع الناس مع زيادة الإنتاجية سواء علي المستوي الجماعي أو الفردي، وأن يستفيد بعائد هذه الزيادة الإنتاجية جميع أفراد المجتمع. الانجازات كدليل أما د. إجلال حافظ عميدة كلية التجارة السابقة بجامعة عين شمس، فتقول: لابد للحزب الوطني ان يحدد في برنامجه الانتخابي القادم بدقة شديدة حجم الانجازات التي تمت في الفترة من عام 5002 وحتي عام 0102، حتي يكون ذلك دليلا لعمله السابق أمام المواطنين، وأن يوضح للمواطن ما تم انجازه حتي يعرف المواطنون حجم الانجازات التي تمت، وأن الحزب سيعمل علي تحقيق انجازات أخري مثلما حدث في الفترة السابقة، وبذلك تكون لغة الخطاب واقعية ويصدقها المواطنون، كما يصدقون أطروحات الحزب في المرحلة المقبلة لمعالجة مختلف القضايا. وتضيف د.إجلال: أهم القضايا التي يجب أن يركز عليها الحزب الوطني في برنامجه الانتخابي القادم هي التعليم، خاصة التعليم الفني أن يتم دعم هذا النوع من التعليم ماديا وبشريا، وأن يكون ذلك بمثابة المشروع القومي لمصر في المرحلة المقبلة، يلتف حوله الجميع لانجاح تطويره مثلما نلتف حول كرة القدم وأكثر لأننا لو قمنا بتطوير التعليم بالشكل الجيد سوف ينعكس ذلك علي مختلف قطاعات المجتمع كله ومختلف قطاعات الإنتاج، وقبل هذا وذاك سوف ينعكس علي سلوكيات الأفراد ويحارب مظاهر السوء في المجتمع... كما يجب الاهتمام بمشروع الصرف الصحي في معظم قري مصر التي تفتقر إلي صرف صحي مع أن معظمها قد دخلتها مياه الشرب، ثم تأتي بعد ذلك قضية الاهتمام بالنقل والمواصلات، ثم التركيز علي ضرورة مواجهة ارتفاع الأسعار والرقابة عليها ومحاربة الفساد في مختلف المجالات خاصة في القطاع الحكومي وفي قطاع الأعمال العام. بناء المدارس ويقول د.عبادة سرحان رئيس جامعة المستقبل ورئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بالمجلس المحلي لمحافظة القاهرة: أهم القضايا التي يجب التركيز عليها في مجال التعليم، لتكون ضمن برنامج الحزب الوطني في الانتخابات القادمة، هي الاهتمام ببناء المدارس بالقدر الكافي الذي يعمل علي تقليل كثافة الفصول التي نعاني منها في معظم المحافظات وتؤثر بالسلب علي العملية التعليمية والعمل علي حل مشكلة الثانوية العامة التي أصبحت تمثل عبئا علي الأسر المصرية، مع الابقاء علي مكتب تنسيق القبول بالجامعات، والأخذ بنظام اختبارات القدرات عند القبول بمختلف الكليات حتي يتم الكشف عن ملكات وقدرات الطلاب في دراسة كل تخصص. ويقول د.محمد ربيع رئيس مجلس أمناء جامعة الدلتا: تطوير التعليم يجب أن يبدأ من مرحلة رياض الأطفال، وتحسين مستوي التعليم الإلتزامي وليس تطوير المناهج فقط، مع العمل علي ربط التعليم بواقع المجتمع، والاهتمام بتعظيم الولاء للوطن لدي جيل الشباب الصاعد، بعد أن أصبح هناك نوع من الشوشرة عليه وعلي إنتمائه وولائه لهذا الوطن، وأصبح شباب هذه الأيام لا يعرف تاريخ بلده ولا تاريخ الشخصيات التي صنعت هذا التاريخ.ويضيف د. ربيع الاهتمام بالريف الذي يضم 05٪ من سكان مصر، يجب أن يكون من أولويات البرنامج الانتخابي للحزب الوطني، خاصة بعد أن تناقصت الأراضي الزراعية وتآكلت، ولم يعد هناك استصلاح لأراض جديدة مقابل هذا التآكل، ولهذا لابد أن ننظر للريف نظرة مختلفة، ونهتم بنشر الصناعات الصغيرة به، وتوفير حرف مختلف يعمل بها شباب الريف، مع إعادة تأهيل سكان الريف لممارسة أنشطة أخري غير الزراعة. البطالة والصحة ويقول د.الدسوقي حامد أبوزيد أستاذ إدارة الأعمال بتجارة القاهرة قضية البطالة تعتبر هي القضية الأولي في مصر، التي يجب أن تكون في مقدمة البرنامج الانتخابي للحزب الوطني في المرحلة المقبلة. ويضيف د.الدسوقي: القضية الثانية لاتقل في اهميتها عن الأولي، وهي قضية التعليم والتي لابد للحزب الوطني أن يركز عليها في برنامجه الانتخابي، ويركز في جهوده المستقبلية علي وضعها في أولويات جهوده للعمل علي اصلاحها خاصة التعليم ما قبل الجامعي أما القضية الثالثة فهي ضرورة التأكيد علي الاهتمام بصحة المواطنين والاهتمام بمكافحة الأمراض، وفي مقدمتها »الالتهاب الكبدي سي«، والذي أصاب أكثر من 21 مليون مواطن في مصر، معظم من الشباب الذين يمثلون مستقبل هذا الوطن، ولابد أن نقضي علي الأسباب التي تؤدي إلي زيادة نسبة الإصابة به حاليا وأولها الاهتمام بالصرف الصحي بالقري، والاهتمام أيضا بسبل العلاج. والقضية الرابعة هي قضية الأخلاق والتعاون والرجوع لأخلاقيات القرية، بعد أن أصبح الكل يضرب في الكل، والكل يكره الكل، بالإضافة إلي ضرورة الاهتمام بتطوير الزراعة في مصر نظرا لانها في الأساس بلد زراعي، وستظل كذلك وأن نهتم بالفلاح المصري وندعمه ونشجعه علي زيادة الإنتاج، لأنه أصبح من العيب أن نستورد البصل والثوم من الصين كما يحدث الآن. زيادة الجامعات أما د.حسام العطار رئيس جامعة بنها السابق ، فيقول: يجب ان يركز البرنامج الانتخابي للحزب الوطني علي ثلاث قضايا رئيسية هي: الصحة والتعليم والضمان الاجتماعي، خاصة أن هذه القضايا تلمس أهم الموضوعات التي يهتم بها المواطن.. واصلاح التعليم لا يجب أن نتوقع أن يتم بين يوم وليلة، لأن مردوده يظهر بعد عدة سنوات، لكن يجب أن نبدأ من الآن ثم تكون هناك استمرارية في التنفيذ والمتابعة، لابد أن نعمل علي زيادة عدد المدارس وزيادة عدد الجامعات حتي تستوعب الأعداد الكبيرة من المتعلمين في مختلف المراحل، سواء في التعليم العام أو الجامعي، وحتي يكون هناك تعليم حقيقي في أماكن تحترم آدمية المتعلمين، كما أن زيادة عدد المدارس سوف يساهم في تشغيل عشرات الآلاف من خريجي كليات التربية المتعطلين، وكذلك خريجو الكليات الأخري مما سيقلل من حجم البطالة.. ويجب التوسع أيضا في برنامج التعليم الجامعي الجديد غير التقليدية، وكذلك برامج التعليم المفتوح بالفكر الذي طرحه د.هاني هلال وزير التعليم العالي مؤخرا، والمسمي بالتعليم المفتوح مقنن الجودة، والذي سوف يقضي علي تجارة الكتب التي انتشرت في الجامعات المصرية بشكل مرضي. الموارد الذاتية وتقول د.مني حجاج وكيلة كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان: يجب أن يركز الحزب الوطني في برنامجه الانتخابي القادم علي ضرورة البحث عن موارد جديدة للتعليم، بعد أن أصبحت الدولة غير قادرة علي توفير كل احتياجات العملية التعليمية، ولهذا لابد أن ننادي بضرورة أن يساهم القطاع الخاص في تمويل التعليم الحكومي المجاني ومساندة الدولة في ذلك لانه أكبر المستفيدين لأنه سوف يستقبل خريجا متعلما تعليما جيدا، وبالتالي ستكون مساهمته في عملية الإنتاج بالقطاع الخاص جيدة، كما يجب أن يتم التركيز في الفترة القادمة في أن تقوم الجامعات بالانفتاح علي شركات الانتاج المختلفة، وأن تعمل علي حل مشاكلها الانتاجية، وبالتالي تحصل علي عائد مقابل ذلك، تدعم به احتياجات العملية التعليمية بها دون أن نحمل الدولة اي تكاليف إضافية أخري لتطوير التعليم. ويقول د.عبدالفتاح صدقة رئيس جامعة طنطا: إن أهم القضايا التي يجب التركيز عليها في البرنامج الانتخابي القادم هي التعليم ليس بمفهومه المباشر، ولكن بالمفهوم الأشمل، لأن الارتقاء بمستوي التعليم سوف يعمل علي ارتقاء المجتمع كله في مختلفة المجالات في الصحة والاقتصاد والإدارة والتنمية في مختلف المجالات من زراعة وصناعة وتجارة خارجية وداخلية ونقل.. ويجب أن يركز البرنامج الانتخابي أيضا علي قطاع المواصلات خاصة الطرق في كل محافظات مصر، حتي يتم تقليل الحوادث التي جعلت مصر من أعلي دول العالم في نسبة الحوادث مما يؤثر بالسلب علي الاقتصاد القومي، ويزيد من حجم الفاقد بالإضافة إلي الخسارة البشرية التي لا تقدر بمال، كما يؤثر علي قطاع الصحة، حيث اصبحت كثير من المستشفيات تنفق الكثير علي هذه الحوادث، ولهذا فإن صيانة الطرق والاهتمام بمستوي وسائل النقل من أهم الأسباب التي تقلل من حجم الحوادث ومن حجم الخسائر البشرية والمالية. يقول د.أحمد مندور عميد كلية تجارة دمنهور: قضية البطالة يجب أن تكون في مقدمة برنامج الحزب الوطني الانتخابي، لأنها من أهم القضايا التي تؤثر بالسلب علي المجتمع، ولا تتيح الاستفادة القصوي من خيرة شبابنا الذي تعلم لسنوات طويلة، كما يجب أن يتضمن البرنامج الانتخابي للحزب التأكيد علي محاربة الفساد أيا كان مصدره وأيا كان المسئول عنه اقتناعا بمبدأ الشفافية والموضوعية في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة بالإضافة إلي ضرورة التأكيد في البرنامج الانتخابي علي الاهتمام الكبير بالعمل علي توفير الحياة الكريمة للمواطنين، من مسكن ومأكل ووسائل مواصلات ودخل يحفظ له حياة كريمة، وهذا هو ما يشغل بال معظم المواطنين. زيادة الاستثمارات ويقول د.أسامة الفولي عميد كلية الحقوق السابق بجامعة الإسكندرية يجب ان يهتم الحزب الوطني في برنامجه الانتخابي علي تشجيع ما نسميه كاقتصاديين رفع معدلات الاستثمار الواعي من خلال جهود حكومية لتشجيع القطاع الخاص لزيادة الاستثمارات المحلية والخارجية في هذا الاتجاه، لأن عملية النمو الاقتصادي هي زيادة رقمية أو كمية، لكن إذا أردنا التحول لاقتصاد أفضل، فلابد أن نقيم المصانع التي تساهم في حل مشكلة البطالة وزيادة حجم العمالة. تشغيل الشباب ويقول د.محمد يوسف رئيس جامعة بني سويف: يجب أن يركز الحزب الوطني في برنامجه الانتخابي بشكل أكبر علي قضية تشغيل الشباب، وليس مجرد محاربة البطالة، لان الاهتمام بعملية التشغيل ستحدث تنمية كبيرة في المجتمع تعود عليه بالخير، كما يجب أن يهتم الحزب في برنامجه أيضا بالمرأة والطفل خاصة بعد أن أصبحت المرأة مشاركة في كل شيء بالمجتمع وأصبح لها دور واضح في مختلف المجالات، وأن يهتم كذلك بالمرأة »المعيلة«، التي تتحمل وحدها مسئولية تربية الأبناء، بعد أن فرضت عليها الظروف ذلك، إما بسبب وفاة الزوج أو الطلاق، وأن يهتم بتوفير فرص عمل لها حتي نساعدها في مواجهة الحياة وتنشئة الأبناء تنشئة سليمة. ويشير د.محمد يوسف أيضا إلي ضرورة الاهتمام بالتوسع في المشروعات الصغيرة والمتوسطة لأهميتها في المساهمة في حل المشكلات الاقتصادية والحد من البطالة، ويجب البحث عن موارد ذاتية من خارج الاستثمار المصري، بأن نعمل علي تشجيع الاستثمار العربي والاجنبي، والبحث عن فرص استثمارية جديدة وتقديمها للمستثمر دون أن نتركه يبحث هو وحده عن هذه الفرص. كما أننا نحتاج لآليات جديدة للعمل علي جذب هذه الاستثمارات. أما القضية الأخري التي لابد أن يركز الحزب عليها أيضا كما يقول د.محمد يوسف فهي قضية العدالة، وضرورة أن يشعر المواطن بأن الجميع أمام القانون سواء، وأن يتم التعامل مع كل المواطنين علي قدم المساواة دون محاباة لمواطن علي حساب الآخر أيا كان مستوي هذا المواطن. التعليم والمرأة وتقول د.هند حنفي رئيسة جامعة الاسكندرية: يجب الاهتمام في البرنامج الانتخابي للحزب الوطني بقضية التعليم في المقام الأول، لأن النهوض بالتعليم هو الذي سينهض بالدولة في مختلف المجالات، وتدني مستوي التعليم سوف يؤدي إلي تدني مختلف الأنشطة في مصر في مختلف المجالات، ولابد أن نوفر مستلزمات العملية التعليمية بأي شكل وبأي طريقة دون أن يكون ذلك علي حساب المواطن لأن الهدف هو تعليم أبناء هذا الوطن. أما القضية الثانية التي تري د. هند حنفي ضرورة التركيز عليها، فهي قضية مساندة جهود المرأة لنعطيها الفرصة بشكل أكبر لتساهم في تنمية المجتمع في مختلف المجالات، نظرا لانها تمثل نصف المجتمع.. يجب أن نشعر بأهمية دورها في ذلك، سواء في تنمية المجتمع أو تنشئة أولادها التنشئة السليمة أو دورها المحوري في بيتها، والوقوف بجانب الرجل لكي يعطي هو الآخر للمجتمع بشكل أفضل.