«العدل أساس الملك».. يافطة نشهدها في قاعات المحاكم، ويسعي حراس العدالة إلي تحقيقها علي أرض الواقع بقدر ما استطاعوا، وقبل ثلاثة عشر قرناً كانت هذه اليافطة محفورة في الصدور إبان عهد الخليفة الزاهد العادل «عمر بن عبدالعزيز».. وقد يتساءل سائل : وما العلاقة بين الخليفة الزاهد وبين الانتخابات البرلمانية في مصر المحروسة والتي يحين موعدها بعد ثمانية وأربعين ساعة فقط؟ والاجابة علي طرف لساني : أولاً لأن مدينة حلوان التي أشرف أني من مواطنيها تشهد معركة حامية الوطيس بين الدكتور سيد مشعل وزير الإنتاج الحربي وبين بلدياتي الكاتب الصحفي مصطفي بكري رئيس تحرير جريدة الأسبوع، وثانيا : لأن نفس المدينة العامرة قد شهدت مولد الخليفة عمر بن عبدالعزيز عام 65ه الموافق عام 684م إبان تلك الفترة التي عين فيها والده «عبدالعزيز بن مروان» واليا علي مصر في عصر الدولة الأموية. ولعلها فرصة مواتية ومشروعة لكي أرفع صوتي لمرشحي حلوان للنظر في مطلبين محددين فشل المحافظ الحالي وكافة المحافظين الذين سبقوه في وضع حل لهما.. وهما : 1 التعامل مع البلطجية المنتشرين بميدان المحطة المتمثلين في الباعة الجائلين، وما أدراك ما الباعة الجائلون اسما ولكنهم في الحقيقة ينتمون إلي مراكز قوي مجهولة العنوان ويحتلون الطرق المؤدية إلي سيارات الميكروباص التي تربط حلوان بضواحيها، ليس فقط بل يحولون ميدان المحطة إلي مركز لتجمع البلطجية والخارجين علي القانون حيث يتشابكون بين فترة وأخري بالسلاح الأبيض ويتقاذفون بزجاجات المياه الغازية مما يشل حركة المرور في ميدان المحطة ويعرض حياة المواطنين للخطر. 2 إنارة طريق الأوتوستراد إنارة كاملة للحد من حوادث السيارات والتصدي لقطاع الطرق ومواجهة الأعمال المنافية للآداب، فكثير ما ينقبض قلبي وينتابني الرعب وتحيط بي الهواجس أثناء عودتي إلي منزلي بعد حلول الظلام عندما أجد نفسي أقطع الطريق بسيارتي وسط ظلام دامس لمسافات غير قصيرة تتخللها بعض الطرق المنارة، في الوقت الذي يخلو فيه الطريق من أي مركز للإسعاف أو نقطة للشرطة..! ولأني أعلم أن الزميل مصطفي بكري قد استنفد كل محاولاته لإصلاح ذات البين وحاول التعاون مع المحافظ السابق الدكتور حازم القويضي لتحويل ميدان المحطة بأكمله إلي قطعة من أوروبا تفخر بها محافظة حلوان، إلا أن الفترة القصيرة التي قضاها الدكتور القويضي لم تسعفه لتحقيق آمال شعب حلوان بعد أن شيد مدخل محطة المترو بشكل يدعو للفخر، ومن ثم لم يستطع بكري تنفيذ وعوده، وبالتالي لم يعد أمامنا سوي التوجه إلي الدكتور سيد مشعل باعتباره أحد وزراء الحكومة البارزين من ناحية، وصاحب قرار من ناحية أخري، فاذا كانت مشاكل حلوان تخرج عن نطاق صلاحياته، فالمؤكد أنه يستطيع مساندة المحافظ الجديد أو تصعيدها إلي رئيس الحكومة، ولايختلف اثنان علي التماس الأعذار للمحافظ الجديد ومن سيخلفه مقدماً، لأن المحافظة تموج بأصحاب النفوذ، وإذا أراد المحافظ التصدي لهم، فسرعان ما يلتفون حول قراراته وإذا لم تغير بالأمر الواقع تكالبوا عليه وحالوا دون استمراره، وما تجربة الدكتور القويضي ببعيدة..!! آخر الكلام : سنتان وخمسة أشهر فقط، هي مدة ولاية الخليفة الزاهد عمر بن عبدالعزيز في الفترة ما بين (99ه 101ه) التي توافق 717 719م).. ويعد الخليفة عمر بن عبدالعزيز أكثر خلفاء بني أمية عطاء للإسلام والمسلمين، وفي عهده انتشر السلام والعدل والأمن والاحسان بامتداد البلاد الإسلامية، ولذا كان طبيعيا أن يطلق عليه معاصرون لقب «خامس الخلفاء الراشدين» علي الرغم من صغر سنه، فلم تمتد حياته طويلاً حيث عاش ستة وثلاثين سنة وستة أشهر هجرية أي ما يقرب من ثلاثة وثلاثين عاما ميلادية ويكفيه شرفاً أنه حفيد الخليفة الراشد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.