جاء للفرحة والأمل حزينا في العقد الثالث من عمره يحمل بين يديه طفلاً يبدو من هيئته أنه يعاني من مشاكل صحية كبيرة تتعلق بالمخ والأعصاب وقبل ان يبدأ في الحديث زرفت عينيه بالدموع هدأنا من روعه وأستمعنا إلي مأساته. يقول اسمي شعبان سيد محمود أعمل أرزقياً وليس لي أي مصدر دخل ثابت أعول منه أسرتي وبعد زواجي بعام واحد رزقني الله بطفلي الأول عبدالله وعمره الآن عام ونصف العام وكان طفلاً طبيعياً علي مدي الأربعة أشهر الأولي من حياته فملأ حياتنا فرحاً وبهجة وجلعني أتفاني في العمر لأوفر له مستقبلاً لا يشعره بأي نقص لكننا لاحظنا عدم نموه بعد الشهر الرابع بصورة طبيعية كما أن نظرته كانت تشبه نظرة الأطفال المعاقين ذهنياً وتوقعت انها حالة عابرة وسوف تزول لكنها استمرت وتفاقمت فأسرعت بعرضه علي العديد من الأطباء وبعد رحلة طويلة من البحث بين المستشفيات وإجراء الاشعات والفحوصات والتحاليل الطبية والوارثية أنفقت خلالها كل ما أملك وبعت كل غال وثمين أكد الأطباء إصابته بضمور في المخ وتشوه بالخلايا. طرقت جميع الأبواب في سبيل علاجه فذهبت إلي مستشفيات التأمين الصحي لكنني اصطدمت بالروتين المعقد والمواعيد التي تؤجل بصفة مستمرة وتجعل الحالة الصحية تتراجع للوراء كل فترة ضعف ما كانت عليه والادهي من ذلك قيام الاستشاري بوصف علاج خاص بالتنشيط الذهني جعل حالته تزداد سوءاً بعد مرور 6 أشهور من المداولة علي الذهاب للمستشفي يومياً حتي أنه أصبح يقضم أصابعه من شدة الآلم وكادت عظام يديه تظهر بسبب عصبيته الزائدة ولم يكتف بذلك بل تتطور حالته كل يوم حتي أصبح يحاول خلع أذنه اليسري فأصابها بجروح عميقة مما جعلنا نلجأ إلي ربط زراعه برباط طبي حتي لا يؤذي نفسه. يضيف: وقد ضاق بي الحال وحاصرتني الديون بسبب الأدوية باهظة الثمن التي يحتاجها طفلي أسبوعياً خاصة ان الأدوية التي أحصل عليها من التأمين الصحي لم يحدث معها أي تقدم يذكر فحاولت مخاطبة المسئولين بوزارة الصحة لنقل علاج نجلي إلي مستشفي متخصص من المستشفيات التابعة لها إلا أنهم وضعوا العقدة في المنشار وطلبوا خطاباً من التأمين الصحي يفيد بعدم إمكانية علاجه هناك وهذا يعد من سابع المستحيلات لذلك أهيب بالسيد وزير الصحة عرض ابني علي لجنة طبية متخصصة لوضع برنامج علاجي ينقذه من المشاكل الصحية التي تتفاقم كل يوم رحمة بظروفي أنا ووالدته التي أصبحت لاحول لها ولا قوة منذ ان علمت بإصابته بضمور في المخ.