يدعونا الصديق سامح الزهار- الباحث في الآثار- لزيارة قبة الملك المنصور قلاوون ضمن المجموعة القلاوونية بمنطقة النحاسين بشارع المعز لدين الله الفاطمي في الجزء المعروف بين القصرين ويعتبرها البعض ثاني أجمل ضريح في العالم بعد تاج محل الهندي. أنشأها الملك المنصور سيف الدين قلاوون أبوالمعالي الألفي الصالحي النجمي. وهو السابع من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية. تولي الحكم بعد خلع الملك العادل سلامش في يوم الأحد ثاني عشر شهر رجب سنة 678. وتلقب بالملك المنصور. وجلس علي سرير الملك في اليوم المذكور. وأصل المنصور قلاوون من مماليك آق سنقر الكاملي. ثم قدمه إلي الملك الصالح نجم الدين أيوب صاحب المدرسة الصالحية فأعتقه سنة 647 هجرية ثم انتقل إلي خدمة أمراء المماليك البحرية حتي أيام السلطان الظاهر بيبرس. القبة بديعة الصنع. مصممة بشكل أنيق عبارة عن قاعدة مربعة في وسطها ثمانية أعمدة أربعة منها من الجرانيت وهي متقابلة ومذهبة التيجان والأربعة الأخري دعائم مبنية بأركان كل منها أربعة أعمدة من الرخام. ويجمع الأعمدة الجرانيتية والدعائم من أعلي إفريز رخامي دقيق الصنع فوقه إفريز به نقوش مذهبة ويعلو ذلك كله إفريز ثالث به كتابات قرآنية وتاريخ تجديد القبة وذلك بحروف مذهبة علي أرضية زرقاء. دفن بالقبة المنصور قلاوون وابنه الناصر محمد وابنه عماد الدين إسماعيل بن محمد بن قلاوون. ونقش علي باب القبة تاريخ إنشائها بما نصه: "أمر بإنشاء هذه القبة الشريفة المعظمة مولانا وسيدنا السلطان الأعظم الملك المنصور سيف الدنيا والدين قلاوون الصالحي قسيم أمير المؤمنين أدام الله أيامه وحرس أنعامه ونشر في الخافقين ألويته وأعلامه. وكان ابتداء عمارته في شوال سنة ثلاث وثمانين وستمائة والفراغ منها في صفر سنة أربع وثمانين وستمائة للهجرة المحمدية النبوية". في السريع يمكنكم زيارة هذا الأثر المهم ضمن التذكرة المجمعة لآثار شارع المعز لدين الله الفاطمي بسعر 10 جنيهات للمصريين و5 جنيهات للطلبة. المواصلات ميكروباص إلي باب الشعرية لتبدأ جولتك من باب الفتوح أو إلي الغورية لتبدأها من الحسين.