في شهر رمضان كنا نعيش بحس مرهف ونحن نتابع مسلسلات عظيمة علي سبيل المثال لا الحصر "محمد رسول الله" وغيرها من المسلسلات الدينية والاجتماعية. بينما نحن اليوم نعاني من التلوث السمعي والبصري في كل المجالات الفنية وللأسف الشديد أصبح هذا التيار المتدني في الفن لديه القدرة علي تشكيل وجداننا خاصة الشباب وأصبحنا تدريجيا نعتاد علي سماع أسوأ وأحط الحوارات الدرامية التي تنهش في عقول أطفالنا وشبابنا بكل قسوة وعناد متعمد وكأنها مؤامرة مخططة لإفساد الذوق العام والتخلص من القدوة التي كانت تمثل بالنسبة لنا القيم والمبادئ وروح الانتماء وكل الخصال الراقية والتي كانت تعبر عن معاني الشهامة والاحترام والتأدب والالتزام وتعمق في صدورنا مشاعر الحب النظيف والانتماء الحقيقي لبلدنا والكارثة الكبري أن هؤلاء المفسدين أصبحوا يتسابقون لكي يفرزوا سمومهم من خلال الشهر الكريم فأصبحنا نفاجأ بأقذر الكلمات وأحط المعاني التي تتداول علي شفاه الممثلين من خلال حواراتهم وأصبحنا نري ونسمع التلميحات الجنسية بصورة مقززة تجعل المشاهد يكاد يتقيأ من الغيظ والدهشة والذهول لما يحدث أمامه علي شاشات الفضائيات التي أصبح أغلبها لا يعنيها حجم التأثير السلبي علي أبنائنا بقدر شراهتهم علي المال بكل الطرق مهما كانت الوسيلة. نحن نعاني من كارثة فنية بحق يجب ملاحقتها والتصدي لها قبل أن تستفحل وتصبح مستحيلة الانضباط فيما بعد إذا حاولنا مواجهتها. كل ذلك يتم بحجج زائفة علي غرار حرية الرأي والفن الواقعي وكأن واقعنا عبارة عن مصطلحات بذيئة وأنفس مريضة ووجدان لا يعترف بالقيم والمبادئ فنجدهم يمزقون عن عمد كل الروابط الانسانية والاجتماعية فنشاهد العقوق وكأنه هو التكوين الأساسي للأسرة المصرية ونري الجنس المتبجح والعلاقات الآثمة بلا ضوابط اجتماعية ولا ثقافية. أصبحنا نعيش وسط فراغ فني ثقافي أصابنا بخلل في وجداننا بسبب هؤلاء المرتزقة المغرضين والذين توحشوا لأنهم لم يجدوا من يتصدي لهم حماية لنا ولأمننا القومي ما هذا الابتذال؟! في نقل صورة واقعنا وكان الكتاب والنغم وريشة الفنان قد تحول في يد أبنائنا إلي مسدسات وبنادق وسكاكين ومطاوي. لذلك يجب اختفاء مرتزقة الفن من حياتنا.